كشفت وزارة الصحة والسكان عن تفاصيل أضخم خطة وقاية لطلاب المدارس للحماية من عدوى كورونا مع بدء العام الدراسة الجديد والتي تعتمد على الالتزام بالتباعد الاجتماعي والتطهير والتعقيم لجميع الأماكن والفصول الدراسية تحسبا لتفشيات الأمراض الوبائية وفي مقدمتها كوفيد 19، وبحسب وزارة الصحة والسكان فإن الخطة تعتمد على 7 محاور أبرزها الخطة رفع الوعي بين الطلاب والمدرسين بالإرشادات الوقائية والحد من انتقال العدوى أثناء الأنشطة الدراسية مع الاكتشاف المبكر للإصابات والاستجابة السريعة لها من خلال نظام تتبع إلكتروني للإصابات يربط وزارة التربية والتعليم بالصحة، ويوفر كل البيانات عن الأشخاص وبيان ما إذا كان لهم أطفال بالمدرس من عدمه على أن يتم الإبلاغ سريعا لمواجهة الفيروس.
وتشترط الخطة وجود تهوية جيدة بحيث يكون هناك تهوية كاملة في الفصول والمكاتب والباصات مع منع التدخين في جميع أرجاء المدرسة وتأمين مصادر المياه مع توفير أدوات التطهير والتعقيم طبقا للاشتراطات الصحية ومتابعة أخد العينات الدورية من شبكة المياه بانتظام من قبل المراقب الصحي التابع لمكتب الصحة الواقع في نطاق المدرسة.
في حالة وجود نشاط معين يتطلب تقسيم الطلاب إلى مجموعات يتم تخفيض عدد الأفراد بكل مجموعة بزيادة عدد المجموعات مثلا بدلا من 4 مجموعات بكل مجموعة 10 طلاب يمكن عمل 10 مجموعات بكل مجموعة 4 طلاب كما سيتم عمل مسح حراري لكل الطلاب قبل دخول المدارس وقبل صعود الحافلات للتأكد من سلامتهم مع توفير أبواب للخروج والدخول والاستمرار في عمليات التطهير والتعقيم يوميا.
وواضحت الخطة أنه لابد من ارتداء الكمامة الجراحية أو القماشية من مصدر موثوق فيه عن الصعود لوسائل المواصلات مع التطهير المستمر لليد بمجرد الدخول للمدرسة ويحرص ولي الأمر على عدم التواجد في الأماكن المزدحمة.
وتبدأ برامج التوعية من لحظة الدخول للمدرسة وأثناء الإذاعة المدرسية من خلال نظام الجرعات التوعوية المصغرة بحيث يتم التركيز على معلومة وأحدة يوميا مع التنبيه على الالتزام بها ويتم مراعاة التباعد الجسدي في طابور الصباح بمسافة لا تقل عن مترين بين الطالب والآخر.
ويتم حصر الغياب بين الطلاب والمدرسين وأطقم العمل المعاون بشكل يومي وتحديد الغياب لأسباب صحية ويتم ابلاغ الإدارة بنسب الغياب مع مقارنة النسب بالأسابيع الماضية وفي حالة ملاحظة أي غيابات متكررة سيتم التواصل مع الطلاب هاتفيا للتعرف على السبب وتقوم الإدارة الصحية بنتائج التقصي في حالة وجود إصابات بكورونا.
ويلتزم الطلاب بالتباعد البدني مع ارتداء الكمامات الجراحية أو القماشية من مصدر موثوق ولا يتم استخدام الكمامات للأطفال أقل من المرحلة الإعدادية أو عند وجود صعوبة في التنفس ويراعى تنظيف وتطهير الأسطع ومقابض الأبواب والكراسي والاستراحات واحرف السلالم ومسافة الأسطح المشتركة والاستمرار في تطهير اليد وتجنب تلامس الأنف والفم والعين.
ويتم جمع المخلفات مثل الكمامات والقفازات والمناديل والتعامل معها على أنها نفايات خطرة ويتم توفير مسارات لأولياء الأمور والزوار بهدف تقليل التزاحم كما تقوم إدارة المدرسة بتخصيص غرف للعزل المؤقت حال الاشتباه في حالات مصابة بكورونا مع توفير جليس للطفل لحين حضور الطبيب وأحالته للمستشفى.
كما يحظر تواجد الباعة الجائلين أمام المدارس ويتناول الأطفال وجباتهم المنزلية الخاصة واستخدام زجاجات المياه الخاصة بهم مع مراعاة التباعد الجسدي ويجب استخدام الأكواب والأطباق ذات الاستخدام الواحد وتستغل قاعات الطعام بنسبة لا تتعدى 50 % من قدرتها الاستيعابية ويراعى ارتداء القفازات عند توزيع الوجبات المدرسية.
وورد بالخطة توفير تمريض وغرف عزل مؤقت بالمدارس للحالات المشتبه في اصابتها على أن يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية بالمدرسة سريعا من خلال ابلاغ الإدارة التعليمية والخط الساخن 105 لأرسال سيارة اسعاف لنقل الحالة للمستشفى لعلاجها مع ابلاغ الطب الوقائي لتقصي شجرة المخالطين وفرزهم وعلاجهم إذا ثبتت الإصابة.
كما سيتم تخصيص أبواب لدخول وخروج الأطفال مع قياس درجة الحرارة للأطفال مع الدخول والخروج من المدرسة كما تتميز الفصول بوجود تباعد اجتماعي بين الطلاب منعا للعدوى
وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه مع استمرار الكفاح العالمي لاحتواء جائحة كوفيد-19، وتغلغل الشعور بالإنهاك من الجائحة، دعا البعض إلى ما يسمى باستراتيجية "مناعة القطيع" الطبيعية، التي يعتقد البعض أنها بإمكانها تحقيق الأمان.
وقالت الدكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة المتخصصين في الشؤون العلمية، منظمة الصحة العالمية في تصريحات اليوم ينطوي مفهوم مناعة القطيع على إعادة فتح المجتمعات بالكامل، مع "تحصين" كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، من أجل تحقيق مناعة القطيع في غضون ستة أشهر في غياب اللقاح.
وتابعت كبيرة المتخصصين في الشؤون العلمية، بمنظمة الصحة العالمية: يبدو الأمر بسيطاً في الظاهر، لكن الحقائق تخبرنا بعكس ذلك فأولاً، تتحقق مناعة القطيع من خلال حماية الناس من فيروس ما باستخدام لقاح ضد ذلك الفيروس، وليس عن طريق تعريضهم له.
وقالت: على سبيل المثال، تتطلب مناعة القطيع ضد الحصبة تطعيم حوالي 95% من الناس.
وبمجرد تمنيعهم ضد الحصبة، فإنهم يقومون بدور الدرع الواقي الذي يمنع الفيروس من الانتشار وإصابة الــ 5 % المتبقية من السكان غير المطعّمين بالعدوى.
وأضافت: ما زلنا أبعد ما يكون عن مستويات المناعة المطلوبة لوقف انتقال هذا المرض فما نعلمه من الدراسات الوبائية المصلية هو أن البيّنات تشير إلى إصابة أقل من 10 % من سكان العالم بالعدوى ويعنى ذلك أن الغالبية العظمى من الناس ما زالوا عرضة للإصابة بفيروس كورونا
وتابعت: لتحقيق مناعة القطيع ضد هذا الفيروس، تشير التقديرات إلى أنه يتعين إصابة ما لا يقل عن 60 إلى 70% من سكان العالم، أي أكثر من 5 مليارات نسمة، بالعدوى، وهو ما قد يستغرق عدة سنوات في غياب اللقاح علاوة على ذلك، وكما هو الحال مع فيروسات كورونا الأخرى، لا يمكن استبعاد الإصابة بعدوى الفيروس من جديد، مما يعرض الناس للمرض المرة تلو الأخرى وقد أُبلغ بالفعل عن حالات إصابة مجددة بالعدوى.
وقالت إن ترك الفيروس ينتشر بين السكان دون رادع ستكون له عواقب مدمرة على المجتمعات المحلية والنظم الصحية فعدد الذين سيصابون بأمراض حادة ويلقون حتفهم سيكون كبيراً جداً، وستنغمر المستشفيات بسيل دافق من المرضى، لا سيما مع بدء موسم الإنفلونزا في نصف الكرة الشمالي، وسترزح المجتمعات المحلية تحت وطأة العدد الهائل من الأشخاص المحتاجين إلى الرعاية.
واستكملت: ليس لدينا أي فكرة أيضا عن عدد الأشخاص الذين سيعانون من الآثار المضنية لمتلازمة ما بعد الإصابة بكوفيد، أو ما يُصطلح عليه باسم "كوفيد الطويل الأمد"، أو إلى متى تستمر تلك الآثار فالكثير من الناس يصفون معاناة تدوم أشهراً من التعب المستمر والصداع و "الضبابية" وصعوبة التنفس
وأضافت: من الخطأ الاعتقاد بأن الفيروس لا يؤثر بشدة إلا على كبار السن وعلى المصابين بحالات صحية كامنة فقد أظهرت الأبحاث أن الوفيات تزداد بشكل كبير فعلاً مع التقدم في السن، ولكن العديد من الشباب الذين لا يعانون من أي حالات صحية كامنة قد أصيبوا بأشكال حادة من المرض وخسروا حياتهم بسببه وفي ذروة تفشي المرض في إيطاليا، كان ما يصل إلى 15٪ من جميع الأشخاص في العناية المركزة دون سن 50 عاماً.
وقالت: هناك حالياً أكثر من 200 لقاح مرشح، يخضع العديد منها للمراحل النهائية من التجارب السريرية ولا يُستبعد أن تتوفر لنا إمدادات محدودة من لقاح ناجع ضد فيروس كورونا في وقت مبكر من العام المقبل وعندما يحدث ذلك، يمكننا أن نسعى بشكل واقعي ومأمون إلى تحقيق مناعة القطيع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة