شهدت كبرى مراكز الأبحاث في العالم على انهيار المهنية لدى شبكة قنوات الجزيرة العربية، وخلال السنوات الماضية نشرت أكثر من دراسة تشير إلى عدم ثقة قطاعات كبيرة من الشباب في العالم العربى بقناة الجزيرة، وإنها لم تعد مصدرا موثوقا به في أى معلومة، فضلا عن دراسات أخرى أكدت أن الجمهور بات لديه يقين بأن القناة تروج لخط تحريرى يؤيد الجماعات الإرهابية.
في تقرير سابق، قال موقع "انفو ليبرى" الإسبانى، أن قناة الجزيرة القطرية هبطت إلى المرتبة الثامنة بقائمة مصادر الأخبار الأكثر موثوقية للمعلومات، وذلك لتقديهما العديد من الأخبار الكاذبة، فى حين ثلاثة من أصل أربع شباب عربى يرى أن شبكة "سى إن إن" هى المصدر الأكثر موثوقية للمعلومات، تليها هيئة الإذاعة البريطانية BBC ومجموعة إم.بى.سى السعودية.
ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة أصداء بيرسون مارستيلر، فإن الشباب العربى يلجأ إلى شبكة السى إن إن خاصة على الشبكات الاجتماعية مثل تويتر لأنها الأكثر موثوقية للمعلومات.
وأشار الموقع إلى أن هذه الدراسة أجرت على 3200 مقابلة للشباب العرب من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر والكويت وعمان والبحرين والعراق ولبنان وليبيا وتونس والمغرب والجزائر واليمن.
إلى ذلك كشفت دراسة سابقة نشرها معهد الشرق الأوسط لبحوث الإعلام (ميمري)، حول قناة الجزيرة الإخبارية الناطقة باللغة العربية ومقرها قطر والمملوكة لها، بعنوان (الوجه الحقيقى للجزيرة: الإسلام السياسى كذراع إعلامي للدولة القطرية)، تستند الدراسة إلى قاعدة بيانات ميمري التي لا مثيل لها عن القناة لمدة 22 عاما.
وتوصلت الدراسة التى - كتبها نائب معهد الشرق الأوسط لبحوث الإعلام ألبرتو فرنانديز ومدير تليفزيون المعهد يوتام فيلدنر، وكلاهما لديه عقود من الخبرة في البحث عن وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية - إلى أن قناة الجزيرة تروج لخط تحريرى ملموس للغاية ويمكن التعرف عليه بوضوح لكل من يشاهدها، هى محطة مؤيدة للإسلاميين (خاصة جماعة الإخوان الارهابية) ومعادية للغرب من معالم برامجها وتغطيتها الإخبارية منذ البداية، هذا لا يعني أن هذه هي الأسباب الوحيدة التي أعلنت عنها الشبكة على مر السنين، لكن هذا الاتجاه كان الداعم الأساسي لكل شىء آخر.
وفحصت الدراسة التفصيلية المنحى التحريرى والتغطية الإخبارية لقناة الجزيرة على مدى العقدين الماضيين، من خلال طرح أسئلة تتناول استقلالية التحرير أثناء تغطية المحطة للحركات الإرهابية العالمية والقضايا الدولية والإقليمية.
وتعتمد الدراسة على فهرس يضم أكثر من 700 مقطع فيديو من قناة الجزيرة وأكثر من 100 تقرير من وسائل الإعلام العربية حول الجزيرة.
وحسب الدراسة، تم تمديد التقارب الأساسي لقناة الجزيرة مع الجماعات الإسلامية بشكل متكرر بمرور الوقت لمنح الجماعات الأخرى عبر الطيف الإسلامي، بما في ذلك القاعدة وداعش، جمهور متعاطف.
وتشير الدراسة أنه بينما صرحت قطر في بعض الأحيان أنها تحاول أن تنأى بنفسها إلى حد ما عن الشبكة التي أنشأتها، فيما يتعلق بقضايا ثانوية مثل توظيف مواطنين القطريين، فقد أظهرت دعمها المستمر من خلال إنفاق مئات الملايين من الدولارات على مدى أكثر من عقدين في تمويل وسيلة إعلامية كانت متسقة بشكل ملحوظ في خطها التحريري. وهذا منطقي بشكل بارز، بالنظر إلى الدعم القوي الذي تقدمه القناة في قضايا السياسة الخارجية اليومية لقطر، من شمال إفريقيا إلى باكستان.
وقالت الدراسة "حقيقة أن قناة الجزيرة أصبحت، بشكل غير مفاجئ، إحدى نقاط الخلاف في القتال المستمر بين قطر والدول العربية، والذي انفجر في عام 2017، يعني أن الشبكة هنا لتبقى. ستبقى الجزيرة على ما كانت عليه دائما، رغم أنها فقدت بعضا من بريقها في السنوات الثلاث الماضية".
وتضيف الدراسة "أصبحت الشبكة التي كانت مؤثرة جدا لفترة طويلة قابلة للتنبؤ بها بعض الشيء، ليس فقط فيما يتعلق بالحركات الإسلامية، لكن بسبب التركيز المستمر على التنافس الدامي المستمر مع الرياض وأبو ظبي والقاهرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة