أكثر من 200 كيلو متر قطعناها من القاهرة نحو مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، ثم 50 كيلو آخرين في عمق الزراعات، للوصول لمسرح جريمة مقتل أسرة بالكامل داخل منزلهم في "عزبة علي" التابعة لمركز كفر الدوار، زراعات كثيفة على جانبي الطريق، أحياناً تتخللها منازل بسيطة على مسافات متباعدة، وأنت في طريقك للعزبة التي شهدت المحرقة، حيث تشاهد المنازل البسيطة متراصة بجوار بعضها البعض، أمامها رجال يجلسون والدموع حبيسة العيون، فيما تتحرك بعض السيدات داخل العزبة يتشحن بالملابس السوداء.
"كلنا بناخد العزاء، كلنا أهل"، هكذا بدأ "محمد.ا" أحد أقارب الضحية حديثه لـ"اليوم السابع"، مضيفاً: "دي أصعب حادثة في تاريخ العزبة، عمرنا ما سمعنا حاجة حصلت زي كدا، إحنا لحد النهاردة مش مصدقين اللي حصل، وكأننا في كابوس وحتماً سنستيقظ منه!!".
شهود عيان
"الحقوا فيه نار.. حريقة في بيت حسني"، هكذا كانت الأصوات تتعالى في هدوء الليل، تهتك الصمت الذي خيم على المنطقة بأثرها، يخالطها بعد ذلك صوت آذان الفجر، اعتقدناه مجرد حريق عادي بسبب ماس كهربائي، هرعنا جميعاً للمنزل وحاولنا السيطرة على النيران، وساعدنا رجال الحماية المدنية ـ الذين وصلوا سريعاً لمكان الحريق ـ، قريب الضحية يتحدث لـ"اليوم السابع".
شهود العيان مع محرر اليوم السابع
هدأت النيران، لكن نيران القلوب بدأت تشتعل عندما شاهدنا جثث الأسرة بالكامل أسفل المنزل المحترق، فالسواد عنوان المشهد، "ربنا ما يوريك اللي شوفناه، منظر صعب وقاسي، تخيل كدا وانت واقف وشايف 7 بني ادميين محروقين ومتفحمين بيطلعوا قدامك، خاصة الأطفال الأبرياء، الشيطان أكيد وقف يتعلم من الجاني، حسبي الله ونعم الوكيل، فوضنا أمرنا لله"، هكذا وصف قريب الضحية المشاهد الأولى للمحرقة.
حرق المنزل
"حسني.. ابن عمي زي البلسم..عشنا على كد ما عشنا عمرنا ما شوفنا منه إلا كل خير"، بهذه الكلمات بدأ "محمد.ع" قريب الضحية الحديث عن صاحب المنزل، مضيفاً: "طول عمره بتاع أكل عيش، اشتغل فترة في الزراعة وبعدها مبلط محارة، وكان بيجب لقمة عيشه من حلال بيصرف على أولاده".
يلتقط الشاب الثلاثيني أنفاسه، وبصوت ممزوج بالآسى يقول: "كلنا ثقة في دولة القانون، وحق ابن عمي لن يذهب هدراً، فوضنا أمرنا لله، ورجال الأمن بذلوا جهود ملخصة، ونثق في سير العدالة أكثر ما نثق في أنفسنا، ونرفض تسيس قضيتنا أو مجاولات البعض القفز عليها، وواثقون في تحقيقات جهات التحقيق المختصة وما تسفر عنه من نتائج".
سيارات اسعاف
وعن الروايات المتعددة حول الحادث وأسبابه، قال ابن عم الضحية:" سمعنا روايات عديدة، منها ما تردد حول ذهاب شخص إليهم وتناول العشاء معهم قبل قتلهم، وأخرى تتعلق بسرقتهم وحرق المنزل لإخفاء معالم الجريمة، وروايات أخرى عديدة، لكن تبقى الرواية الأهم والأبرز التي تتوصل إليها جهات التحقيق.
شاهد عيان
كان اللواء مجدى القمرى مدير أمن البحيرة تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة كفر الدوار مفاده اندلاع النيران في منزل بعزبة على، فانتقلت قوات الحماية المدنية لمكان البلاغ وسيطرت على النيران، وأسفر الحريق عن مصرع "حسني.س.ع"39 سنة، وزوجته"ر.م.ش" 32 سنة ووالدته "زينب.م.ع" 67 سنة، وأبنائه "عماد" 15 سنة و "عبد الرحمن" 10 سنوات و"محمد" 3 سنوات و"مسعد" 4 سنوات، وتم نقل الجثث لمشرحة مستشفى كفر الدوار العام ، وانتقلت قوات أمن مديرية البحيرة إلى مكان الواقعة لكشف غموض الحادث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة