أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أن الأزمات الحادة التي يشهدها لبنان تحتم الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة والمضي قدما في تنفيذ خطة إنقاذ قوامها إجراء الإصلاحات، دونما انتظار لأي استحقاق خارجي باعتبار أن هذا الأمر يُثبّت تعدد الولاءات شرقا وغربا.
ويشهد لبنان فراغا حكوميا إذ باءت بالفشل مساعي تشكيل حكومة مصغرة من الخبراء المستقلين سياسيا برئاسة الدكتور مصطفى أديب سفير لبنان لدى ألمانيا، بعدما أصر ثنائي حزب الله وحركة أمل على الاحتفاظ بوزارة المالية وتسمية من يشغلها وكذلك جميع الوزراء عن الطائفة الشيعية؛ الأمر الذي يسود معه الاعتقاد أن إيران عرقلت تشكيل الحكومة اللبنانية انتظارا لما ستسفر عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
وقال بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال قداس عظة الأحد - إنه لا يحق لأحد أو لفئة أو لمكون أن يجعل من لبنان حليفا لأي دولة في صراعها ونزاعها وحروبها وسياساتها، مؤكدا أن لبنان يجب أن يكون وسيطا لتحقيق السلام والاستقرار، بما يحافظ على هويته السياسية المتمثلة في الحياد، ويحرره من حالة التبعية للخارج ودوامة الحروب ويحقق سيادته الكاملة داخليا وإقليميا ودوليا.
ودعا البطريرك الماروني القيادات اللبنانية على اختلافها إلى استعادة زمام المبادرة والعمل على تأليف حكومة جديدة تجسد آمال وتطلعات اللبنانيين لينتظم العمل الدستوري بمؤسسات الدولة وبما يخرج البلاد من أزماتها العميقة.
ورحب بإعلان اتفاق الإطار لإجراء المفاوضات حول ترسيم الحدود البرية والبحرية المتنازع عليها مع إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يسهل استخراج الثروات البحرية من نفط وغاز في المياه اللبنانية، وينهي الاعتداءات والحروب بين البلدين.. داعيا إلى العمل على ترسيم الحدود مع سوريا في ما يتعلق بمزارع شبعا لإنهاء الوضع الملتبس بين البلدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة