أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، أنه رغم تسبب جائحة كورونا فى ارتفاع معدلات البطالة على مستوى العالم إلا أن ذلك يمثل فرصة لإعادة تشكيل مهارات الموظفين بما يؤسس لاقتصاد مستدام، مشيرة إلى أن منظمة العمل الدولية كشف عن فقد نحو 195 مليون شخص وظائفهم على مستوى العالم، كما أن تقديرات المنتدى الاقتصادى العالمى تؤكد أن 54% من هؤلاء الموظفين يحتاجون لإعادة تشكيل وصقل مهاراتهم الوظيفية.
جاء ذلك خلال مشاركتها فى افتتاح قمة المنتدى الاقتصادى العالمى، حول التغيرات المتسارعة فى عالم التشغيل، والاحتياج العالمى لإعادة تشكيل المهارات، وما تتطلبه بمشاركة راى داليو، المؤسس والرئيس المشارك للاستثمار بمؤسسة Bridgewater، وآلان جوب، الرئيس التنفيذى لشركة يونيليفر، وبورج بريندى، رئيس المنتدى الاقتصادى العالمى، وتعقد القمة خلال الفترة من 20-23 أكتوبر الجارى.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولى، أن الشباب يمثلون نحو 60% من سكان الوطن العربى، وهو ما يعتبر فرصة كبيرة لإعادة صقل وتنمية مهارات العمل لدى هؤلاء الشباب بما يوفر احتياجات السوق فى المستقبل، فى إطار التعاون بين الأطراف ذات الصلة.
وأشارت «المشاط»، إلى المدن الجديدة التى تعمل الدولة على تأسيسها والتى تعتبر بيئة عمل مختلفة ومتطورة للقطاع الخاص يمكن أن تسهم بشكل كبير فى تطوير مهارات وإمكانيات الموظفين الشباب، كما أن المشروعات الجديدة فى مختلف القطاعات ومنها الطاقة المتجددة تمثل فرصة جيدة لاكتشاف مهارات جديدة للعاملين بما يمكنهم من تلبية احتياجات سوق العمل.
وشددت على أهمية الوثيقة التى أطلقتها مجموعة العمل الإقليمى المشترك، التابعة للمنتدى الاقتصادى العالمى، حول النظام الاقتصادى والاجتماعى الجديد جامع الأطراف ذات الصلة، وتستهدف تحقيق انتعاش اقتصادى شامل ومستدام، وتعافٍ مرن من خلال التعاون بين القطاعين الحكومى والخاص والمجتمع المدنى والشركاء الدوليين، وتتضمن الوثيقة صياغة سياسات اقتصادية شاملة وعقد اجتماعى جديد، وتحفيز التكامل الاقتصادى، وإعادة تشكيل النظم التعليمية، وتسخير الثورة الصناعية الرابعة، وتعزيز الاستدامة البيئية، والتخفيف من المخاطر الصحية العالمية، والالتزام بالحوكمة الرشيدة والمرنة.
وقالت أن وزارة التعاون الدولى أطلقت بالتعاون مع المنتدى الاقتصادى العالمى والمجلس القومى للمرأة محفز سد الفجوة بين الجنسين الأول من نوعه بقارة أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، والذى يعتبر منصة تضم الأطراف ذات الصلة من القطاعين الحكومى والخاص والمجتمع المدنى والأكاديمى لوضع سياسات تعمل على تمكين المرأة وتصقل مهاراتها بما يجعلها جزءًا أساسيًا فى سوق العمل.
جدير بالذكر أن منظمة العمل الدولية أصدرت تقريرًا فى وقت سابق قدرت فيه عدد من فقدوا وظائفهم بسبب الجائحة بنحو 195 مليون موظف، من بينهم نحو 5 ملايين فى الدول العربية، وكانت أربعة قطاعات هى الأشد تأثرًا بالجائحة هى الغذاء والفنادق وقطاع البيع بالجملة والتجزئة، وقطاع خدمات الأعمال والإدارة، وقطاع التصنيع، وتضم هذه القطاعات الأربعة نحو 37.5% من سوق التوظيف العالمي.