دخل النبى عليه الصلاة والسلام المدينة المنورة، وبدأ الناس يدخلون فى دين الله أفواجا، وكان بعض الأشخاص عندما يدخلون فى الدين يثار الكلام لما لهم من مكانة وسط أهلهم ومن هؤلاء "عبد الله بن سلام".. فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "فصل فى إسلام عبد الله بن سلام"
قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، ثنا عوف، عن زرارة، عن عبد الله بن سلام.
قال: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة انجفل الناس، فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب.
فكان أول شىء سمعته يقول: "يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".
ورواه الترمذى، وابن ماجه، من طرق عن عوف الأعرابى، عن زرارة بن أبى أوفى به عنه.
وقال الترمذى: صحيح.
ومقتضى هذا السياق يقتضى أنه سمع بالنبى ﷺ ورآه أول قدومه حين أناخ بقباء فى بنى عمرو بن عوف.
وتقدم فى رواية عبد العزيز بن صهيب، عن أنس أنه اجتمع به حين أناخ عند دار أبى أيوب عند ارتحاله من قباء إلى دار بنى النجار كما تقدم.
فلعله رآه أول ما رآه بقباء، واجتمع به بعد ما صار إلى دار بنى النجار، والله أعلم.
وفى سياق البخارى من طريق عبد العزيز عن أنس.
قال: فلما جاء النبى ﷺ جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق، وقد علمت يهود أنى سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم فادعهم فسلهم عنى قبل أن يعلموا أنى قد أسلمت فإنهم إن يعلموا أنى قد أسلمت قالوا فى ما ليس فيَّ.
فأرسل نبى الله ﷺ إلى اليهود فدخلوا عليه.
فقال لهم: "يا معشر اليهود ويلكم، اتقوا الله فوالله الذى لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنى رسول الله حقا وأنى جئتكم بحق فأسلموا".
قالوا: ما نعلمه.
قالوا ذلك للنبى ﷺ قالها ثلاث مرار.
قال: "فأى رجل فيكم عبد الله بن سلام؟"
قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا.
قال: "أفرأيتم إن أسلم؟"
قالوا: حاش لله ما كان ليسلم.
قال: "يا ابن سلام اخرج عليهم" فخرج فقال: يا معشر يهود اتقوا الله فوالله الذى لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بالحق.
فقالوا: كذبت.
فأخرجهم رسول الله ﷺ، هذا لفظه.
وفى رواية: فلما خرج عليهم شهد شهادة الحق.
قالوا: شَرُّنَا وابن شَرِّنَا، وتنقصوه فقال: يا رسول الله هذا الذى كنت أخاف.
وقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، ثنا عبد الله بن أبى بكر، ثنا حميد، عن أنس.
قال: سمع عبد الله بن سلام بقدوم النبى ﷺ - وهو فى أرض له - فأتى النبى ﷺ فقال: إنى أسائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما بال الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟
قال: "أخبرنى بهن جبريل آنفا".
قال: جبريل؟
قال: "نعم!"
قال: عدو اليهود من الملائكة.
ثم قرأ: { مَنْ كَانَ عَدُوّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ } [البقرة:97]
قال: "أما أول أشراط الساعة: فنار تخرج على الناس من المشرق تسوقهم إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة: فزيادة كبد حوت، وأما الولد: فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد".
فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت وأنهم إن يعلموا بإسلامى قبل أن تسألهم عنى بهتوني.
فجاءت اليهود فقال: "أى رجل عبد الله بن سلام فيكم؟"
قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا.
قال: "أرأيتم إن أسلم؟"
قالوا: أعاذه الله من ذلك.
فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
قالوا: شرنا وابن شرنا وانتقصوه.
قال: هذا الذى كنت أخاف يا رسول الله.
ورواه البخارى، عن عبد بن منير، عن عبد الله بن أبى بكر به.
ورواه عن حامد بن عمر، عن بشر بن المفضل، عن حميد به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة