تبقى دائما لحظات مولد الأنبياء الكرام، من أكثر اللحظات قداسة، وأهمية لدى المؤمنين، فكما شهد العالم بعد وجودهم تغييرا بعدما هدوا الناس إلى عبادة الله، وأخرجوهم من الظلمات إلى النور، كان أيضا لهذه اللحظات معجزتها الخاصة التى لا تزال البشرية تتحاكى بها إلى اليوم.
النبى موسى
تتضارب الروايات التاريخية حول تاريخ ميلاد النبى موسى، وبحسب كتاب "صبح الأعشى فى صناعة الإنشاء" لأحمد بن على القلقشندى، فأن النبى موسى ولد فى مصر، وبالتحديد مدينة تدعى "سكر" تتبع منطقة الإطفيحية حاليا، شرقى النيل، وهو مكان موجود بالقرب من الفسطاط، ومناطق بركة الحبش، وبساتين الوزير.
وولد نبى الله موسى، فى وقت كان بنو إسرائيل يعيشون فى مصر تحت حكم واستعباد فرعون وقومه، وقد أمر فرعون جنده بعد أن رأى فى المنام أن ولداً من أولاد بنى إسرائيل سيقتله أمرهم أن يقتلوا كل مولود يولد لبنى إسرائيل، ثم تراجع لما حذره الملأ من أن ذلك سيؤدى إلى نقصان فى الأيدى العاملة، فأمر بان يقتل مواليد بنى إسرائيل عاماً والعام الذى يليه لا يقتلون، فكانت ولادة موسى -عليه السلام- فى العام الذى يقتل فيه الأطفال؛ فخافت أمّه عليه فألقى الله -تعالى- فى روعها أن ضعى موسى فى تابوت ثم اقذفيه فى النهر ففعلت، قال -تعالى-: (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى* أَنِ اقْذِفِيهِ فِى التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِى الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِى وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّى وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي).
المسيح
ميلاد السيد المسيح فى أيام هيرودس الملك الذى دخل القدس سنة 37 قبل الميلاد، عندما َجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» فَقَالُوا لَهُ: «فِى بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: « وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِى إِسْرَائِيلَ»، حسبما جاء فى الكتاب المقدس.
يشير القرآن الكريم إلى تفاصيل مذكورة ضمن التقاليد المسيحية ومن ضمنها أن مريم كانت عذراءً عندما ولدت يسوع أو عيسى، ويرد سرد أكثر تفصيلا عن البشارة وميلاد يسوع فى سورة آل عمران وسورة مريم، ولاحظ بعض الأكاديميين أن سرد قصة ميلاد يسوع فى سورة مريم القرآنية هى قريبة بشكل خاص من إنجيل لوقا المسيحى، ويتم ذكر بشارة مريم مرتين فى القرآن وفى كلتا الحالتين يتم إخبار مريم أنها اختيرت من قبل الله لإنجاب ابن، فى الحالة الأولى، قام حامل الأخبار (والذى يعتقد معظم المسلمين أنه رئيس الملائكة جبريل)، بتسليم الخبر وهو يأخذ شكل رجل. ولا يتم مناقشة تفاصيل المفهوم ولكن عندما تسأل مريم كيف يمكنها أن تنجب ابناً بالنظر إلى عفتها، يخبرها أن الله يخلق ما يشاء وأن هذه الأمور سهلة بالنسبة لله، تظهر العديد من الروايات بعض التباين والتشابه فى الكتابات الإسلامية عن ميلاد والطفولة المبكرة ليسوع، وتحديدًا وقته فى مصر فيما يتعلق بالمدة والأحداث.
النبى محمد
ذكرى المولد النبوى الشريف - على الرأى الراجح - يوم السبت 12 ربيع الأول، وبحسب دار الإفتاء المصرية، ارتبطت عدة معجزات بيوم مولد خاتم المرسلين، منها: أنه وُلِد النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- مختونًا مقطوع السرة، وخرج نور معه، أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية، بحسب شهادة أم عثمان بن العاص، وأم عبد الرحمن بن عوف، اللتين باتتا عند أم النبى ليلة الولادة، فقد قالتا: رأينا نورًا حين الولادة أضاء لنا ما بين المشرق والمغرب.
وفى اليوم نفسه، جفت بحيرة ساوة (وهى بحيرة مغلقة ذات ماء مالح تقع فى محافظة المثنى، جنوب العراق على بعد عدة كيلومترات من مدينة السماوة مركز المحافظة)، ثامنًا: لم يبقَ سريرٌ لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا، فضلا عن انتُزع علم الكهنة، وبطُل سحر السحرة، ولم تبق كاهنةٌ فى العرب إلا حُجبت عن صاحبها.
كما حجب إبليس عن السموات السبع، فكان إبليس - لعنه الله - يخترق السماوات السبع ، فلما وُلد عيسى عليه السلام حُجب عن ثلاث سماوات، وكان يخترق أربع سماوات، فلما وُلد رسول الله - صلّى الله عليه وآله - حُجب عن السبع كلها ورميتْ الشياطين بالنجوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة