عرضت مكتبة الإسكندرية تمثال "تب-إم-عنخ" الذى يجسد الكاتب المصرى فى عصر الدولة القديمة بمتحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافى بمكتبة الإسكندرية، كقطعة أثرية متميزة بالمتحف، وذلك فى ضوء التعاون المشترك بين مكتبة الإسكندرية ووزارة السياحة والآثار والمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، ويعد هذا التمثال ذا قيمة أثرية عظيمة وإضافة مهمة إلى القطع الأثرية التى يضمها متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية.
الكاتب المصرى
يعود التمثال إلى عصر الأسرة الخامسة أو عصر الأسرة السادسة، من عهد الملك "أوناس" أو "ونيس" فى الفترة "2375-2345 ق.م" أو من عهد الملك بيبى الثانى فى الفترة "2278-2184 ق.م"، وعثر على التمثال شمال هرم سقارة المدرج، وهو مصنوع من الجرانيت الوردى، ويقوم على قاعدة من الحجر الجيرى الأبيض، يرتدى التمثال الشعر المستعار الذى يغطى جزءًا من أذنيه، ويبدو وجهه طبيعيًّا للغاية، وملامحه واقعية وجادة، وكأنه منتبه لأمر ما يملى عليه.
الكاتب
كان "تب-إم-عنخ" يحمل لقبى الوزير ورئيس القضاة، اللذين يعدان من أرفع الألقاب فى مصر القديمة، حيث كان من ضمن أعلى موظفى الدولة نفوذًا، وقد اهتمت الحضارة المصرية القديمة اهتمامًا كبيرًا بالكاتب المصرى على مدى عصورها، خصوصًا فى عصر الدولة القديمة، حيث كان الملك يكلف الوزير بمهام إدارة النظام الإدارى للدولة، بالإضافة إلى أن منصب رئيس القضاة جعله رأس النظام القانونى للدولة، ومن هنا يبرز الدور التنويرى الذى كان يلعبه الكاتب فى الحياة الفكرية فى مصر القديمة.
تمثال الكاتب المصرى
ومنذ عصر الدولة القديمة "2686- 2160 ق.م"، كانت تدير مصر باقتدار طبقة متعلمة من الموظفين المدنيين تحت إمرة الوزير، ومنهم الكتاب، تلك الطبقة المرموقة التى أدت دورًا محوريًّا فى الإدارة المصرية.
كان الكاتب مسئولًا عن تسجيل المراسيم والأوامر الملكية وتجنيد الجنود فى الجيش واختيار العمال للبناء وحساب وجمع الضرائب، وكان الدور الأساسى للكتاب دورًا إداريًا فى المقام الأول، علاوة على ذلك كانوا حماة التقاليد والطقوس فى مصر، وبالتالى كانوا حفظة التاريخ والحضارة، يعد تمثيل كبار رجال الدولة والنبلاء فى صورة الكتاب من أروع وأرقى الأوضاع الفنية، نظرًا للمكانة الفريدة التى كان يتمتع بها الكتاب فى مصر القديمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة