على الرغم من أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب واجه انتقادات بسبب ما رآه البعض محاولة منه لإخفاء حقيقة حالته الصحية بعد إصابته بفيروس كورونا يوم الجمعة الماضى، وسعيه للتأكيد على أنه فى حالة جيدة رغم حقيقة أن الوباء قتل ما يقرب من 210 ألف أمريكى، إلا أنه لم يكن الوحيد بين الرؤساء الأمريكيين الذى يفعل ذلك.
فعلى مدار السنين سعى القادة الأمريكيين لإخفاء حقيقة مرضهم، والبعض كان له مبرره فى ذلك فى ظل خوض الولايات المتحدة لحروب كبرى مثل الحرب العالمية الثانية.
وتقول صحيفة "يو إس إيه توداى" إلى أن ترامب ليس أول رئيس يقد صورة الصحة الجيدة. فقد حاول من قبل الرئيس جون كينيدى أن يرم صورة الصحة القوية على الرغم من معاناته من آلام الظهر ومرض أديسون، وهو اضطراب يؤدى إلى حقن مستمر لتسكين الآلام، بحسب ما تقول روز باكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة روتجيرز فى نيو جيرسى.
كما أصيب الرئيس جيمس جارفيلد برصاصة فى ظهره عام 1881 من قبل محامى فى محطة سكة حديد فى واشنطن العاصمة. ولم يتمكن الأطباء من إزالة الرصاصة. وبعد شهرين من المعاناة من خلال الإجراءات الطبية المختلفة، تم نقله إلى كوخ فى لونج برانش، بنيوجيرسى. وتقول بيكر إنه من الواضح أنه كان يحتضر، ومع ذلك ظل الأطباء يرسلون رسائل تفيد بأنه بخير.
وتقول الصحيفة لا أحد يريد أن يكون حامل الأمور السيئة عندما يعلق الأمر بصحة الرئيس، وبالنسبة لترامب، فإن الأمر أكثر تعقيدا نظرا لحقيقة أن الرئيس هو القائد العام والأطباء فى والتر ريد يجيبون أوامره. وهو ما تعلق عليه بيكر بالقول إنه طب مسيس. فالتقارير الطبية تصدر لأغراض سياسية لإقناع الناس أن الرئيس فى شكل أفضل من الحالة الطبية الفعلية.
فى عام 1919، تعرض الرئيس وودرو ويلسون لإنهاك أثناء جولته فى البلاد فى سبتمبر هذا العام بينها يحاول حشد الدعم لتحالف الدول عقب الحرب العالمية الأولى. وأنهار أثناء إلقائه خطابا فى كولورادو فى 25 سبتمبر، وعانى من سكتة دماغية شديدة فى الشهر التالى، مما تركه مشلولا جزئيا فى جانبه الأيسر.
ولم يتم الإعلان عن السكتة الدماغية بينما ظل ويلسون فى منصبه. وكذلك لم يعلن أيضا عن عدوى المسالك البولية التى كادت أن تقتله، بحسب جون ميلتون كوبر، الأستاذ الفخرى فى جامعة ويسكونسن ماديسون والذى كتب كتاب "وودرو ويلسون: سيرة ذاتية".
وأخفت إديث، زوجة ويلسون مدى خطورة حالة زوجها، وتولت عمليا منصب الرئيس خلال الـ 17 أشهر الأخيرة فى رئاسته. وقال كوبر أن السيدة الأولى فحصت جميع لطلبات والمراسلات الواردة، وبينما كانت تتشاور مع ويلسون بشان القرارات الرئيسية، فعاليا ما كانت تتخذ القرار بنفسها بقراءة ما يجرى فى ذهنه، واتخذت إجراءات شعرت أنه كان ليدعمها.
وبعد عقود، وفى عام 1944، تكرر نفس الأمر مع الرئيس فرانكلين روزفت الذى تم تشخيص إصابته بفشل قلبى حاد أجبره على العزلة لعدة أشهر. وفى هذه الحالة، قال المؤرخون أن القليل من الحيل كانت مفهومة نظرا لان البلاد كانت فى خضم الحرب العالمية الثانية، وكان الجيش الأمريكى فى المراحل الأخيرة من التحضير لغزو النورماندى الذى فتح الجبهة الثانية للحرب.
ويقول المؤرخ الرئاسى بجامعة نيويويرك تيموثى نافتالى إنه يتفهم لماذا لم يرغب البيت الأبيض أن يقول لأدولف هتلر وللعالم أن الرئيس مريض. لكن كانت الانتخابات الرئاسية مقررة هذا العام، مما يعنى أن روزفلت حجب معلومات عامة عن حلته الصحية عن الناخبين. وبعد فوزه فى الانتخابات توفى روزفلت بعد ثلاثة أشهر قضاها فى فترته الرئاسية الرابعة والأخيرة.
أيضا الرئيس جروفر كليفلاند، تم نقله سرا فى فترة ولايتها لثانية فى صيف 1893 على يخت أحد الأصدقاء لإزالة ورم سرطانى من سقف فمه. ولم يعرف الراى العام الحقيقة إلا بعد تسع سنوات من وفاة كليفلاند عام 1917.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة