فى السادس من أكتوبر عام 1973، عبر أبناؤنا البواسل قناة السويس ليرفعوا علم مصر على أرض الفيروز، ويحققون النصر، ويعيدون سيناء إلى أحضان الوطن، ويمحون آثار الهزيمة والنكسة التى وقعت فى 1967، ويكتبون تاريخا جديدا يضاف لسجل بطولات العسكرية المصرية، ويسجلون أول انتصار للعرب على جيش الاحتلال.
لم يكتفى جيش مصر الباسل من بالنصر وعبور قناة السويس، واقتحام خط بارليف المنيع، لكنهم قاموا بأسر عشرات الجنود الصهينة، ليذيقونهم مرارة الأسر وإذلال الهزيمة، ورغم ممارسات جيش الاحتلال غير القانونية وغير الإنسانية بحق أسرى الجيوش العربية بعد هزيمة 1967، وتلذذه فى إذلال أبناء الشعوب العربية، لكن قواتنا بالمسلحة أخذت بالثأر، ولم يقوموا بمثل الممارسات غير الإنسانية مع جنود الاحتلال وأعدوهم من حيث أتوا منكسين الرؤس يحملون أثار الهزيمة.
لعل أشهر صور الأسرى الإسرائيليين، صورة الأسير "باروخ شيمش" خطفت عيون كل زوار المعرض، بملابسه العسكرية البالية، وشعره المنكوش، ولحيته الطويلة، ويديه المتشابكتين، ونظرة اليأس التى تطل من عينيه، الصورة التقطها أحد المراسلين الأجانب أثناء الحرب، ويروى باروخ شيمش الذى يحرص على التواجد فى المعرض الفنى منذ الصباح الباكر أنه: "وقع فى الأسر فى يوم التاسع من أكتوبر، وكان يخدم فى أحد أهم مواقع خط بارليف على ضفة القناة، وفوجئ هو وزملاؤه بالقوات المسلحة المصرية تدك الموقع، ثم تقتحمه، وتحرص على أسر كل الجنود الإسرائيليين دون إراقة نقطة دماء واحدة، ثم اقتيادهم إلى القاهرة للخضوع للتحقيقات العسكرية".
وزعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن إحصائيات الجيش الإسرائيلى تشير إلى وقوع 294 أسيراً إسرائيلياً فى قبضة القوات المسلحة المصرية أثناء الحرب، وتم إطلاق سراحهم بعد مرور شهرين تقريبا منذ إعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين المصرى والإسرائيلى. وتضيف الصحيفة أن ذكريات الأسر والمعاناة مازالت تسيطر على الجنود الإسرائيليين حتى اليوم رغم مرور كل هذه السنوات، الأمر الذى دفعهم لتنظيم هذا المعرض الفنى لعرض تجربتهم المريرة فى الأسر المصرى نتيجة هزيمة إسرائيل فى حرب 1973.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة