الجماعة الإرهابية وخذلان الاستقواء بالخارج منذ أربعينيات القرن الماضى

الأربعاء، 11 نوفمبر 2020 11:39 ص
الجماعة الإرهابية وخذلان الاستقواء بالخارج منذ أربعينيات القرن الماضى أوباما وعنف الإرهابية
كتب ـ هشام عبد الجليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشف المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، في تقرير له، الخذلان المستمر على مدار 80 عاما لجماعة الإخوان الإرهابية والاستقواء بالخارج، لافتا إلى أن عناصر تنظيم الإخوان الإرهابية تستمر في تصدير أن نتائج الانتخابات الأمريكية ستمنحها قبلة الحياة التي تعيدها للمشهد المصري من جديد، وهو حلقة جديدة من مسلسل الرهان على جدوى الاستقواء بالخارج في وجه الدولة الوطنية، وربما حقق ذلك الرهان مكاسب مرحلية لصالح التنظيم، في فترات سابقة كانت الدولة فيها في أضعف حالتها، مثل فترة ما بعد ثورة 1952 وثورة يناير 2011.

وأكد التقرير أنه مع استعادة الدولة المصرية كامل مؤسساتها وقدراتها، أصبح رهان الإخوان الإرهابية على حدوث مثل هذا التأثير على القرار المصري دربا من الخيال وأحلام اليقظة، التي يسعى عناصره للتمسك بها بعد أن قضت ثورة 30 يونيو على قواعد التنظيم في مصر، ولعل أبرز أسباب هذا الاتجاه داخل التنظيم ما ناله الإخوان من دعم كبير عبر إدارة الرئيس الديمقراطي "باراك أوباما"، كباقي تنظيمات الإسلام السياسي خلال تلك الفترة، وكشفت تسلسل الأحداث أن التنسيق بين مكتب الإرشاد والخارجية الأمريكية انطوى على توظيف هيكلي لمركز وأفرع الإخوان الإرهابية في العديد من دول انتشاره.

وجاء ذاك التوظيف كنتاج للرغبة الأمريكية في جر التيارات العنيفة الى مربع العمل السياسي بديلا للممارسات الإرهابية، مع ضمانة تصدر تنظيم الإخوان الإرهابية لهذا المسار باعتباره القوة التي يمكن السيطرة عليها، وأنها داومت على الحديث عن كونها الممثل الأقرب للإسلام الوسطي بين عدة اتجاهات أكثر خطورة.

ولفت التقرير إلى أن بداية التعاون الأمريكي الإخوانى كانت في الأربعينات، حينما التقى مؤسس التنظيم الإرهابى "حسن البنا" مع السكرتير الأول للسفارة الأمريكية في القاهرة آنذاك "فيليب أيرلاند، وجرى الاتفاق على التعاون بين الطرفين لمواجهة الفكر الشيوعي، وكانت آلية التعاون التي اقترحها "أيرلاند" خلال الاجتماع "برجالكم ومعلوماتكم ونحن بمعلوماتنا وأموالنا"، وهو أمر رحّب به البنّا، ووثق هذا اللقاء القيادي الإخوانى وسكرتير البنا "محمود عساف"، في كتابه "مع الإمام الشهيد حسن البنّا"، والذي أفرد فيه فصلاً كاملا للحديث عن ذلك بعنوان "سكرتير السفارة الأمريكية ".

وفي مطلع الخمسينيات، كشف عميل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في القاهرة "مايلز كوبلاند"، في كتابه "لعبة الأمم"، أنه تلقى أوامر من مدير الوكالة "ألين دولز" بإيجاد وسيلة للإطاحة بسياسات عبد الناصر المناهضة للولايات المتحدة وقامت الخطة على إيجاد شخصية دينية -واعظ إسلامي- مؤثرة في الشارع المصري، وتواصل "كوبلاند" مع قيادات الإخوان وقتها فاتحا بوابة جديدة لإحياء علاقة واشنطن بالتنظيم، ومن أبرزهم مرشد الإخوان الثاني "حسن الهضيبي"، الذي كان اختياره بالتوافق بين الاستخبارات الأمريكية والإخوان والملك فاروق، بعد رفض القصر وواشنطن لاختيار مرشد للتنظيم من قيادات التنظيم السري.

وتابع التقرير" وحرصت الولايات المتحدة على توطيد روابط الإخوان الإرهابية بها، وتوسيع الملفات المشتركة، فانتظمت اللقاءات بين السفير الأمريكي "جيفرسون كافري" والعديد من قيادات الجماعة، وعلى رأسهم المرشد الهضيبي والشيخ الباقوري ومحمود مخلوف، وتوسعت دائرة التعاون من مواجهة الفكر الشيوعي لتشمل تقويض الجمهورية، وإعادة هندسة المشهد السياسي المصري، بالإضافة إلى منح زخم لما تصدره الولايات المتحدة من محددات فكرية، والترويج للكتابات التي تطبعها على نفقتها وينشرها الإخوان الإرهابية بالأسواق.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة