للولايات المتحدة رئيس منذ أكثر 230 عاما، لكن وحده الرئيس الأول جورج واشنطن هو من انتخب كمرشح مستقل، وبهذه المعركة الانتخابية التى يحاول كل قطب من قطبى السياسة الأمريكية الحزبان الجمهورى والديمقراطى على الفوز بها، يوجد 1216 مرشح مستقل يحلم بإعادة حلم جورج واشنطن حتى لو كان يبدو مستحيلا فى وجود شخصين مثل دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن.
وأجرت هيئة الإذاعة البريطانية لقاءات مع ثلاثة منهم، من الذين لديهم أملا فى إمكانية الفوز، وهم ملكة جمال ومتحدثة، وفنى تكنولوجيا المعلومات من سكان أمريكا الأصليين، وملياردير صنع ثروته من العملات الرقمية، وسألتهم عما يمثلونه ولماذا يعتقدون أنهم يستحقون أصوات الأمريكيين.
الأولى هى جيد سيمونز امرأة متعددة المواهب، وهى ملكة جمال سابقة، ترشحت كمستقلة فى الانتخابات، وتقول أن هدفها هو توفير فرص متكافئة من خلال الإصلاح الاقتصادى والتعليمى والعدالة الجنائية، وبهذه الروح تسعى إلى أن تكون حملتها الانتخابية "أقل الحملات الانتخابية تكلفة فى تاريخ البلاد".
جيد سيمونز
وسيظهر اسم سيمونز على بطاقات الاقتراع فى ولايتى أوكلاهوما ولويزيانا، كما أنها مسجلة فى إحدى وثلاثين ولاية أخرى- بمعنى أنه فى حال قام ناخبون بكتابة اسمها فإن أصواتهم ستحتسب لصالحها.
وهى تقر بأن جميع الاحتمالات ضدها، لكنها مازالت تعتقد أنه يمكنها الوصول للبيت الأبيض أن لم يكن هذا العام، ففى وقت ما، وقالت "أعلم أن هذا يبدو غريبًا بالنظر إلى تاريخ المرشحين المستقلين. لكننى أعتقد أننا إذا واصلنا السير لوقت كافٍ، فإن غالبية الأمريكيين سيدركون أن الخيارين الحاليين ليسا الأفضل".
والثانى بروك بيرس ممثل قام بدور الرئيس فى فيلم كوميدى، وكان ممثلًا فى طفولته، كما قام بدور ابن الرئيس فى الفيلم الكوميدى First Kid عام 1996، لكن بفضل مهنته الثانية كرائد أعمال فى مجال التكنولوجيا، فمن المحتمل أن يكون كذلك ملياردير العملات الرقمية.
فعلى مدى السنوات الأربع الماضية، ركز بيرس على العمل الخيرى فى بورتوريكو، حيث تمكنت مؤسسة مؤخرًا من جمع مليون دولار لتوفير معدات الوقاية الشخصية للطواقم الطبية.
كما يقول بيرس" لدى الكثير من الميول الليبرالية، وكذلك المحافظة. أعتقد أن الوقت قد حان لنأخذ قرارًا جماعيًا ونخطو نحو المستقبل، لأن هناك ما يمكن أن نتعلمه من كل الأيديولوجيات"، وحين سئل عما يجب أن تكون عليه أولويات أمريكا خلال السنوات الأربع القادمة، رأى أنه يجب التوقف عن السعى وراء تحقيق "النمو من أجل النمو"، والعمل على قياس نجاح النمو بمدى الوصول إلى الحياة الكريمة والحرية والسعادة.
وتشير بيانات المفوضية الفيدرالية للانتخابات إلى أن بروك بيرس ضخ 3.7 مليون دولار فى حملته الانتخابية، ويقول أن خطته للوصول إلى البيت الأبيض لا تقوم على أساس الفوز فى الانتخابات مباشرة، وإنما من خلال الفوز بولاية واحدة وإجبار مجلس النواب على اختيار مرشح.
أما الثالث فهو مارك تشارلز مبرمج كمبيوتر ومزارع، وعمل كمبرمج كمبيوتر وفى مجال الدعم التقنى، كما عمل كمزارع، لكنه أيضًا ناشط فى مجال الدفاع عن العدالة الاجتماعية فيما يخص القضايا التى تمس سكان أمريكا الأصليين والأشخاص الملونين، وهدفه هو أن يكون مرشحًا بديلًا أمام الناخبين الذين لا يشعرون بصلتهم بأجندة ترامب أو بايدن.
وينحدر تشارلز من قبيلة نافاهو، وقد شكلت هويته تلك ترشيحه ونظرته لما يجب أن تكون عليه أمريكا، وكانت الأرض التى بنيت عليها العاصمة واشنطن تعود إلى سكان أمريكا الأصليين.
ويقول تشارلز: "دستورنا الذى يبدأ بكلمتى نحن الشعب لا يشير للمرأة، ويستثنى السكان الأصليون ويعتبر الفرد من ذوي الأصول الأفريقية ثلاثة أخماس فرد"، وهذا هو ما تقوم عليه حملتى. إذا أردنا أن نكون أمة حيث تعنى عبارة (نحن الشعب) حقًا كل الشعب، علينا أن نقوم بعمل على المستوى التأسيسي".