ذكر تقرير لموقع شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن تساؤلات تدور على نطاق واسع بين الخبراء والمحللين في الصين والولايات المتحدة الأمريكية ما إذا كان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن سيتبنى سياسات دونالد ترامب الأكثر عقابية تجاه الصين، أم سيتحرك لإعادة العلاقات بين البلدين، حتى أن هناك علامات تظهر في وسائل الإعلام الصينية التي تديرها الدولة على أن الحزب الشيوعي الحاكم يحبس أنفاسه وهو غير متأكد من الاتجاه الذي ستسلكه الإدارة الجديدة.
ووسط التحولات التي تشهدها الرئاسة الأمريكية، خلال انتقال السلطة، قد تكون السياسة الخارجية للولايات المتحدة آخر ما يدور في ذهن جو بايدن، ولكن في عواصم العالم، يطلب القادة الأجانب بالفعل جذب اهتمامه، على أمل إعادة العلاقات التي تغيرت في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وبحسب تقرير أورده موقع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإنه لن تكون هناك فرصة أكبر لإحداث تغيير في العلاقات الأمريكية الصينية، التي تدهورت إلى أدنى مستوياتها تاريخياً خلال فترة رئاسة ترامب، على مدى السنوات الأربع الماضية، إذ شهدت فرض تعريفات تجارية من جانب كلا الجانبين، وتم تقييد وصول شركات التكنولوجيا والصحفيين والدبلوماسيين بين بكين وواشنطن، وأغلقت قنصليتان، إلى جانب استعدادات عسكرية عدائية في بحر الصين الجنوبي.
وقالت صحيفة "جلوبال تايمز"، التي تديرها الدولة الصينية في افتتاحيتها أمس الأحد: "لا ينبغي للصين أن تتوهم بأن انتخاب بايدن سيغير اتجاه العلاقات الصينية الأمريكية، كما لا ينبغي أن يضعف إيمانها بتحسين العلاقات الثنائية. ستشتد حدة المنافسة الأمريكية مع الصين وسيزداد حذرها كذلك".
وحتى الآن، لم يصدر فريق بايدن الانتقالي أية بيانات سياسية رسمية بشأن الصين، لكن بايدن ليس مبتدئاً في السياسة الخارجية، فخلال ما يقرب من 5 عقود قضاها في السياسة الوطنية، واجه بشكل متكرر الصين، كما أنه كعضو سابق في مجلس الشيوخ، لعب دوراً في انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001.
وكانت الحرب التجارية مع الصين إحدى الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للرئيس ترامب، ومنذ منتصف عام 2018، فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية على مئات المليارات من الدولارات من الواردات الصينية، في محاولة لخفض العجز التجاري الأمريكي مع الصين وإجبار بكين على مزيد من الانفتاح في اقتصادها، بعدها أبرمت بكين وواشنطن اتفاقاً تجارياً "اتفاق للمرحلة الأولى" في يناير 2020، لكن العديد من مجالات الخلاف لا تزال دون معالجة، بما في ذلك الدعم الصيني للشركات المملوكة للدولة التي تنافس في السوق العالمية.
وتشير تصريحات بايدن الأخيرة إلى أنه سيواصل اتخاذ إجراءات ضد بكين بشأن سياساتها الاقتصادية، لكنه في مقابلة مع راديو أمريكا القومي (NPR) في أغسطس، أوضح أنه يعتقد أن التعريفات كانت سيئة بالنسبة للولايات المتحدة كما كانت بالنسبة للصين.
وقال: "التصنيع وقع في حالة ركود، والزراعة خسرت مليارات الدولارات التي كان على دافعي الضرائب الوفاء بها. نحن نلاحق الصين بطريقة خاطئة".
وبدلاً من ذلك، يبدو أن بايدن يفضل بناء تحالف عالمي لإجبار الصين على تحرير اقتصادها، إذ قال خلال مناظرته الثانية مع ترامب في أكتوبر: "ما سأجعلها تفعله هو الالتزام بالقواعد الدولية. نحتاج إلى أن يكون معنا بقية أصدقائنا قائلين للصين: هذه هي القواعد، أنت تلعب بها، أو ستدفع ثمن عدم دفعها اقتصادياً".
لكن في المقابل هناك مؤشرات على أن بايدن قد يتبنى جوانب من حرب ترامب التكنولوجية ضد الصين، ففي عهد ترامب، حاولت الولايات المتحدة دفع شركاء دبلوماسيين لرفض تكنولوجيا الجيل الخامس المصنوعة في الصين، وعزل بكين عن المكونات الأمريكية الحيوية واستهدفت التطبيقات الشائعة التي تديرها الشركات الصينية.
وقال بايدن في هذا الصدد، في شهر سبتمبر تحديداً إنه قلق بشأن تطبيق "تيك توك" الصيني المستخدم على نطاق واسع، والذي كان هدفاً بارزاً لإدارة ترامب، مضيفاً: "أعتقد أنه من دواعي القلق الحقيقي أن تيك توك لديه إمكانية الوصول إلى أكثر من 100 مليون شاب، ولا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة