تناولت مقالات صحف الخليج العديد من المقالات حول أبرز القضايا المثارة على الساحة الدولية، وعلى رأسها مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى، على يد القوات الأمريكية، وكانت الولايات المتحدة، قد نفذت ضربة جوية فى الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضية، أسفرت عن مقتل الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى، و أبو مهدى المهندس، نائب قائد ميلشيات الحشد الشعبى .
محمد على السقاف: مقتل سليمانى وتداعياته اليمنية
محمد على السقاف
يرصد الكاتب محمد على السقاف بمقاله اليوم بجريدة "الشرق الأوسط" السعودية، أثار خبر مقتل القيادى فى «الحرس الثورى» الإيرانى قاسم سليمانى، فى ضربة جوية أمريكية، يوم الجمعة الماضى، انقساماً شديداً وواضحاً بين جنوب اليمن، واليمن الشمالى.
فى الجنوب، عمت فرحة واسعة بهذه العملية، بينما فى اليمن الشمالى اختلفت الصورة تماماً، والتزمت الشرعية الدستورية الصمت، وإن كان من المحتمل انقسام ردود الفعل المختلف بين الجنوب والشمال، ما انعكس بدوره على مستوى مكونى الشرعية!
وقد أشارت صحيفة «الشرق الأوسط» فى عددها ليوم السبت الماضى إلى أن الضربة الأمريكية التى أودت بحياة قاسم سليمانى أثارت غضب قيادات الميليشيات الحوثية فى صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة للجماعة على مستوى القيادات والأتباع، وسط دعوات للانتقام لمقتله، عبر رد سريع وحاسم باستهداف «القواعد الأمريكية» فى المنطقة، وأشارت الصحيفة إلى أن المصادر الرسمية للجماعة الحوثية ذكرت أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثى بعث بتعزية إلى القيادة الإيرانية وميليشياتها فى العراق فى مقتل سليمانى والقيادى فى «الحشد الشعبي» أبو مهدى المهندس ورفاقهما.
وقدم من جانبه محمد الحوثى رئيس ما تتسمى «اللجنة الثورية العليا» تعازيه للمرشد الإيرانى على خامنئي، والرئيس حسن روحانى، وقال فى تغريدة له على «تويتر» إن «هذا الاغتيال مدان والرد السريع والمباشر فى القواعد المنتشرة هو الخيار والحل».
ولعل السؤال الذى سيتبادر إلى الذهن؛ لماذا هذا الاختلاف فى ردود الفعل حول مقتل سليمانى بين جنوب اليمن (عبر وسائل التواصل الاجتماعي) وبين مشاعر الحزن والغضب والدعوة للانتقام فى اليمن الشمالى.
محمد الحمادى: المنطقة بلا سليمانى
محمد الحمادى
و قال الكاتب محمد الحمادى بمقاله اليوم بجريدة "الرؤية" الإماراتية، أن هذا هو اليوم الرابع للخليج العربى وللمنطقة العربية بأسرها بلا قاسم سليماني، لقد رحل ورحل جزء كبير من الشر معه، وقُطعت اليد التى خرّبت ودمّرت هذه المنطقة لسنوات.
منذ هلاك سليمانى ومن معه أراقب المشهد الإنسانى والحياة اليومية وردود فعل الناس فى منطقتنا، فأغلب سكان المنطقة فى الخليج -إلا بعض الطائفيين- يشعرون بالراحة لغياب سليماني، بل إن الكثيرين فى العراق ولبنان وسوريا وفلسطين لديهم الشعور نفسه، وإن كان المشهد يوحى بأن الأغلبية حزينة لرحيل سليمانى فالعكس هو الصحيح، ولأول مرة منذ زمن طويل يشعر العرب بأن أمريكا تتخذ قراراً يخدم شعوب ودول المنطقة بتنفيذها هذا القرار الشجاع والقضاء على رمز من رموز الإرهاب فى المنطقة والعالم.
اللافت فى الوضع الحالى هو أنه على الرغم من التصعيد فى الخطاب الإعلامى والتجاذبات الكلامية، إلا أن النظام الإيرانى لم يقم بردة فعل قوية تجاه خسارته الكبيرة، وقد لا يكون ذلك مستغرباً، فالنظام الإيرانى تفاجأ -كباقى العالم- بالضربة الأمريكية، ولم يكن يتوقعها أبداً، وبالتالى لم يكن لديه أى خطة جاهزة للرد، فثقة النظام الإيرانى الزائدة بنفسه جعلته يتخيل أن الولايات المتحدة لن تتجرأ على ضربه فى مقتل، كما كان ترامب يهدد دائماً، وما يصعّب من وضع خامنئى ويجعله متردداً فى الرد هو عدم توقعه للرد الأمريكى التالي، إذا ما نفذت إيران ضربة انتقامية مباشرة وقوية للمصالح الأمريكية.
حمزة عليان: بين جمهور سليمانى وأنصار ترامب!
حمزة عليان
و يتساءل حمزة عليان عن سبب إسقاط الرموز الدينية على أرض المعركة الدائرة فى الساحة العراقية الذى غطى على الأسلحة الحقيقية التى استخدمها الأميركيون فى اصطياد قاسم سليماني، فلم يعد لطائرات "الدرون" المتطورة ولا الصواريخ القاتلة أى معنى أو دور طالما جرى استحضار الإمام الحسين والسيد المسيح!
ما علاقة الإمام الحسين، عليه السلام، بقاسم سليمانى؟ وما صلة ترامب بالسيد عيسى المسيح عليه السلام؟
جمهور عريض من أنصار سليمانى وترامب استخدموا الرموز الدينية لإضفاء شيء من القداسة على تصرفاتهما وسياساتهما وكأنهما مرسلان من فوق!
ما زال "أفيون الشعوب" يستخدم كأداة للتحريض فى الحروب والعداوات عندما يشتد الصراع وتسقط الدماء!
البعض عمد إلى تصوير سليمانى بصورة فذة وكأنه المهدى المنتظر، وأعطوه نعوتاً وصفاتٍ ليست فى بنى البشر بل أقرب إلى الملائكة!
والبعض الآخر أضفى على "مستر" ترامب هالة من التمجيد، وضمه إلى صدر السيد المسيح فى مشهد يوحى وكأنه من القديسين!
إسقاط الرموز الدينية على أرض المعركة الدائرة فى الساحة العراقية غطى على الأسلحة الحقيقية التى استخدمها الأميركيون فى اصطياد قاسم سليماني، فلم يعد لطائرات "الدرون" المتطورة ولا الصواريخ القاتلة أى معنى أو دور طالما جرى استحضار الإمام الحسين والسيد المسيح!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة