قال الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن قضية تنظيم النسل كانت ولا تزال من قضايا الإسلام وليست معاصرة وإنما هى قضية قديمة، والإمام الغزالى تكلم عنها وتكلم عن قضية الحق فى الإنجاب وهل هو حق للوالدين أم انه حق لله عز وجل، والآيات القرآنية كان فيها ما ناقش ذلك.
جاء ذلك خلال أولى حلقات منتدى الحوار الثقافى، بمقر أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين والتى تناقش القضية السكانية، وبخاصة موضوع تنظيم النسل كضرورة واقعية، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، و الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية ووزير الصحة الأسبق، والدكتور طارق توفيق نائب وزير الصحة لشئون السكان، ونحو 60 إماما وواعظة.
وأضاف النجار:"والإمام الغزالى وجد أن الآيات التى تحدثت عن ذلك أشارت إلى أنه حق من حقوق الإنسان، وانتهى إلى أنه إذا كان حق للإنسان فله أن يحدد وفقا للمعطيات المجتمعية وأن صاحب الحق يجب أن يكون كيسا فى استعمال حقه".
وتابع النجار:"كذلك مسألة العلاقة بين الأب والابن، الكثير يقولون أن للأب حقا على ابنه حتى لو تركه، ولكن القرآن جعل الحق تبادلا، والرسول صلى الله عليه وسلم قال فيما معناه :"رحم الله والدا أعان ولده على طاعته"، ليس ذلك ان يعق الولد أباه إذا لم يحسن تربيته وإنما على سبيل الثواب".
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية:"إذا انجبت أبناء وأنا لم استطع تربيتهم تربية سليمة وتوفير حياة كريمة لهم إذن أنا أظلمهم وأظلم المجتمع، فكثرة النسل عبء ثقيل تتحمل ثمنه الدولة والأفراد جميعا من قلة الخدمات وتحويل الخدمات التى كانت مباحة مجانا لتقديمها بمقابل مادى".
وتابع الدكتور عبد الله النجار:"قضية تنظيم النسل على درجة كبيرة من الأهمية، وللأسف كان هناك تبريرات كثيرة وهزيلة منذ بداية توجه الدولة نحو مواجهة الزيادة السكانية ما تسبب فى إعاقة خطة الدولة لمواجهة هذه الزيادة"، قائلاً:"أذكر ان البعض كان يقول ويعتقد بأن مواجهة الزيادة السكانية هى أجندات أجنبية، والبعض يقول الرزق على الله".
واختتم عضو مجمع البحوث الإسلامية:" أكبر مشكلة تعوق تقدم هذا البلد هى الزيادة السكانية لذلك يجب أن نأخذ هذه المسألة مأخذ الجد"، داعيا الأئمة أن يضعوها فى مقدمة خطابهم الدينى.
وكان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، أكد أن الزيادة السكانية أحد أهم التحديات التى تواجه مسيرة التنمية فى مصر، مشيرا إلى أن مصر كانت تستقبل مولود كل 20 ثانية بالعام 1980، وأصبح الآن كل 13.5 ثانية، مضيفا خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ 32 الأحد الماضى، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن عدد السكان تضاعف عام 2020 بنسبة 400 %، مشددا على أن تلك الزيادة كانت لها تداعيات.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن مصر على مدار 120 عاما شهدت اختلال التوازن بين الموارد والاستخدامات وبالتحديد منذ عام 1950، حيث كانت الموارد فى مصر خلال العام الحالى 2020 تريليون و300 مليار، والاستخدامات تريليون و750 مليار، بخلاف المنح والقروض وسداد الفوائد الخاصة بالقروض، مشددا على أن الزيادة السكانية تأتى فى إطار الأعباء المتسارعة على الدولة لتلبية الاحتياجات الأساسية والدعم المقدم إلى المواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة