سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 11 نوفمبر 1918.. اجتماع فى منزل سعد زغلول لاختيار وفد للذهاب إلى «دار الحماية» البريطانية لطلب السفر إلى باريس لحضور «مؤتمر الصلح»

الأربعاء، 11 نوفمبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 11 نوفمبر 1918.. اجتماع فى منزل سعد زغلول لاختيار وفد للذهاب إلى «دار الحماية» البريطانية لطلب السفر إلى باريس لحضور «مؤتمر الصلح» سعد زغلول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت مجالس القاهرة تتحدث عن اجتماعات يعقدها سعد زغلول مع أعضاء الجمعية التشريعية وغيرهم فى نوفمبر 1918، لتأليف وفد يسافر إلى باريس لحضور «مؤتمر الصلح»، للمطالبة باستقلال مصر عن بريطانيا، حسبما يذكر فخرى عبدالنور فى مذكراته «ثورة 1919 ودور سعد زغلول والوفد فى الحركة الوطنية».
 
كانت الحرب العالمية الأولى التى بدأت فى 28 يوليو 1914 تدخل أيامها الأخيرة، ففى يوم 11 نوفمبر 1918 تم الإعلان عن الهدنة بين الأطراف المتحاربة، وانتصار دول الحلفاء «بريطانيا وفرنسا وروسيا» على دول المحور «ألمانيا وتركيا والنمسا»، وقرر «الحلفاء» عقد «مؤتمر الصلح» فى باريس ليقتسموا الغنائم التى حصلوا عليها من المنهزمين، وتحديد أسس السلام معهم فى المرحلة المقبلة. 
 
كانت مصر تحت الاحتلال البريطانى منذ 1882، وفى نفس الوقت كانت تخضع «اسما» للسيادة التركية «الدولة العثمانية»، وفى 18 ديسمبر 1914، ووفقا للجزء الأول من مذكرات عبدالرحمن فهمى «يوميات مصر السياسية»: «أعلن وزير خارجية إنجلترا بسط الحماية على مصر، فقال: يعلن وزير الخارجية لدى حكومة ملك بريطانيا العظمى أنه نظرا إلى حالة الحرب التى سببها عمل تركيا، قد وضعت بلاد مصر تحت حماية جلالته، وأصبحت من الآن فصاعدا من البلاد المشمولة بالحماية البريطانية، وبذلك زالت سيادة تركيا عن مصر، وستتخذ حكومة جلالته كل التدابير اللازمة للدفاع عن مصر وحماية أهلها ومصالحها».
 
فى كتابها «مصر والحرب العالمية الأولى»، تذكر الدكتور لطيفة سالم، نقلا عن مذكرات سعد زغلول، أنه فى يوم 11 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1918، حدث أن اجتمع لدى سعد زغلول بمنزله الأمير عمر طوسون وإبراهيم باشا سعيد ومحمد محمود باشا وعلى شعراوى باشا وعبدالعزيز بك فهمى، وأبدى عمر طوسون رغبته فى عقد اجتماع للمذاكرة فى حالة مصر، وما يجب أن يقدم لها من الخدمة، على أن يكون هذا الاجتماع من أعضاء الجمعية التشريعية «كان سعد وكيلها» ومجالس المديريات والأعيان.
يؤكد سعد: «وافقت على ذلك، وكتبت أسماء كثيرين من الذين ينبغى دعوتهم، وكان هو «الأمير عمر طوسون» يعارض فى البعض ويملى البعض، واشتدت معارضته لإبراهيم الهلباوى، واقتنع بعد عناء»..يذكر الهلباوى فى مذكراته، تحقيق دكتور عصام ضياء الدين، أن اسمه لم يصادف قبولا من سمو الأمير طوسون، محتجا بأن الذى قام بالدفاع فى قضية دنشواى خدمة للإنجليز لا يؤتمن على أن يكون من بين القائمين بخدمة الأمة ضد الإنجليز، فنوقش فى هذا من إخوانى الذين بالجلسة، وأذكر منهم سعد زغلول باشا، وانتهى الأمر إلى دعوتى لهذا الاجتماع».
 
يكشف سعد زغلول أنه بعد أن تم تحديد الأسماء التى يجب دعوتها كتب صيغة الدعوة، وأخذها الأمير طوسون لإرسالها، وحصل الاتفاق على تحديد إما يوم الثلاثاء 19 نوفمبر، أو يوم الأربعاء، ومكان الاجتماع قصر الأمير بشبرا، وحدث اختلاف على صيغة الدعوة للاجتماع، فكان رأى الأمير أن تكون «للمطالبة بحقوق مصر»، ورأى آخرون أن تكون «للمطالبة باستقلال مصر»، ووافق سعد على اقتراح الأمير ليكون ذلك مدعاة لتسهيل السفر للخارج، وهناك تحصل المطالبة بالاستقلال التام، وكتب لطفى السيد مسودة الدعوة، وعند الانصراف دعا سعد، الأمير، لتناول الغداء عنده يوم الاجتماع فقبل الدعوة، وقال إنه سيحضر معه أمين يحيى وهو معروف بموالاته التامة للسلطان، فأكد ذلك بأن عظمته مرتاح إلى هذا المشروع، ثم انصرف الأمير ليوزع أوراق الدعوة، واحتاطوا لتدخل السلطة البريطانية.
 
يذكر عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «ثورة 1919»، أنه فى يوم «11 نوفمبر 1918» أعلنت الهدنة فتزاور وزراء مصر ورجال الحماية البريطانية، مهنئين بعضهم بعضا، وأرسل ملك إنجلترا إلى السلطان فؤاد برقية يشكره فيها على مساعدة مصر، وبأن مصر سينولها نصيب كامل فيما سيعم على الإمبراطورية البريطانية من الرخاء، وفى نفس اليوم اتفق سعد مع عبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى زميليه فى الجمعية التشريعية، وهذا لكى تتوفر الصفة التمثيلية، وذلك هو السبب فى استبعاد لطفى السيد وإحلال شعراوى محله، بأن يطلبوا من دار الحماية «السفارة البريطانية» تحديد موعد لمقابلة السير ونجت، للتحدث معه فى الترخيص لهم بالسفر إلى لندن، لعرض مطالب مصر على الحكومة الإنجليزية، وتحدد يوم 13 نوفمبر 1918 ولم يخبر سعد، الأمير عمر طوسون بأمر هذه المقابلة، وهذا دليل على أن سعد أحس بضرورة انفراده بهذا العمل، وفى حقيقة الأمر فقد ساعده على النجاح فى ذلك شخصيته البارزة فى الجمعية التشريعية وتزعمه للمعارضة. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة