أكرم القصاص - علا الشافعي

أصالة وريهانا وأزمة أحاديث النبى.. هل اقتبس الشعراء كلام الرسول فى قصائدهم؟

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 03:29 م
أصالة وريهانا وأزمة أحاديث النبى.. هل اقتبس الشعراء كلام الرسول فى قصائدهم؟ ريهانا
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن أزمة اقتباس نصوص من الأحاديث النبوية الشريفة فى الأغانى والكليبات الموسيقية، لن تنتهى، حيث تجدد الجدل بعد قيام المطربة العالمية "ريهانا" بتقديم أغنية تضم حديثًا نبويًا فى عرض Savage x Fenty المعروف باسم  Fenty Beauty، وذلك بعد أيام قليلة من أزمة أغنية "رفقا" للمطربة السورية أصالة، ما تسبب فى ردود فعل عنيفة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعى الذين اتهموها بعدم احترام القيم الإسلامية والدين الإسلامى.
 
 
الأغنية التى أثارت غضب المسلمين تسمى "Doom" وقد أنتجها منتج مقيم فى لندن يدعى Coucou Chloe منذ أكثر من عامين، تحتوى الأغنية على عينات صوتية إسلامية من حديث عن نهاية الزمان ويوم القيامة.
 
كما وجهت انتقادات لأغنية "بالبنط العريض" للفنان الإماراتى "حسين الجسمى" التى تم طرحها مؤخرا، وذلك بسبب جملة بها جاء فيها: "غالى وأقرب من الوريد" والتى تم تشبيهها بالآية القرآنية: "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد".
 
 
ولعل اقتباس أو تناص بعض كلمات النصوص الدينية وخاصة الأحاديث النبوية الشريفة ليس بجديد، بل أنها قضية قديمة، فما عرف قديما باسم "التضمين"، سمى فى منظور النقد الحديث "تناص"، هذا المصطلح الذى أطلق على النصوص المتداخلة مع بعض النصوص الدينية، أى عندما يستعير كاتب ما نصا من أحاديث النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ويحله فى نصه، لتقوية نصه وإبراز معناه، أو لتوظيف رؤية معينة يقدمها الكاتب.
 
تضمنت الأغنية جملة "نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ"، وهو جزء من حديث إسلامي عن أبي موسى قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :"إن بين يدي الساعة الهرج" قالوا: وما الهرج قال: القتل إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضاً، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء".
 
وبحسب دراسة بعنوان "الاقتباس من الحديث النبوى الشريف في شعر ابن جابر الأندلسى: للدكتورة أناهيد عبد الأمير، فأن ابن جابر الأندلسي تعددت اقتباساته من الحديث النبوي الشريف في قصائده الشعرية، فكان مدرك لمكانة الحديث الشريف في خلق القاعدة الرصينة لثقافة الفرد، فضلاً عن مكانته المقدسة في نفس رجل تقي ورع متدين، حيث ترك في شعره ومؤلفاته بصمات واضحة المعالم ، فانك اذا بحثت في شعره تجده كثيرا ما يستشهد بآيات القرآن الكريم أو الحديث الشريف في مناسبات عدة ، ومن ذلك استشهاده بالقرآن الكريم في قوله:يلقاك منهم كل وجهٍ مشـرقٍكأنه البدر اذا الليلُ سجـــا".
 
كذلك رصدت دراسة للدكتورة نوال عبد الرحمن عن مواطن التّأثر الدينيّ في ديوان ابن سهل وتقنيات استخدام الشاعر لآليّات التّناص الدينيّ, وبيان قدرته على إعادة تشكيل النصوص الغائبة في صور جديدة, في الموضوعات المختلفة في شعره، من نحو: المديح, والغزل، والرثاء، وغيرها، ولهذا فإنّ هذا البحث يقوم على استقراء واستحضار نماذج التّناص مع الحديث النبويّ في الديوان وتحليلها، وبيان دورها في خدمة تجربة الشاعر، وقدرتها على الإثارةِ والتّأثير، وبيان المعاني التي قصد إليها الشاعر.
 
تَرَكْتُكُمْ عَلَى المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ
 
واستشهدت الدراسة بقول الشاعر "أيقَنتُ أنَّك قَاتِلِي ومُعَذّبِي ولِكُلّ نَاوٍ فِي الحَقِيقَة مَا نوَآ"، مشيرة أن الشاعر استلهم قوله من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: "الأعمال بالنية ولكل أمرىء ما نوى"، وأيضا قول الشاعر: " يا مَن هُديتُ لِحُبِّهِ فَمَحَجَّتي. بَيضاءُ في نَهجِ الغَرامِ الواضِحِ"، حيث ترى أنه استلهم قوله هذا من الحديث النبوى الذى يقول: " « تَرَكْتُكُمْ عَلَى المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ".
 
وبحسب الدكتور عبد الحكيم الزبيدى، فالشاعر الإماراتى علي الشعالي نجده يستمد الكثير من رموزه وإسقاطاته من ألفاظ الحديث النبوي الشريف وقصص السيرة المطهرة. فمن ذلك مثلاً قصيدته التي بعنوان “الفاروق”، التي يتحدث فيها الشاعر ـ كما يوحي العنوان ـ عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كرمز للحاكمية العادلة. ففيها يشير الشاعر إلى فضائل عمر، ويستدعي الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً، وأبو بكر وعمر وعثمان ـ رضي الله عنهم ـ فرجف بهم، فقال: (اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصدِّيق، وشهيدان). يقول الشاعر: بعد قرون من هزة جبلٍ يقف عليه ثلاثة رهط جبل يتلوى شوقاً من صدِّيق وشهيدين (ص 34-35).
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة