على مدار تاريخ الأتراك كانت مواقفهم مليئة بالخبث والجرم والمجازر والدم، إلى جانب سرقة مقتنيات الحرمين، ونبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وفتح القبر لنقله إلى تركيا، وفى تاريخ الدول الإسلامية التى أعقبت فترة الدعوة ودولة الخلفاء الراشدين وتاريخ إسلامى طويل، كان العثمانيون أخطر من تجرأ على المدينة المنورة وسرقوا حجرة الرسول وأغراضه علنا.
ويبدو أن المسئولين الأتراك لا يزالون يسيرون على نهج أجدادهم من سلاطين الدولة العثمانية الغازية، فدائما ما استفادوا من اسم الرسول سواء من التجارة باسمه أو سرقة مقتنياته وتجرؤهم عليه بنبش قبره الكريم، ولعل ما يحدث الآن من أزمة بين "فرنسا والعالم الإسلامى" وتدخل الحكومة التركية يدفعنا للحديث عن تاريخ الدولة العثمانية فى التجارة باسم رسول الله، والجرائم التى ارتكبت فى حقه صلى الله عليه وسلم.
التجارة باسمه وإلصاق البشارة بأنفسهم
كان أغرب ما تم تداوله عن السلطان العثمانى الغازى محمد خان الثانى المعروف تاريخيا باسم محمد الفاتح، هو ادعاء أن النبى صلى الله عليه وسلم بشر بفتح القسطنطينية وأثنى على أمير جيش هذا الفتح، ما اعتبره المؤيدون لجرائم الغازى العثمانى، أنه المقصود بهذا الثناء وأنه بشر به.
ويقول الحديث الذى يستشهد به الموالون للجماعة الإرهابية، " لتفتحن القسطنطينية، فلَنِعْمَ الأمير أميرها، ولَنِعْمَ الجيش ذلك الجيش"، وهو وارد فى مسند أحمد والتاريخ الكبير والصغير للبخارى ومستدرك الحاكم؛ وورد عند صحيح مسلم دون ثناء الأمير والجيش.
ومن واقع ما ذكر عن الحديث يتبين أنه خضع للجرح والتعديل، فالبعض حسنه وآخرون ضعفوه وعلى رأسهم الشيخ الألبانى، لكن غالبية علماء المسلمين أجمعوا أن فتح القسطنطينية الوارد فى الحديث لا صلة له بعهد محمد الفاتح لأسباب دينية وتاريخية بحتة.
واستدل آخرون بأن حديث فتح القسطنطينية سيقع ضمن علامات الساعة وجاءوا بحديث آخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم رواه الترمذى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "فتح القسطنطينية مع قيام الساعة" وصححه عدد كبير من علماء الحديث.
والحديث المشار إليه، قد تكلم بعض أهل العلم فى سنده، وعلى فرض صحته لا نستطيع الجزم بأن هذا الفتح هو الفتح الذى حصل بقيادة السلطان محمد الفاتح، بل إن بعض أهل العلم جزم بخلاف ذلك، بأن القسطنطينية ستفتح فتحاً آخر، فى آخر الزمان قبل قيام الساعة بدون قتال بل بالتكبير والتهليل.
سرقة مقتنيات رسول الله
بحسب ما تذكره العديد من المصادر، فإن الأمير فخر الدين باشا فى عام 1916 قام بسرقة أموال أهل المدينة وخطفهم ورحلهم إلى الشام وإسطنبول برسله، كما قام الأتراك بسرقة أغلب المخطوطات بالمدينة وإرسالها إلى تركيا".
ووفقا للمؤرخ الكويتى الباحث فى التاريخ العثمانى الدكتور سلطان الأصقة، يصف ما حدث بأنه "نهب وسرقة" وليس كما يدعى الأتراك بأنه حفاظ عليها.
ويقول "الأصقة" فى تصريحات صحفية سابقة "أول احتلال الأتراك للحجاز نهبوا مقتنيات العصر النبوى، قبل أن يكمل فخرى باشا نهب مقتنيات الحجرة الشريفة إلى إسطنبول".
وتقول الإحصاءات "إن عدد القطع المسروقة يفوق 2320 قطعة بحسب جداول التقرير العثمانى عام 1908"، والقطع كما يصفها العثمانيون بأنها (أمانة)، وليست سرقة تضم مصاحف أثرية، ومجوهرات، وشمعدانات ذهبية، وسيوفا ولوحات مرصعة بالألماس، أما بالنسبة للقطع المتعلقة بالرسول فهى بردته، ورايته الحمراء، ومكحلته، ونعله، وخصلة من شعره.
نبش قبر النبى
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى، فى مارس الماضى، وثيقة فرنسية سرية مؤرخة فى 13 يونيو عام 1917 أرسلها وزير فرنسا فى القاهرة، دوفرانس، إلى وزارة الخارجية الفرنسية تضمنت الوثيقة الحديث عن نوايا الوالى العثمانى على بلاد الحرمين آنذاك، فخرى باشا، لنبش قبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وتروى الوثيقة كيف فر أحد المهندسين هارباً من المدينة المنورة حتى لا ينفذ أوامر الوالى العثمانى الذى طلب منه تعديل مآذن الحرم لتدجيجها بالرشاشات، وكيف أنه كان ينوى نبش قبر النبى صلى الله عليه وسلم للتحقق من وجود رفاته.
حاكم مسيحى على مدينة الرسول
وبحسب الكاتب السعودى هانى الظاهرى، لا يمكن أن ينساه المسلمون، وهو تنصيب المرتزق الاسكتلندى المسيحى "توماس كيث" عام 1815م حاكماً لمدينة رسول الله ومنتهكاً لترابها وكرامة سكانها وطهارة مقدساتها، وليصبح بذلك أول وآخر شخص غير مسلم فى التاريخ يحكم المدينة النبوية.
وتوماس كيث لمن لا يعرفه مقاتل مرتزق من اسكتلندا التحق بالحملة الإنجليزية الأولى على مصر (حملة فريزر) بين عامى 1807م و1809م ضمن الكتيبة الثانية والسبعين، وكعادة المرتزقة وقطاع الطرق فى القتال والانقلاب عند الهزيمة، عمل لصالح العثمانيين بعد هزيمة القوات التى جاء معها تحت اسم مستعار هو إبراهيم آغا، وشارك فى الحملات العثمانية على الدولة السعودية الأولى كغيره من المرتزقة الأوروبيين الباحثين عن الذهب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة