هو واحد من بين من وقفوا فى وجه الاحتلال الإسرائيلى، رافضا الاستسلام لواقع اغتصاب أرض سيناء، فكانت وجهته النضال من أجل تحرير تراب الوطن بسلسلة عمليات فدائية كبدت العدو خسائر ومهدت لانتصار أكتوبر المجيد .
البطل "محمد عودة زيدان"، سيرته الفدائية يذكرها بعد وفاة أبنائه، ويلخصها نجله "فتحى" لـ"اليوم السابع" بقوله: "إنها مسيرة حافلة كان يحدثهم والدهم عن جانب منها، وغيرها الكثير لم يذكره لهم، وكان قوله دائما أن كل عمله هو لله ثم الوطن، وأن الوطن سيذكر كل دور قام به ورفاقه وقادته".
أضاف "فتحى" وهو من بين أبناء المناضل أبو زيدان الـ6، أن والده انطلقت فى داخله شرارة العمل الفدائى فى عام 1956، بالانضمام لمجموعة فدائية، تحت إشراف القيادة المصرية برئاسة "الشهيد اللواء مصطفى حافظ"، كانت مهامهم تنفيذ عمليات من سيناء للعمق المحتل، وسجلت أول عملية قتالية فدائية له ولمجموعة فدائيين معه عام ١٩٥٦فى منطقة "بئر السبع"، لتدمير جسر سكة حديد من مدخلين ، وتدمير خزان مياه، وفي هذه العملية اصيب بالوجه والعين إصابة بالغة.
أضاف نجل البطل أبو زيدان وهو يسرد جانب من سيرة والده، "أن خط سير العملية قادهم للخروج لمنفذ آمن عبر الأراضى الأردنية، وحال وصوله مع مجموعته لأحد المعسكرات الحدودية بالأراضى الأردنية، وضح لهم أن ما يحمله سلاح مصرى لن يتنازل عنه فكان تقديرهم له وتركه بسلاحه ، واستكمل مسار العملية بنقلهم للأراضى المصرية، وكان الاحتفاء به ورفاقه منح مكافأة مالية له من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان ذلك في مارس 1956.
أضاف فتحى نجل المناضل محمد أبو زيدان أن والدهم ذكر لهم أنه بعد وصوله للقاهرة مع مجموعته الفدائية، غير مساره ليعمل بشكل مباشر مع قيادات بارزة كان منهم اللواء مصطفى حافظ، واللواء، واللواء عادل حسين فؤاد، واللواء إبراهيم الدخاخنى، واللواء مختار عز الدين امين.
وتابع قائلا إن من بين ما رواه لهم والده ، أنه فى عام 1956 قام بمأمورية كان هدفها تدمير دبابات ومنشآت العدو فى منطقة (الدنقور) برفح ، وتم تدمير ثلاث دبابات في منطقة الدنقور متجهة لـ"نجع شبانة" ، وتلغيم طريق إمداد العدو، والانسحاب من المنطقة بنجاح .
وأثناء حرب الاستنزاف 1967، طلب منه تشكيل ثلاث مجموعات لقطع طريق القنطرة العريش على مركبات العدو فى منطقة رمانة، ونفذ العملية بتدمير ناقلات جند ودبابة وتمت العملية بنجاح، ثم كلف بمأمورية قتالية فى عمق صحراء سيناء، ونفذها مشيا على الأقدام ليلا متخفيا نهارا، وتم تتبعه من الجيش الإسرائيلى وأغلقوا المكان الذى كان يختبئ فيه، وحفر حفرة فى الأرض، وقال للرجل من أهل المكان المكلف بإيوائه، "ضع الحطب على فوهة الحفرة واترك الماعز ترعى حولى"، وسلم بأمر الله ولم يبالي بتحركاتهم حوله بحثا عنه، حيث كان مطلوبا لديهم حيا أو ميتا حتى انصرفوا، ونجح فى الوصول لهدفه وتنفيذ العملية بتفجير سكة حديد وقتل افراد نقطة للعدو، وكان هذا فى عام ١٩٦٧، وسبقها فى عام ١٩٦٩ بعملية نفذ ضرب معسكر ( سدر) بالسويس ، بأكثر من 30 صاروخ كاتيوشا وتمت تسويته بالأرض وعاد بنجاح لمقر القيادة، واشار نجله ان والده نفذ عمليات اخرى يتجاوز عددها 30 عملية سرية، ولايزال من تبقوا على قيد الحياة هم اصدقاء لأسرته يذكرونه بفخر.
وقال إنه على الجانب الشخصى، عاش الوالد سنوات من عمره فى ديار قبيلته "الرميلات"، وعائلته "القصاقصة"، بمناطق "طويل الأمير" و"الرسم" برفح المصرية التى ولد فيها مطلع الثلاثينات، وتنقل فى حياته للعيش بمدن ومحافظات أخرى بينها القاهرة والبحيرة ومدينة العريش ، وله من الأبناء 4 أولاد وهم مصطفى الذى توفاه الله، وفتحى، وتيسير وجمعة، وبنتين، وتوفى فى عام 2002.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة