التقى الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف، بالأئمة والطلاب الوافدين المسجلين على منحة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدارسين بالأزهر الشريف اليوم الجمعة، وذلك خلال فعاليات اليوم الثانى لفوج الأئمة والوافدين بمعسكر أبى بكر الصديق بالإسكندرية، بحضور المستشار محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، والدكتور سامى عبد العزيز ، العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة ، واللواء أشرف بهجت رئيس حى المنتزه، والشيخ محمد خشبة وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، وعدد من القيادات الدعوية والتنفيذية بالمحافظة
وفى بداية كلمته أكد الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف أن بناء الوطن والحفاظ عليه واجب كل وطنى حر ، مشيرا الى قول أمير الشعراء أحمد شوقى " وللأوطان فى دم كل حر .. يد سلفت ودين مستحق " ، مضيفا تعلمون كما فى الدراسات الشرعية أنه إذا دخل العدو بلدًا وجب على أهلها أن يهبوا جميعًا للدفاع عن وطنهم ولو فنوا جميعًا ، ولم يقل أحد إنه إذا هجم العدو اترك أرضك إلى غيرها ، وهذا يؤكد على أن الإنسان يفتدى وطنه بنفسه ، ونصيحتى لأبنائى الطلاب أن كل من يدعوك إلى البناء والتعمير والحفاظ على الوطن يدعوك إلى صحيح الدين ، وكل من يدعوك للهدم والتخريب أو الفوضى أو يتنكر خلف الصفحات الوهمية فإنه يدعوك للخروج على الدين ، وأن بناء الوطن يتطلب بناء الذات ، بأن يكون بيننا الطبيب الناجح ، والمهندس الناجح ، والإمام الناجح ، والعامل الناجح ، ، فواجب الطالب إذا أراد أن يسهم فى بناء وطنه بأمرين الأول : الوعى وألا يسير خلف جماعات الفوضى ، الثانى : التفوق العلمى بأن يكون عنصرًا فاعلاً فى بناء الوطن ، وأن العلم ليس قاصرًا على العلوم الشرعية وحدها بل هو كل علم ينفع الإنسانية".
وفى بداية كلمته قدم الدكتور سامى عبد العزيز ، العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة الشكر لوزير الأوقاف ، واصفًا إياه بأنه الوزير الذى يجوب البلاد شرقًا وغربًا وفى حركة دائمة داعيًا إلى الاستنارة ونشر الخطاب الدينى الرشيد الذى يتفق وطبيعة ما نعيش فيه من تحديات ، مؤكدًا أن الشعوب لا تحركها المعلومات بقدر ما يحركها الوجدان ، فكلما كان الإنسان إيجابيًا عمت حالة شعورية بين أفراد المجتمع تجعله يرى الأشياء بعين الرضا ، وكلما كان الإنسان سلبيًا وصدر صورة سلبية يرى الأشياء بعين السخط ، وهو ما دأبت عليه الجماعات المتطرفة من تصدير الصور السلبية الداعية إلى الحزن والسخط بما يولد الانفجار ، واتخذت فى ذلك وسائل إعلامية اعتمدت على عدة أبعاد منها : البعد الديمغرافى ، والبعد الجغرافى ، والبعد الثقافى والتاريخى .
وفى بداية كلمته قدم المستشار محمد عبد الوهاب خفاجى ، الشكر لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ، على دعوته لحضور هذا اللقاء ، مؤكدًا أن قضية بناء الأوطان من أهم القضايا فى ظل الظروف التى يواجهها المجتمع الدولى الآن، كما أكد أن من أهم الدروس لنصر أكتوبر 1973م أن مصر لا تعرف المستحيل متى توفرت الإرادة القوية ، ومتى توافر التخطيط العلمى السليم ، و أن مصر دولة لا تعرف الخوف مهما واجهت من التحديات والصعاب ، موضحًا أن مصر جيشها وشعبها فى رباط موحد على مدى العصور وذلك بالتحلى بروح الفريق الواحد ، وعلينا أن نلتف خلف القيادة السياسية فى عملية البناء والتعمير التى تشهدها مصر فى جميع أنحائها.
كما أكد خفاجى، أنه يجب علينا مواجهة الشائعات التى هى التحدى الأكبر للدول فى العصر الحديث، قائلاً:"وأسجل هنا الشكر والتقدير لوزير الأوقاف على أنه تصدى لكثير من الشائعات ، حتى قضى على الاحتكار السياسى للدين فى ظل جماعة مارقة ، وذلك بوضع القواعد الموضوعية التى يقوم عليها تنظيم عمل المساجد ، مما كان له أكبر الأثر فى نشر الفهم المستنير للدين ".
وفى ختام اللقاء أشاد اللواء أشرف بهجت، بجهود وزارة الأوقاف الدعوية والمجتمعية ، مقدمًا الشكر لوزير الأوقاف على الجهود التى يبذلها تجاه محافظة الإسكندرية سواء بحرصه على افتتاح المساجد وعمارتها ، أم فى مراعاة البعد الاجتماعى وتوزيع لحوم الأضاحى على الأسر الأولى بالرعاية .