تمراليوم الذكرى الخامسة على رحيل الأديب الكبير الراحل جمال الغيطانى، أحد أشهر المحررين العسكريين، وصاحب الإنتاج الأدبى المملوء بالتراث، إذ رحل فى 18 أكتوبر عام 2015.
نجح الغيطانى فى إبراز بطولات الرجال ممن جاءوا من مختلف ربوع مصر، وكيف تحول الفلاح، العامل، الطبيب، المهندس، من مجرد إنسان عادى إلى مقاتل يبذل روحه عن طيب خاطر واصرار لا يلين فداء لهذا الوطن، وقد نجح الأستاذ الغيطانى فى رصد الجوانب الإنسانية لمقاتلى الجبهة بدرجة مبهرة، إلى الحد الذى تحتار فيها أن كان يكتب بروح الأديب أم بروح المراسل العسكرى الذى يتعرض لنفس المخاطر التى يتعرض لها مقاتلو الجبهة.
الغيطانى
كما نجح الغيطانى فى رسائله بدرجة كبيرة لدرجة استرعت انتباه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى أشاد بأول تحقيقات الغيطانى عن "الجندى المصرى على خط النار"، وأصبحت شهادة الرئيس عبد الناصر شهادة ثبتت أقدام الغيطانى فى موقعه الجديد كمراسل عسكرى فى مقتبل حياته آنذاك، وقد توحد الغيطانى مع عمله كمراسل عسكرى إلى مرحلة التعايش الكامل عندما أصر على الإلتحاق بتدريبات المجموعة 39 قتال بقيادة إبراهيم الرفاعى، واجتاز التدريبات التى تؤهله لعبور للقناة فى حرب الاستنزاف وظل على تواصل مع أبطال هذه المجموعة بعد الحرب وحتى رحيله وعندما سئل عن المشهد الأخير الذى سيظل ماثلاً أمام عينيه فأجاب: "إنه مشهد العلم المصرى مرفوعاً على الضفة الشرقية للقناة على حطام خط بارليف، فهو علم رفع فى القتال وليس فى احتفال".
وفى كتابه "المصريون والحرب.. من صدمة يونيو إلى يقظة أكتوبر" الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب، يرصد الغيطانى ظهور الحرب الإلكترونية لأول مرة خلال حرب أكتوبر، يشير "الغيطاني" إلى أن الحرب الإلكترونية التى خاضتها قواتنا المسلحة ضد العدو الإسرائيلي، والتى تعد أول حرب فى التاريخ تستخدم فيها الوسائل العلمية الحديثة على نطاق واسع، تمثل تطورا مهما من التطورات التى قام بها المقاتل المصري، وهذه الحرب سوف يصبح لها آثارها البعيدة على المجتمع المصرى فى المستقبل، لأن بعض الوسائل التكنيكية الحديثة جدا استخدمتها قواتنا المسلحة قبل أن تعرفها الحياة المدنية، ومن صفوف القوات المسلحة سوف يخرج آلاف الفنيين المدربين على أجهزة حديثة بالغة التعقيد لا غنى للحضارة العصرية عنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة