قال الدكتور أمجد الخولى ، استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية : "تاريخيا، يستغرق وصول لقاح إلى مراحل إكلينيكية متقدمة 10 سنوات، باستثناء لقاح إيبولا الذي استغرق 5 سنوات، وهو ما اعتُبر علامة مبشرة في التطور العلمي، وبالنسبة لكوفيد - 19 فتستمر الدراسات والأبحاث بشكل متسارع للتوصل إلى لقاح يُنهي هذه الجائحة، لافتا الى أنه كثير من الأمراض تم التوصل إلى معلومات عنها بعد سنوات من انتشارها ما بين البشر.
وأضاف: "توصلنا إلى التشخيص المخبري بشكل سريع، وعمل دراسات على المستوى الثالث للقاحات في أقل من عام. في السابق كان اللقاح الواحد يستغرق عشر سنوات حتى يصل إلى المرحلة الثالثة الإكلينيكية. نحن وصلنا لها في حوالي سبعة شهور" مشيرا الى انه هذا لا يعني أن اللقاح سيتوفر خلال أيام أو أسابيع، ولكنه دليل على التقدم وكسب المزيد من المعلومات عن المرض.
وعن مناعة القطيع، وهو إصابة عدد كبير من الناس بالمرض لكي تصبح المناعة متوفرة، قال استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية إن مناعة القطيع تأتي بصورة من الاثنتين: إما عن طريق لقاح، أو من خلال الإصابة الطبيعية.
وأضاف: "مناعة القطيع من خلال المناعة الطبيعية كلفتها البشرية والأخلاقية عالية جدا، وتعني أنني سأضحي بملايين البشر، وخاصة كبار السن، حيث سيفقدون حياتهم، أو تحدث لهم مضاعفات خطيرة".
نسبة الوفيات بسبب كوفيد-19 حتى الآن تتراوح بين 2% و5% وتختلف من دولة لأخرى، ولذلك فإن الوصول إلى مناعة القطيع في بلد فيه تعداد سكاني 100 مليون على سبيل المثال يعني أن 60 مليونا منهم سيُصابون بالمرض، وسيفقد 2% من المصابين حياتهم.
وقال د. أمجد الخولي: "مناعة القطيع هو عمل غير أخلاقي، ولا ندعو إليه إطلاقا من خلال الإصابة الطبيعية، ولكن نأمل أن يحدث من خلال اللقاح. فاللقاحات المضادة للأمراض آمنة، كما أن الآثار الجانبية والمضاعفات المترتبة عليها تكاد تكون معدومة تماما، تقريبا صفر، وهذا يعطي الأمل الوحيد في مناعة القطيع".
وأشارالخولي أيضا إلى أن إصابة 60 مليون شخص في فترة زمنية قصيرة قد تكون مشكلة صعبة التخيّل: "أين سيتم علاجهم؟ أي دولة ستكون لديها الإمكانيات لذلك؟ رأينا دولا كبرى انهارت في البداية من عدّة مئات الآلاف من المصابين، لنا أن نتخيل كيف سيكون الوضع عندما تكون هذه الدول مطالبة برعاية عدّة ملايين".
وقال إن مناعة القطيع الطبيعية أمر غير مقبول أخلاقيا وعلميا وسياسيا، ولا يتم النصح بها، ومناقشتها في مجال علمي يبدو أمرا مستبعدا بشكل كبير.
أما مناعة القطيع عن طريق التحصين، فتعني إمكانية حماية الأفراد من فيروس ما، بعد تحصين أعداد كبيرة من السكان باللقاح المضاد للفيروس. على سبيل المثال تتطلب مناعة القطيع ضد مرض الحصبة تحصين حوالي 95% من السكان ضد المرض، ليصبح الأفراد الذين يمثلون الـ5% المتبقية محميين لأن المرض لن ينتشر بين من تلقوا اللقاح وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن مناعة القطيع تتحقق بحماية الناس من الفيروس لا بتعريضهم له. جاء ذلك خلال تصريحاته لموقع الأمم المتحدة
ودعا د. أمجد الخولي إلى التضامن الدولي عند التعامل مع المرض: "لمنظمة الصحة العالمية دور في دعم التضامن الدولي والتعامل مع المرض كأن العالم قرية واحدة، في ظل قرارات فيها تعاون كبير إلى حدّ ما، هذا جزء كبير من التطور الذي حدث".
حاليا، تشارك أكثر من 80 دولة في تجارب إكلينيكية عالمية لدحر المرض، تحت رعاية منظمة الصحة العالمية، "لنا أن نتخيّل عدد وحجم العيّنة التي ستتم عليها هذه التجارب".