أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 18 نوفمبر 1977.. حسب الله الكفراوى وزير الإسكان مبعوثا من السادات لإقناع إسماعيل فهمى وزير الخارجية «المستقيل» بلقاء الرئيس فى الإسماعيلية

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 18 نوفمبر 1977.. حسب الله الكفراوى وزير الإسكان مبعوثا من السادات لإقناع إسماعيل فهمى وزير الخارجية «المستقيل» بلقاء الرئيس فى الإسماعيلية    حسب الله الكفراوى
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أذاع التليفزيون المصرى خبر استقالة وزير الخارجية إسماعيل فهمى، يوم 17 نوفمبر 1977، احتجاجا على قرار الرئيس السادات بالسفر إلى إسرائيل.. «راجع ذات يوم، 17 نوفمبر 2020».
 
أسرع السادات فى اليوم التالى، 18 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1977، بتعيين «محمد رياض» وزير الدولة للشؤون الخارجية وزيرا للخارجية مؤقتا، ويكشف «فهمى» فى مذكراته «التفاوض من أجل السلام فى الشرق الأوسط»، أن محمد حسنى مبارك نائب السادات، دعا «رياض» وأخبره أنه اختير وزيرا للخارجية مؤقتا.. ويؤكد: «قامت بينهما مناقشة قصيرة، غير أنه خلال ست دقائق استقال رياض أيضا، وحضر إلى منزلى فورا ليخبرنى بقراره».
 
كان الوقت يضيق أمام موعد زيارة السادات إلى القدس يوم 19 نوفمبر 1977، ولهذا قام فى نفس اليوم «18 نوفمبر» بتعيين الدكتور بطرس غالى وزير دولة للشؤون الخارجية، ووزير خارجية بالإنابة.. يتذكر غالى، فى كتاب «ستون عاما من الصراع فى الشرق الأوسط»، أن مبارك أبلغه بذلك، وقال له: «بهذه الصفة سوف تنضم إلى الوفد الذى يرافق الرئيس فى إسرائيل غدا السبت».
 
يكشف «فهمى» عن محاولات «السادات» معه فى الساعات التى تلت تقديم استقالته والإعلان عنها.. يذكر: «بالرغم من قبول السادات لاستقالتى وإعلانها رسميا، إلا أنه أمر حسب الله الكفراوى وزير الإسكان، بأن يعود إلى القاهرة محاولا أن أعود معه لمقابلة الرئيس فى الإسماعيلية، ووصل الكفراوى حوالى الساعة الثامنة وبيتى ملىء بالأصدقاء والمعارف، وكان الكفراوى مصرا، بل كان مذعورا إلى حد ما، خاصة عندما أوضحت له أننى لن أعود معه لمقابلة السادات، وحاول أن يعبر عن مخاوفه بأن رحلة السادات إلى القدس قد تكون لها عواقب محلية خطيرة جدا».
 
وفى محاولة منه لتحميل «فهمى» مسؤولية ما قد يحدث، قال له إنه لو لم يرافق السادات فى الرحلة قد يحدث انفجار شعبى، وقيام مشاكل خطيرة عند عودته من القدس.. يتذكر فهمى: «لتهدئة الوزير المنفعل بعواطفه أكدت له أنه إذا قامت أى اضطرابات فإننى شخصيا سأذهب إلى الشعب مصرحا له بأن «السادات كان على حق، وأنا المخطئ».. وأضفت قائلا: «جرت العادة على أن تقوم الحكومة بتنظيم حفل استقبال عام عند عودة الرئيس من أى رحلة من رحلاته، وبالنسبة لهذه المناسبة فسيكون الاستقبال كبيرا وذا ضجة على شكل خاص».
 
يعترف فهمى، أنه اختار تقديم الاستقالة مكتوبة بدلا من قيامه بإخبار السادات بها شفهيا، لثقته بأنه لو ذهب إلى الإسماعيلية لمقابلته، فإما أن يقوم السادات شخصيا أو يقوم من حوله من الناس بالضغط عليه ضغطا فظيعا للبقاء.. يضيف: «خشيت أنه بسبب العلاقة الشخصية الطيبة الموجودة بينى وبين السادات، وبسبب الضغط العام أن اضطر إلى البقاء فى النهاية والذهاب معه إلى القدس».
 
يرى فهمى، أن استقالته خلقت مشاكل للسادات تتحدى حكمة قراره فى عيون أبناء وطنه وفى الخارج، ويقول: «لمفاداة هذا التأثير السيئ أراد أن يذهب معه إلى القدس أكبر عدد من الشخصيات المصرية..ولم تكن هذه هى العادة لأنه لم يكن ليصطحب وفدا كبير العدد إذا ما سافرنا معا للخارج فى زيارات رسمية.. وذهب إلى مدى أبعد بإرساله طائرة خاصة لإحضار بعض المصريين الرسميين، وبعض من رجال الصحافة الذين كانوا خارج البلاد فى ذلك الوقت، وعرض بعض أفراد الوفد خدماتهم، وعثمان أحمد عثمان مثال على ذلك، والدكتور مصطفى خليل الذى أصبح رئيسا للوزارة فيما بعد، انتهز هذه الفرصة وعرض أن يصاحبه فى هذه الرحلة».
 
يكشف فهمى، أنه بعد عودة السادات من القدس أرسل لى رسولا خاصا هو المهندس عثمان أحمد عثمان الذى كانت له بالسادات علاقة فريدة ومتنوعة الأشكال.. زارنى ثلاث مرات وحاول بشدة إقناعى بمصاحبته ومقابلة السادات، وبكل ثبات رفضت التماسه ومناقشاته، ولما استمر عثمان فى ضغطه بقوة أخذته على غرة مصمما أنه على السادات شخصيا أن يحضر ويزورنى خاصة بعد رحلته إلى القدس، واندهش عثمان وحاول تذكرتى بأن السادات رئيس الجمهورية فقلت له: «أنا واعى تماما لهذه الحقيقة»، غير أنى ذكرت عثمان فى نفس الوقت بأنه كثيرا ما زارنى السادات.. وأضفت: زيارتى الآن أقل ضررا، خاصة بعد زيارته لبيجين «رئيس وزراء إسرائيل».
 
يؤكد فهمى: «بعد مرور حوالى سنة، تحدث السادات مع وزير الخارجية «محمد إبراهيم كامل» ليخبره عن رغبته فى تعيينى مستشارا سياسيا له.. يضيف: «جميع هذه المجهودات لم تغير شيئا من تفكيرى، فاستقالتى لم تكن بسبب قرار بسيط أو تعود إلى أسباب شخصية، ولكنها نتيجة لاختلاف رهيب فى الرأى حول قرار سياسى لا يمكن التوفيق فيه».    









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة