استطاعت بعض الروايات أن تحجز مكانها فى عالم الخلود، وأن تدخل فى قائمة أفضل مائة رواية عربية، ومع مرور الأيام نتأكد أن الكاتب الكبير نجيب محفوظ أهم كاتب عربى فى السنوات الماضية، فلا تزال رواياته نابضة بالروح ومعبرة عن الأحداث، ومن ذلك روايته الخالدة "الثلاثية" التى يضعها الكثيرون على قائمة الروايات العربية، وقد حولها المخرج الكبير حسين إمام إلى أعمال سينمائية.
تحكى رواية الثلاثية لـ نجيب محفوظ قصة أسرة متوسطة تعيش فى حى شعبى من أحياء القاهرة فى فترة ما قبل وأثناء ثورة 1919، يحكم هذه الأسرة أب متزمت ذو شخصية قوية هو السيد أحمد عبد الجواد، وتعيش معه زوجته السيدة أمينة وابنه البكر ياسين وابنه فهمى وكمال، إضافة إلى خديجة وعائشة، الجزء الثانى من الثلاثية يعرض الكاتب حياة أسرة السيد أحمد عبد الجواد الذى يعيش فى منطقة الحسين بعد وفاة نجله فهمى فى أحداث ثورة 1919، وينمو الابن الأصغر كمال ويرفض أن يدخل كلية الحقوق وذلك لشغفه بالأدب والعلوم والفلسفة، ويتعرض لحياة نجلتى السيد أحمد وأزواجهم وعلاقتهم ببعض وزواج ياسين وانتقاله إلى بيته الذى ورثه من أمه والذى يقع فى قصر الشوق، وتنتهى أحداث القصة بوفاة سعد زغلول، يتناول الجزء الثالث من الرواية عن جيل ما بعد الثورة وعن حارة تُسمى بالسكرية والأوضاع وتقلبات الأحوال.
والشخصية الرئيسية بالروايات الثلاث هى شخصية السيد أحمد عبد الجواد. والقصص الثلاث تتبع قصة حياة كمال ابن السيد أحمد عبد الجواد من الطفولة إلى المراهقة والشباب ثم الرشد. أسماؤها مأخوذة من أسماء شوارع حقيقية بالقاهرة بحى الجمالية التى شهدت نشأة نجيب محفوظ.
وعند صدور الثلاثية فى منتصف الخمسينيات فوجئ محفوظ باهتمام كثير من النقاد بأعماله السابقة حتى أن الناقد المصرى لويس عوض كتب مقالا عنوانه نجيب محفوظ.. أين كنت، سجل فيه أن الحفاوة بمحفوظ مبررة ولكنها تدين النقاد الذين تجاهلوه طويلا.
ثلاثية نجيب محفوظ:
بين القصرين
بين القصرين هو الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، والتى تشكل القاهرة ومنطقة الحسين خصيصا المسرح الأساسى والوحيد لأحداثها.
وتحكى الرواية قصة أسرة من الطبقة الوسطى، تعيش فى حى شعبى من أحياء القاهرة فى فترة ما قبل و اثناء ثورة 1919، يحكمها أب متزمت ذو شخصية قوية هو السيد أحمد عبد الجواد، و يعيش فى كنف الأب كل من: زوجته أمينة وابنه البكر ياسين أنجبه من طليقته هنية وابنه فهمى وابنه كمال إضافة إلى ابنتيه خديجة وعائشة.
قصر الشوق
الجزء الثانى من ثلاثية نجيب محفوظ تعرض لحياة أسرة السيد أحمد عبد الجواد فى منطقة الحسين بعد وفاة نجله فهمى فى أحداث ثورة 1919 وينمو الابن الأصغر كمال ويرفض أن يدخل كلية الحقوق مفضلا المعلمين لشغفه بالآداب والعلوم و الفلسفة وحبه و أصدقاءه وكذلك يتعرض لحياة نجلتى السيد أحمد وزوجيهما وعلاقتهما ببعض وزواج ياسين وانتقاله إلى بيته الذى ورثه من أمه فى قصر الشوق وتنتهى أحداث القصة بوفاة سعد زغلول.
السكرية
يبدأ هذا الجزء بداية حزينة، كالنهاية التى انتهى بها سابقه، يتوفى ابنا عائشة وزوجها متأثرين بمرض التيفوئيد، وتتبدل حال عائشة، التى كانت آية فى الحسن والجمال، إلى امرأة شاحبة البشرة، غائرة العينين، خامدة النظرة، تدخّن بشراهة، وتشرب القهوة بلا توقف، ولم يبق لها سوى ابنتها نعيمة ذات الستة عشر عاما.
فى هذا الجزء يتبدل الأبطال، حيث يتبوأ أطفال الجزء الماضى مكان الصدارة فى هذا الجزء كشبان نضجوا وأصبحت لكل منهم أهواؤه ومشاربه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة