اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن الأزمات والتدهور الحاد الذي يشهده لبنان سببه الرئيسي محاولة ما يسمى بمحور المقاومة (القوى اللبنانية المتحالفة مع إيران وفي مقدمها حزب الله) السيطرة على الوضع في لبنان والتحكم في شئونه والإمساك بزمام السلطة في إطار خطة لوضع اليد على البلد برمته.
وقال جعجع - في كلمة له أمام وفد من الأطباء لاستعراض تداعيات انتشار فيروس كورونا - إن لبنان في حاجة إلى حكومة جديدة تُنقذ البلاد من الانهيار، وأن يبتعد الفرقاء السياسيون وكافة القوى عن السلطة مع السماح لمجموعة من الوزراء الاختصاصيين المستقلين أن يتسلموا شئون البلاد لتجنيب لبنان السقوط في الهاوية.
وأشار إلى أن "محور المقاومة" لا يعنيه أن يتضور اللبنانيون جوعا في سبيل تحقيق مشروعه وأن يواصل التقدم والتمدد وحتى ولو أدى هذا المشروع إلى خراب لبنان بكامله، لافتا إلى أن هذا المحور ما كان له أن يصل إلى ما بلغه من قوة لولا التحالفات التي قام بها يمينا ويسارا.
وأضاف جعجع أن "محور المقاومة" يحافظ على حلفائه مهما كانوا فاسدين ومهما عاثوا خرابا في لبنان، وأنه في هذا الصدد يحاول تعويض حليفه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي تعرض لعقوبات أمريكية موخرا عن وقائع فساد بموجب قانون (ماجنيتسكي) عبر إعطائه مكاسب في تشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي يعطل عملية التأليف الحكومي.
وأكد أن التحذير الذي حمله المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل الذي أجرى مؤخرا زيارة إلى لبنان، من أن عدم تشكيل الحكومة الجديدة سيؤدي إلى عدم تقديم مساعدات دولية وذهاب مساعدات صندوق النقد الدولي ومؤتمر (سيدر) في مهب الريح، لن يلقى صدى لدى القوى السياسية ولن يؤثر فيهم.
وتابع قائلا: "لا يبدو في الأفق البعيد أن هناك حلا لهذه المشكلة. هؤلاء (القوى السياسية الممسكة بزمام السلطة) لم تتحرك مشاعرهم ولم يستنفروا عقب الانفجار المدمر الذي وقع بميناء بيروت البحري، ولم يحركهم تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية وتدهور الوضع المعيشي، فهل سيتمكن دوريل بكلمتين باللغة الفرنسية من جعلهم يتحركون.. للأسف أشك في الأمر، واعتقد أن مأساتنا مستمرة حتى إشعار آخر".
وأضاف جعجع: "مضى 3 أسابيع على تكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، ولم تؤلف الحكومة حتى الآن. الحريري يحاول منفردا تحسين نوعية الحكومة غير أن الفرقاء الآخرين منهمكون في لعبتهم السياسية ومناطحة الولايات المتحدة الأمريكية ولا يهمهم معاناة المواطن اللبناني".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة