المواجهة العسكرية بين أمريكا وإيران فى الميزان.. مقتل سليمانى يعيد الصراع بين واشنطن وطهران إلى المربع صفر.. والجيش الأمريكى يرفع ميزانيته للعمليات العسكرية خارج البلد إلى 71,5 مليار دولار
الإثنين، 06 يناير 2020 12:00 ص
مقتل سليمانى يعيد الصراع بين واشنطن وطهران
كتب شعبان هدية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مقتل قائد فيلق القدس الإيرانى الجنرال قاسم سليمانى فى العراق، بمثابة فارقة ليس فى العلاقة بين مراحل الصراع الأمريكى الإيرانى الممتد منذ عام 1979 وما يسمى الثورة الإيرانية، بل أنه قد يكون فارقة فى تاريخ المنطقة ككل، ويعد اليوم الذى قتلت فيه القوات الأمريكية سليمانى "الجمعة 3 يناير " بداية تأريخ جديد لتاريخ علاقات إيران الحديث مع الغرب بوجه عام وأمريكا بوجه خاص، فهو حدث بكل تأكيد سيكون ما بعده يختلف كليا عما قبله.
ما يدفع لهذا القول إن مقتل سليمانى على يد القوات الأمريكية مباشرة وليس عبر وكلاء كما كان يحدث سابقا يعنى أن هناك استعداد أمريكى وتحديدا لإدارة الرئيس دونالد ترامب لمواجهة مباشرة مظهرها هو المواجهة العسكرية ، وبدأ كل طرف يعلن من جانبه محاور الرد ومحددات المواجهة.
نظريا قد تكون القدرات العسكرية الإيرانية لا تسمح لها بدخول حرب نظامية أو مواجهة عسكرية مباشرة مع القوات الأمريكية لوجود خلل كبير بين العدد والعتاد لصالح الجانب الأمريكى ، ورغم أن الجيش الأمريكى يحتل المرتبة الأولى عالميا، ونظيره الإيرانى فى المرتبة 14، إلا أن أى مواجهة مباشرة ستكون كارثية، على المنطقة والعالم بأسره.
ولكن قد تكون فعلا المواجهة هى إنهاك قوى وتصعيد خطابى ليس أكثر لإثبات الوجود ومحاولة الحفاظ على بعض ماء الوجه للقادة الإيرانيين وخاصة قوى عسكرى هامة للدولة هي " الحرس الثورى" الذى تكبد أكبر خسارة له منذ سنوات طويلة.
تحذير إيرانى
فالرد الإيرانى جاء على لسان قائد الدفاع الجوى فى الجيش الإيرانى، أمير صباحى "على أمريكا أن لا تنسى أبدا، ونحذر دائما بأن الاستعراض العسكري أمام الجمهورية الإسلامية قد ولى، لأنه لدينا سلاح سرى خاص بنا فقط، وسوف نقاومها به"، "وقوف القوات الأمريكية على بعد 200 ميل في البحر كان بسبب القدرة العسكرية للقوات المسلحة الإيرانية، العدو يعلم جيدا أن الجهوزية الإيرانية غير قابلة للامتحان، وأول خطأ يرتكبه سيكون آخر خطأ له".
أما قائد الحرس الثورى الإيراني السابق ، محسن رضائى، كشف أن انتقام إيران سيكون قاسيا... ستكون حيفا ومراكز عسكرية إسرائيلية ضمن الرد".
الخمينى ووحدات الحرس الثورى
وكذلك حسن دهقان، المستشار العسكري للمرشد الأعلى بإيران، الذى قال إن رد بلاده على مقتل سليماني، سيكون عسكريا بالتأكيد، وأنه سيكون ضد مواقع عسكرية.
أما حسن نصرالله زعيم جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران فقال إن الجيش الأمريكى في الشرق الأوسط سيدفع الثمن ووصف ذلك بأنه "القصاص العادل" لقتله.
فيما قال قائد الجيش الإيرانى عبد الرحيم موسوى "فى أى صراع محتمل فى المستقبل، وهو ما أعتقد أنهم (الأمريكيون) لا يملكون شجاعة خوضه، سيتضح أين سيكون الرقمان خمسة واثنان" فى إشارة إلى تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بضرب 52 موقعا إيرانيا.
توعد ترامب
وتوعد ترامب بقصف هذه المواقع بقوة إذا هاجمت إيران أمريكيين أو أصولا أمريكية ردا على الضربة التى نفذتها طائرة أمريكية مسيرة وأدت إلى مقتل القائد العسكرى الإيرانى قاسم سليمانى.
كل هذا يأتى بعد أن أن حذر دونالد ترامب إيران من مهاجمة أي مواطن أو قاعدة أمريكية ، مذكراً أن الولايات المتحدة أنفقت للتو ترليوني دولار على معدات عسكرية، وحذر ترامب إيران أن بلاده مستعدة لاستخدام معداتها العسكرية "الجديدة الجميلة بلا تردد".
ورد الناطق باسم لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حسين نقوى حسينى: ليس بإمكان أمريكا أن تستهدف القواعد الإيرانية، ولن تتجرأ على قصفها"، ليس بالضرورة أن يكون الثأر والانتقام لمقتل سليمانى ورفاقه من داخل إيران ، وعلى أمريكا أن تترقب انتقاما يأتيها من داخل الدول الأوروبية أيضا".
زيادة ميزانية الجيش الأمريكى
هذا التراشق الإعلامى والمواجهات الكلامية تأتى بعد أسابيع فقط من اعتماد الرئيس الأمريكى، لأكبر ميزانية فى تاريخ الجيش الأمريكى ، ووصل به أن يتفاخر بأنهم أنفقوا ترليوني دولار على معدات عسكرية جديدة ولا مانع لديه أن يستخدمها فى المواجهة مع طهران.
عناصر الجيش الأمريكى فى طرقهم للشرق الأوسط
وأقر مجلس الشيوخ الأمريكى الشهر الماضى إنفاق بقيمة 738 مليار دولار فى 2020، بزيادة 3% عن العام الماضى، منها 576 مليار دولار للنفقات الأساسية للبنتاجون، إضافة إلى 71,5 مليار دولار مخصّصة للعمليات العسكرية الجارية خارج البلاد.
وذكر معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام "سيبرى)" أن الإنفاق الأمريكى يمثل 36 % من إجمالى الإنفاق العسكرى العالمى، ويساوى تقريباً إنفاق الدول الثمان التالية لها مجتمعة، حيث تم زيادة الجنود بنحو 16 ألف جندى وضخ 90 طائرة طراز f35 بجانب 20 غواصة.
وبالفعل بدأت القوات الأمريكية تتدفق من قواعدها بالولايات المتحدة، وعلى رأسها القوات البحرية "مارينز" إلى الشرق الأوسط ، وغيرت بعض القوات على البارجة "USS Bataan"، مسارها من المغرب إلى شرق المتوسط بعد أن كانت فى طريقها للمشاركة فى مناورات عسكرية ، وكشف البنتاجون أن الجيش الأمريكى من المقرر أن ينشر 2800 جندى إضافى في الشرق الأوسط.
القوات الأمريكية فى المنطقة
وفق صحيفة نيويورك تايمز ، فإن حوالى 200 ألف جندى أمريكى يتمركزون فى الشرق الأوسط، ووفقا للتقرير فإن توزيع القوات الأمريكية فى عدد من الدول :
أفغانستان :
خلال العام الماضي وصل عدد الجنود الأمريكيين ما بين 12 و13 ألف أمريكى.
سوريا :
انتقل حوالى 2000 من جنود العمليات الخاصة الشهور الماضية بعد العدوان التركى على شمال شرق سوريا، وإعلان ترامب انتهاء مهمتهم ضد تنظيم داعش ، ولم يتبقى إلا 200 جندى فقط جنوب سوريا قرب الحدود الأردنية.
العراق والأردن :
وصل عدد القوات الأمريكية فى غرب العراق 6000 فرد ، خلافا للقوات الأمريكية فى القواعد الجوية التركية بإزمير وانجرليك، وإن كان عددها غير محدد .
وفى الخليج
بوجه عام زاد البنتاجون أعداد الجنود حوالى 14000 عقب التوترات وتفجير معامل تكرير شركة أرامكو السعودية، منهم أكثر من سبعة آلاف جندى أمريكى، معظمهم من البحرية، فى ميناء خليفة بن سلمان وقاعدة الشيخ عيسى الجوية، وكذلك فى القواعد العسكرى بالكويت وعمان ، والدوحة ، وتشمل القوات فى الخليج، طائرات الإنذار المبكر المحمولة جواً وطائرات الدوريات البحرية وبطاريات الدفاع الجوي وصواريخ باتريوت وقاذفات "بي 52".
أفريقيا:
يتمركز ما بين 6000 إلى 7000 فى مختلف أنحاء دول أفريقيا، وخاصة في الساحل والقرن الأفريقى، منهم حوالي 500 من جنود القوات الخاصة في الصومال. .
القدرات الإيرانية مقابل أمريكا
وبحسب موقع "جلوبال فير بور" الأمريكى فتعداد الجيش الأمريكى يتجاوز 2.1 مليون جندى، بينهم 860 ألف فى قوات الاحتياط، مقابل 873 ألف جندى للجيش الإيراني، بينهم 350 ألف فى قوات الاحتياط، وتصل ميزانية الدفاع الأمريكية إلى 716 مليار دولار، مقابل 6.3 مليار دولار ميزانية الجيش الإيرانى.
509 طائرة إيرانية مقابل 13 ألف أمريكية
وتمتلك القوات الجوية الأمريكية أكثر من 13 ألف طائرة حربية، بينها 2300 مقاتلة و2800 طائرة هجومية، وأكثر من 1100 طائرة نقل عسكرى، و104 طائرة تدريب، إضافة إلى 5700 مروحية، بينها 970 مروحية هجومية، بينما يوجد فى الجيش الإيرانى 509 طائرة حربية، بينها 142 مقاتلة، و165 طائرة هجومية، و89 طائرة نقل عسكري، و104 طائرة تدريب، و126 مروحية، بينها 12 مروحية هجومية.
عناصر الجيش الإيرانى
وتُعد القوة الصاروخية أهم ما تضمه القوات المسلحة الإيرانية من قدرات، خاصة بالنظر إلى افتقار الجيش الإيراني إلى قوة جوية مؤثرة، وقد وصف تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية القدرات الصاروخية الإيرانية بأنها الأكبر حجمًا فى المنطقة، وتجرى إيران أبحاث فى مجال الفضاء لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات.
القوات البرية والأسطول الأمريكى
وتضم القوات البرية الأمريكية أكثر من 6200 دبابة، و39 ألف مدرعة، وأكثر من 990 مدفع ذاتى الحركة، و864 مدفع ميداني، وأكثر من 1000 راجمة صواريخ، وفي المقابل تمتلك إيران أكثر من 1600 دبابة، و2345 مدرعة، و570 مدفع ذاتى الحركة، وأكثر من 2100 مدفع ميدانى، إضافة إلى 1900 راجمة صواريخ.
ويتكون الأسطول الأمريكى من 415 سفينة حربية، بينها 24 حاملة طائرات، و68 غواصة، و22 فرقاطة، و68 مدمرة، و15 كورفيت، و13 سفينة دورية، و11 كاسحة ألغام، بينما يتكون الأسطول الإيراني من 398 سفينة حربية، بينها 34 غواصة، و6 فرقاطات، و3 كورفيتات، و88 سفينة دورية، و3 كاسحات ألغام.
الحرس الثورى.
يعتبر الحرس الثورى الإيرانى هوة مخلب القط لطهران ، والتشكيل الأهم فىي الحرس الثوري هو فيلق القدس (الذى كان يقوده قاسم سليمانى)، المكلف بالعمليات الخارجية فى دول الجوار الإقليمى، وهو يتبع الحرس الثوري إداريًا لكنه يرتبط مباشرة بالمرشد الأعلى على خامنئي، ويُقدر حجم قوته البشرية بـ 5 آلاف فرد.
قيادات الحرس الثورى الإيرانى
وينضوى تحت لواء الحرس الثورى، قوات التعبئة الشعبية التطوعية "الباسيج"، وهى مكلفة بالأساس بحفظ الأمن الداخلي وقمع الاحتجاجات، ويمكنها حشد مئات الآلاف من الأفراد للخدمة فى صفوف الحرس الثورى فى حالة الحرب.
وتم نشر وحدات من فيلق القدس في سوريا والعراق، وهو مسئول عن تدريب وتسليح الميليشيات الموالية لإيران في الدول العربية، مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن.
مواضع قوة إيران
نجحت إيران في تطوير قدرات الطائرات المسيرة الخاصة بها، واستخدمت طائراتها المسيرة فى عده معارك ضد تنظيم داعش فى العراق وسوريا، كما اتهمت إسرائيل إيران باختراق مجالها الجوى بطائرات مسيرة فى مناسبات مختلفة.
صواريخ إيرانية
ومن بين أخطر جوانب برنامج الطائرات المسيرة الإيرانية رغبة واستعداد طهران لنقل تكنولوجيا الطائرات المسيرة إلى الميليشيات الموالية لها فى المنطقة، كما سعت إيران كذلك لتطوير قدراتها السيبرانية الهجومية والدفاعية، خاصة بعدما تعرضت منشآتها النووية لهجوم سيبراني واسع النطاق عام 2010، ويُعتقد أن الحرس الثورى يضم قيادة خاصة للحرب السيبرانية تقوم بمهام التجسس العسكرى والتجارى.
وجاء في تقرير للجيش الأمريكي العام الماضي أن إيران استهدفت بالتجسس الإلكتروني وكالات فضاء وشركات عسكرية وشركات للطاقة وشركات اتصالات حول العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة