القصة الكاملة لأول وزير ثقافة تونسى كفيف.. من التعيين إلى الإقالة

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 04:00 م
القصة الكاملة لأول وزير ثقافة تونسى كفيف.. من التعيين إلى الإقالة الدكتور وليد الزيدى وزير الثقافة التونسى المقال
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت الحكومة التونسية برئاسة هشام المشيشى، فى ساعات مبكرة من صباح اليوم، إقالة الدكتور وليد الزيدى من منصبه كوزير للشئون الثقافية فى تونس، وذلك بعد شهر واحد من أدائه اليمين الدستورية، كأول وزير ثقافة كفيف فى تونس، وتم تكليف وزير السياحة حبيب عمار بتسيير وزارة الثقافة بالنيابة، حتى اختيار وزيرا آخر.
 
وكان وليد الزيدى، الحاصل على الدكتوراه فى الآداب، أول كفيف يصل إلى مقعد وزارى فى تونس، ولم يوضح بيان الرئاسة أسباب هذا الإعفاء، غير أن مراقبين ربطوا ذلك برفض وزير الثقافة الالتزام بتنفيذ الإجراءات التى أعلنتها الحكومة فى وقت سابق للتصدى لانتشار مرض (كوفيد-19)، خاصة منها تلك المُتعلقة بمنع التظاهرات الثقافية.
 
وليد الزيدى يؤدى اليمين الدستورى
وليد الزيدى يؤدى اليمين الدستورى
 
أصبح وليد الزيدى الملقب بـ"طه حسين تونس" أول كفيف يشغل منصب وزير الشئون الثقافية فى تاريخ تونس، بعد أن منح البرلمان الثقة لحكومة جديدة برئاسة هشام المشيشى، فى مطلع سبتمبر الماضى، والزيدى من مواليد 30 أبريل 1986 فى ولاية الكاف، وهو أول كفيف تونسى يحصل على شهادة الدكتوراه فى الآداب بعد مناقشة أطروحته بكلية الآداب والفنون والإنسانيات فى ولاية منوبة، وفقد الزبيدى بصره فى سن صغيرة وحصل على شهادة البكالوريا من معهد الكفيف بسوسة، ثم التحق بالمعهد التحضيرى للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية بالقرجانى قبل أن يواصل دراسته بدار المعلمين العليا فى تونس.
 
وليد الزيدى مع الرئيس التونسى
وليد الزيدى مع الرئيس التونسى
 
وقال الزيدى فى تصريحات صحفية عقب اختياره لشغل المنصب: "مشروعى بالأساس هو إيصال الثقافة إلى المغمورين، إلى المنسيين، إيصال الثقافة إلى الأطفال الذين يولدون فى مناطق نائية، والذين تتقطع بينهم وبين الثقافة الأسباب.. رهانى هو أن ينتج المواطن مهما يكن عمره أو فئته فى إنتاج الثقافة".
 
وما بين إعلان التشكيل المقترح وعقد جلسة التصويت على الحكومة كان الزيدى أبدى تعففه عن قبول المنصب ما دفع رئيس الحكومة للتخلى عن ترشيحه لكن رئيس الجمهورية قيس سعيد تمسك به ضمن التشكيلة الحكومية.
 
وليد الزيدى فى البرلمان التونسى
وليد الزيدى فى البرلمان التونسى
 
وجاء قرار الإقالة بعد ساعات قليلة من تصريحات للوزير وليد الزيدى أعلن فيها تضامنه مع عدد من الفنانين والمثقفين الذين نظموا أمس وقفة احتجاجية للتعبير عن رفضهم لقرارات منع التظاهرات الثقافية لمدة أسبوعين.
 
وصدر قرار إعفاء الزيدى من منصبه بعد تصريحات أدلى بها اعتبرت مناقضة لتوجهات الحكومة بشأن وقف تنظيم أى مناسبات أو أحداث يحضرها جمهور وذلك فى إطار إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد.
 
وكان وليد الزيدى قد أعلن فى وقت سابق رفضه لقرار رئيس الحكومة المتعلق بمنع التظاهرات الثقافية، وقال إن وزاراته هى وزارة ثقافة وليست وزارة تنفيذ بلاغات الحكومة، أبدى الزيدى فى التصريحات تضامنه مع "الناس اللى تعيش وتترزق من المسرح" والقطاع الفنى مشيرا إلى أن وزارته "ليست وزارة تنفيذ بلاغات حكومة"، حسبما نقلت وكالة "رويترز".
 
119123318_2733546553593850_1957135513984467385_o
 
وأثار تعيين الزيدى فى وزارة الثقافة بتونس ردود فعل متناقضة بين مرحب بالتعيين واعتباره خطوة ثورية وغير مسبوقة، ومنتقد له بحجة أن وزارة الثقافة تعج بملفات ثقيلة قد يصعب على الزيدى التعاطى معها.
 
والزيدى يعد أستاذا فى البلاغة بجامعة منوبة، وهو وابن مدرسة المعلمين العليا وكلية الآداب والإنسانيات فى منوبة، وقد ناقش الزيدى أطروحة الدكتوراه فى البلاغة العربية القديمة فى يناير الماضي، وحمل بحثه عنوان "التقديم والتأخير فى تأويل القول".
 
وينجز الزيدى بحوثا فى العلوم البلاغية والتداولية وفى علم نفس الإعاقة، كما ينتج برامج إذاعية فى الفكر والأدب فى إذاعة تونس الثقافية وإذاعة الكاف، ويجيد الزيدى الذى أطلق عليه لقب "طه حسين تونس" أيضا العزف على آلة العود والغناء وكتابة الشعر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة