أعلنت هيئة الأرصاد الجوية عن خريطة الأمطار المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية اليوم الخميس، إذ تسجل درجات الحرارة فى القاهرة 29 درجة للعظمى فيما تسجل 26 درجة للعظمى، وذكرت هيئة الأرصاد الجوية، أن آخر إصدارات صور الأقمار الاصطناعية تشير إلى تحرك السحابة الرعدية على ساحل الإسكندرية وامتدادها إلى كل من ادكو ورشيد، وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية بدء سقوط الأمطار فى القاهرة الكبرى بشكل خفيف مساء غدٍ الخميس على بعض المناطق ومنها القليوبية.
ارتبطت حضارات العالم التاريخية بالمناخ والطقس، إذ أنه يؤثر الطقس فى ولادة أو موت الحضارات كما يعتبر الطقس سببا مباشرا فى توزيع الموارد الغذائية كما ونوعا، وعند النظر بشكل أكثر شمولية وبعدًا، نرى أن المناخ السائد يتبع دورات منظمة وقد وجد إحصائيا رابطا قويا بين حضارات العالم من حيث تطورها أو تراجعها من جهة وما بين الدورات المناخية التى تحدث كل 200عام من جهة أخرى، وننوه على أن الدورات المناخية تبدأ من 30-40 عاما وتمتد حتى قرابة 100 ألف سنة.
وسادت فترة مناخية باردة فى القرنين الثالث والخامس الميلادى ترافق مع الأخير انهيارا شبه كاملة للإمبراطورية الرومانية عام 455، فهل كانت موجات البرد وراء هجمات البربر وبعدها بما يقارب 220 عام أيضا هجوم الفاندال على ذات الإمبراطورية - محض صدفة؟
ثم بعد ذلك تجمد نهر الفرات فى العام 608 تبعه بعد 221 عام تجمد أجزاء من نهر النيل فى العام 829، حيث سميت تلك الفترة فى القارة الأوروبية بما يعرف بـ العصور السوداء (Dark Ages) وانتشرت المجاعات حينهافى ايرلندا بسبب البرد القارص السيبيرى فى العام 822.
فى الحضارة الإغريقية كان الناس يعتقدون أن المطر هو غضب الآلهة! وأن الآلهة عندما تغضب أو تنزعج منهم ترسل عليهم المطر!! وهكذا كانت الأساطير تنتشر فى كل أنحاء أوربا، وكان هناك إله للمطر قديماً، حيث كان معظم الناس يعتقدون أن المطر ناتج عن إله يغضب فيقذف الناس بالماء، وهذا المعتقد كان حقيقة علمية ذات يوم!
لكن على عكس الإغريق اكتسبت الإمطار مكانة هامة كونها أحد عناصر الكون التى لعبت دورا فى حياة المصريين حيث شكلت الكثير من مجريات حياتهم وأن لم يكن دورها كدور نهر النيل فى الحضارة المصرية، وكان هطول المطر فى مصر ذا شقين إيجابى وسلبى فالإيجابى يتمثل فى حمايتهم من خطر المجاعة التى تهل عليهم من حين لأخر وخاصة أولئك الذين يعيشون فى معزل عن وادى النيل وخيراته كاهل البدو وسكان الواحات فى الصحراء الغربية الذين يتطوقون الى رؤية الامطار وهى تروى حقولهم وتملئ ابارهم وتتمثل سلبيتها فى زيادة الامطار التى تتحول الى سيول جارفة تعبث بأمن واستقرار البلاد.
وإذا اتجهنا شرقا إلى الحضارة العراقية القديمة، نجد أن الحضارة العراقية القديمة ذكرت فى العديد من ملاحمها حدوث بعض الأوبئة التى أصابت العراقيين القدماء، والتى اعتبرها أهل العراق القديم ناجمة عن غضب الآلهة عليهم، وجاء فى ملاحم الأدب العراقى القديم أشكال غضب الآلهة ومنها الإصابة بالأوبئة والأمراض، واعتقد العراقيون القدماء أن أحد الأشخاص قـد سمع كلام الإله الذى طلب مـنه دعوة حكماء المدينة، وقال له: "ابدأوا بالصلوات وابحثوا عـن بيت إله القدر عند السومريين، واحضروا له الخبز والقرابين"، واستلم الشخص الوصايا من الإله، واجتمع مع حكماء المدينة، وشيدوا معبدا للإله، وأحضروا له القرابين والهدايا، ففارقهم مرض الطاعون، وبعد فترة من الزمن، بدأ الإله يخطط كى ينزل عقوبة ثانية على البشر، بعد الطاعون، وهى القحط، إذ إن عـدد البشر تزايد ثانية، وتدخل مرة أخرى إله الحكمة العراقى القديم، ودلهم على بيت إله المطر، فأحضروا له خبزا وأجزلوا له الكثير من القرابين، ليتعاطف مع البشر، فنزل عليهم المطر بعد القحط الذى كان، وذهبت الجائحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة