كشف الباحثون، أنه يمكن التخلص من تلف الرئة الوخيم الناتج عن فيروس كورونا بعد أسابيع من التعافى، حيث إن بعض المرضى ظهرت عليهم علامات الشفاء بعد أسابيع فقط من مغادرتهم المستشفى.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، قصة السيدة آني كويزو Coissieux Annie مع فيروس كورونا بعد خروجها من المستشفى لم تستطع الوقوف على قدميها، حيث تتذكر من منزلها في منطقة دروم في جنوب شرق فرنسا، قائلة: "أول يوم لى بعد وحدة العناية المركزة، لم أستطع مغادرة الكرسي دون مساعدة ممرضتين، حيث شعرت بضيق في التنفس والإرهاق بعد المشي لبضع دقائق، كان الذهاب إلى الحمام مهمة حقيقية تتطلب وقتًا وجهدًا.
تم إرسال السيدة كويزو Coissieux ، 78 عامًا، إلى عيادة إعادة التأهيل الرئوي القريبة ، حيث قام معالج طبيعي بتعليمها تمارين التنفس للمساعدة في استعادة رئتيها والعضلات المشاركة في التنفس.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه عندما عادت إلى المنزل بعد 3 أسابيع، تمكنت السيدة كوازو من المشي لمسافة تقترب من 1000 قدم، وإن كان ذلك باستخدام مشاية، مع استمرارها في ممارسة الرياضة في المنزل، أصبحت أقوى.
أضافت كويزو، "يمكنني الآن السير لمسافة 500 متر بدون مشاية"، أو حوالي 1600 قدم، "يمكنني صعود الدرج في منزل ابن عمي"، وبينما كانت لا تزال تشعر بالإرهاق في فترة بعد الظهر، فإنها تركب دراجتها الداخلية وتسبح.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز "، لقد أصاب ضيق التنفس المستمر وتقلص القدرة على التحمل العديد من مرضى فيروس كورونا "كوفيد 19"، الذين تعرضت رئتهم لهجوم شرس من فيروس كورونا.
وأضافت الصحيفة، أنه في وقت مبكر من الوباء، كان الأطباء قلقين من أن فيروس كوفيد قد يسبب ضررًا لا رجعة فيه يؤدي إلى تليف الرئة، وهو تندب تدريجي يستمر فيه أنسجة الرئة للموت حتى بعد زوال العدوى، في حين أن الإحصاءات العالمية أو الوطنية حول تعافي الرئة بعد الإصابة بفيروس كورونا "كوفيد "ليست متاحة بعد، تقوم المستشفيات والعيادات بتقييم حالاتهم.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 80 % من المرضى من أعراض خفيفة إلى متوسطة، و15 %يصابون بشكل حاد من المرض، وحوالي 5 % مثل السيدة كويزو يصلون إلى المرحلة الحرجة.
وأكدت الصحيفة، حوالي 20 % من مرضى فيروس كورونا "كوفيد19" في المستشفى انتهى بهم الأمر في وحدات العناية المركزة، حيث يحتاج العديد من أجهزة التنفس الصناعي، وفقًا لما ذكره الدكتور جابرييل سي لوكهارت، اختصاصي أمراض الرئة في مستشفى ناشيونال جيويش هيلث، وهو مستشفى تنفسي في مدينة "دنفر" بالولايات المتحدة.
وأضاف، "من بين أولئك الذين يتم تنبيهم، فإن ثلثيهم على الأقل سيبقون على قيد الحياة لكنهم سيحتاجون إلى بعض العلاج الطبيعي".
قال الدكتور جعفر أبو ناصر، اختصاصي أمراض الرئة في كليفلاند كلينك، إنه ليس معروفًا حتى الآن عدد الأشخاص الذين سيعودون إلى طبيعتهم قبل اصابتهم بفيروس كورونا، لأن الكثير منهم ما زالوا يتعافون.
وأضاف، أنه خلال جائحة هذا العام، عانى عدد قليل من المرضى من تلف حاد في الرئة لدرجة أنهم احتاجوا إلى عمليات زرع رئة، وهو أمر نادر في جميع أنحاء العالم.
وقالت الدكتورة ساديا شاه، أخصائية أمراض الرئة في مايو كلينيك بولاية فلوريدا، إنه فى اجتماع عُقد مؤخرًا لجمعية الجهاز التنفسي الأوروبية، قدم الأطباء نتائج مبكرة لبعض الدراسات الصغيرة التي قدمت بصيصًا من الأمل، مشيرة إلى أنه في بعض الحالات على الأقل، تظهر على رئتي المرضى علامات الشفاء خاصة مع الرعاية اللاحقة المكثفة والتمارين الرياضية.