حاولت جماعة الإخوان الإرهابية مرارًا وتكرارًا، التبرؤ من عنف عناصرها داخل البلاد، والزعم بأن منهج وفكر وأيديولوجية التنظيم ترفض العنف، وأن مبدأها "السلمية أقوى من الرصاص"، لكن المتتبع لتاريخ هذه الجماعة منذ نشأتها وفكرها، يجد أنها المنبع الرئيسى والذى يخرج من رحمه التنظيمات المسلحة والأرهابية، كما أنه صدرت أفلاما لتنظيم داعش تحتوى على مشاهد يعلن فيها عناصر جماعة الإخوان المبايعة لـ"أبو بكر البغدادى" مستبدلين بذلك مبايعة أبو بكر البغدادى بمرشدهم.
ويتلاقى منهج العنف والدم للتنظيمات المسلحة مع الجماعة الإرهابية والتى تجده منفذا للرد والانتقام بعد مافشلت فى الحشد بالشارع والتواجد بالساحة السياسية بشكل طبيعى وهو ما يجعلها تلجأ للتنظيمات لتنفيذ أجنداتها المدمرة.
وتسببت الأفكار المتطرفة فى إثارة الكثير من الأزمات والمشكلات لمصر وأغلب دول العالم، وتفرعت جماعات إرهابية وأذرع مسلحة، فضلا عن انبثاق العديد من الحركات الإرهابية من جماعة الإخوان، ليبقى التساؤل، كيف يمكن القضاء على فكر الإخوان المتطرف؟ وخاصة أنه خلال الأيام الحالية يعد التنظيم فى أضعف حالاته عقب ثورة 30 يونيو التى أطاحت بالتنظيم، فضلا عن إدراج الجماعة الإرهابية من قبل الرباعى العربى "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" بقوائم الإرهاب".
وقال هشام النجار، الباحث الإسلامى: اتفق مع الرأى السابق، أن جماعة الإخوان الإرهابية تروج فكريًا وتنظيريًا وتنظيميًا للفكر المتطرف والإرهابى وآلياته وتعد جماعتهم رائدة ونموذج ومدرسة معلمة تخرج منها كافة قادة جماعات الإرهاب فى العالم.
ولفت إلى أن جماعة الإخوان تجد فى نشاط الجماعات التكفيرية التى أنتجتها سندا لها فى مواجهة الدول والمجتمعات ففى الوقت الذى تقدم نفسها فيه كطرف سياسى سلمى تناور بأنها مختلفة عن الجماعات المسلحة رغم أنها تعتبرها ذراعها العسكرى وجناحها المسلح لحماية مشروعها.
ولفت إلى أن الجماعة تجد سبيلا فى هذا التحالف حين تنكشف الجماعة بمشروعها المناهض للتداول وقيم الديمقراطية وتحدث المواجهة الشاملة التى لا مفر منها دفاعا عن الدولة الوطنية، فتلجأ جماعة الاخوان للتحالف المعلن والمكشوف مع هذه الجماعات للثأر، ومحاولة استعادة السلطة بالقوة، والدلائل على ذلك كثيرة منذ تاريخ نشأة الجماعة إلى اليوم.
وأشار إلى أن التنظيمات التكفيرية الجهادية التي نشأت عقب السبعينيات خرجت من عباءة جماعة الإخوان الإرهابية وتأثرت بفكر القيادة الإخوانى سيد قطب وحاولت إحياء التنظيمات السرية المسلحة، موضحا أنه قد اعترف بذلك كل قادة هذه التنظيمات وعلى رأسهم أيمن الظواهرى مؤسس تنظيم الجهاد الذى كان هدفه في الأساس كان الثأر لإعدام سيد قطب.
ووصف إبراهيم ربيع القيادى الإخوانى السابق، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، قيادات الجماعات والتنظيمات المسلحة على مستوى العالم بالأبناء البارين لها، ولذلك عندما يتوفى أحدهم سواء داخل مصر أو خارجها تنعيه الإخوان وقياداتها دون أى مواربة.
وأوضح أن جماعة الإخوان تنتابها حالة من الحزن عقب وفاة أى كادر إرهابى، وتعتبره خسارة كبيرة لها، مضيفًا :"تنظيم الاخوان تأسس على بنية تحتية اخلاقية عبارة عن خرسانة مكونة من الكذب والتضليل وتزييف الحقائق ويصنع شخصية منتسبية على أساس الانحراف النفسي والاخلاقي والمتاجرة والانتهازية والاستحلال والاستغلال لكل المقدسات بدءا من الدين وحتى الدماء".
وشدد على أن الجماعة تقوم من خلال أفكار مسمومة باحتلال عقل ووجدان المواطن بعدما قامت بطريقة ممنهجة بالتلاعب بعقله وتزييف وعيه بقناعات دينية باطلة مما أدى لتدمير انتمائه الوطنى وتفتيت ضميره الجمعى وتشتيت الاجماع الوطنى على الولاء والفداء للوطن تحت شعار نبى هذه التنظيمات سيد قطب (الوطن حفنة من تراب عفن).
وقال إن بريطانيا ككيان استعماري دفعت ثمنا باهظا في محاولة احتلال مصر بالقوات والعتاد العسكري وفشلت وتم إجلاؤها عن التراب الوطني المصري ولكنها لم تخرج من أرضنا إلا بعد ان تركت لنا جيشا تنظيميا يسمى تنظيم الإخوان المسلمين وأعدته إعداداً جيدا ليقوم بالوكالة عنها باحتلال العقل والوجدان المصري وإعادة صياغة الضميروالوعي الجمعي للجماهير المصرية من خلال تفكيك علاقة الانتماء والولاء بين المواطن والوطن وتذويب الهوية الوطنية بشعارات دينية حتى يسهل التلاعب بعقل المواطن وتحويله من مواطن فاعل منتمي حريص على بلاده الى كائن لامنتمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة