أكدت الرئاسة التونسية رفضها القاطع لأى محاولات تنفيذ إنزال للجيش التركى عبر الحدود التونسية الليبية لتنفيذ سيناريو غزو الأراضى الليبية الذى يسعى لتنفيذه ما يعرف بالمجلس الرئاسى الليبى بقيادة فايز السراج، فى صفعة جديدة لأنقرة رغم محاولاتها المتكررة لاستمالة أى دعم عربى أو دولى لتنفيذ عملية عسكرية داخل ليبيا بزعم حماية المجلس الرئاسي الليبى.
وقالت المتحدة باسم الرئاسة التونسية رشيدة النيفر، إن المشاوات لازالت متواصلة من أجل مشاركة تونس فى مؤتمر برلين القادم حول الملف الليبى، مشيرة إلى أن تونسى تسعى من أجل أن تكون تونس طرفا فى مؤتمر برلين رفقة الجزائر وليبيا، مشيرة إلى أن تونس أصرت منذ البداية أن تكون حاضرة فى المؤتمر رفقة دول الجوار.
وشددت النيفر، على أن رئاسة الجمهورية ترفض رفضا قاطعا أن تسمح بإنزال للجيش التركى عبر الحدود التونسية الليبية، مؤكّدة أن أى شبر من التراب التونسى ليس محل أى مساومة.
الموقف التونسى جاء بعد أقل من 24 ساعة من موقف مماثل من الجزائر، حيث باءت زيارة وزير خارجية تركيا، وفايز السراج للجزائر بالفشل، بعد رفض البلد العربى المشاركة فى تلك المؤامرة.
الزيارة التى أجراها السراج الاثنين وتزامنت مع زيارة لوزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، علقت عليها صحيفة "ماساجيرو فينيتو" الإيطالية، بتأكيدها على فشلها، مشيرة إلى أن الجزائر جددت تأكيدها على أنها لن تكون ممرًا يعبر من خلاله قوات غازية لبلد عربى شقيق.
وقالت الصحيفة الإيطالية فى تقريرها المنشور الثلاثاء: "فشل أردوغان فى الحصول على دعم دولى لعمليته المرتقبة فى ليبيا، فحاول انتزاع دعم الجزائر عبر إغراءها بدعم مالى ومشروعات ثنائية وغير ذلك، إلا أنها رفضت التورط فى تلك العملية العسكرية".
وتابعت الصحيفة: "حاول السراج مع وزير خارجيته محمد الطاهر سيالة ومجموعة من القيادات العسكرية، من خلال زيارة الجزائر بالتزامن مع تواجد وزير خارجية أردوغان بالضغط للحصول على دعم للعملية العسكرية التركية فى ليبيا ولكن دون جدوي".
ونقلت الصحيفة الإيطالية عن البرلمانى الجزائرى عبد الوهاب زعيم، قوله: "بلادنا لن تقدم أى تطمينات للأتراك أو السراج ورفاقه على أى مستوى، هؤلاء يسعون لتوريطنا فى مأزق هم من صنعوه ووضعوا أنفسهم فيه، وكلمتنا واحدة وستظل، لن تعبر القوات التركية من على التراب الجزائري".
ميدانيا، تواصل قوات الجيش الوطنى الليبى عملية تمشيط مدينة سرت ـ شرقى طرابلس ـ بحثًا عن عناصر المليشيات الإرهابية الهاربة بعدما تمكنت القوات من بسط سيطرتها بشكل كامل على المدينة منذ مساء الاثنين.
وقال اللواء أحمد المسمارى المتحدث باسم الجيش الليبى مساء الاثنين أن القيادة العامة للقوات المسلحة تعلن رسميا تطهير مدينة سرت والسيطرة عليها من الجماعات الإرهابية والمجرمين". وتابع قائلا أن العملية كانت خاطفة وتمت فى غضون ثلاث ساعات، وفقا لخطة عسكرية محكمة بإمرة المشير خليفة حفتر.
وجاء تحرير مدينة سرت جاء بعد أيام من إعلان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بدء تحرك قواته صوب الأراضى الليبية، وهو التحرك الذى فسره وزير خارجيته فى تصريحات تلفزيونية بقوله إنه تم بالفعل إرسال خبراء عسكريين بهدف دعم القوات التابعة للمجلس الرئاسى الليبى بزعامة فايز السراج.