تعتبر لعبة التحطيب واحدة من أقدم الفنون المصرية الموجودة فى صعيد مصر، والتي بدأت من جدران المعابد التى تؤرخها الرسومات للقدماء المصريين وهم يمارسونها بالعصا، وذكر كل المهتمين بالنقوش الفرعونية أن اللعبة أصلها يرجع مسابقات الملوك فى العصر الفرعونية، ويتميز الصعيد بالحفاظ على التراث القديم، وممارسة تلك اللعبة جعل المهتمين بها يؤسسون مدرسة للبحث عن المواهب لممارسة لعبة التحطيب بمحافظة قنا، كونها أحد الألعاب التراثية التى تم اقتباسها من الفراعنة.
مشاهد الأطفال وهم يمارسون لعبة التحطيب، ويتعلمونها فى أول مدرسة تم إنشاؤها لإحياء تراث اللعبة يبعث البهجة فهى ليست لعبة عنف مجردة، بل هي رقصة محببة فى التراث الصعيدى.
المدرسة التي تم إنشاؤها يفد إليها أطفال مركز نقادة من مختلف القرى، ممن يرغبون فى تعلم لعبة التحطيب بالعصا مرتدين الجلباب البلدي ثم يتم جلب العصيان وتعليمهم فنون اللعبة على يد بعض المهرة ممن يجيدون اللعبة ويحترفون المبارزة في فن اللعبة على نغمات المزمار البلدي.
"اليوم السابع" عاش يوماً كاملا داخل مدرسة التحطيب، والتى تبدأ عقب انتهاء اليوم الدراسى، حيث يتجمع الصغار الراغبون فى تعلم فنون التحطيب بعد أذان العصر، ويقوم المدربون بمتابعة كل صغيرة وكبيرة والبداية بارتداء الزى الصعيدي الجلباب البلدي، بعدها تبدأ فرقة المزمار ترديد الموسيقى الصعيدي، والتى تكون على نغمات ذئاب الجبل والضوء الشارد، وغيرها من الموسيقى المشهورة وتتم عملية المبارزة من الصغار باستخدام العصا، وتعلم اصول لعبة التحطيب.
محمد تكروني مؤسس المدرسة، قال : "بدأت منذ البحث عن المواهب فى مختلف المجالات والفنون، وأثناء مشاهدتى الأطفال وهم ممسكين بالعصا والجريد، وبسبب شغفى وحب لعبة التحطيب فى كنت أشاهدها فى المناسبات الدينية والأفراح الشعبية الموجودة فى الصعيد والتى يكون حاضر فيها فرق المزمار البلدى، جاءت فكرة إنشاء مدرسة لجلب الأطفال والشباب للتراث الأجداد".
وأضاف: "بدأنا من هنا التفكير فى تعليم هؤلاء الأطفال فن التحطيب ولكن بطريقة علمية تحت إشراف متخصصين من لجان التحكيم من كبار السن البارزين فى تلك اللعبة، فضلا عن الحفاظ على التراث الشعبى للعبة تواجه الاندثار نتيجة انصراف الشباب حول الهواتف المحمول والتكنولوجيا الحديثة والألعاب الإلكترونية وترك التراث القديم".
وقال أيضاً :" يتم تقسيم الأطفال إلى 5 مجموعات، ويوجد قوائم انتظار لأطفال آخرون يرغبون فى تعلم فن ومهارة لعب التحطيب، واستقبلنا شيوخ اللعبة من أقدم لاعبى فن التحطيب"، ويقوم الماهرون فى فنون التحطيب بتعليم هذا الفن للأطفال ومنحهم الخبرات اللازمة لهذا الفن الصعيدى الاصيل للدخول فى المهرجانات الشعبية من موالد وافراح والليالي الصوفية بعد عودتها نتيجة جائحة كورونا.
وأضاف: هدفنا إحياء التراث القديم، والعودة إلى الهوية الصعيدية فى تعلم فنون المبارزة فى لعبة التحطيب لعبة التحطيب، وحمل العصا فى صعيد مصر نوعاً من العادات والتقاليد المتوارثة والتى ترتبط بفنون القتال السلمي.
يقول محمود سيد أحد كبار لعبة التحطيب أن اللعبة بدأت فى التطور، مضيفا: أصبحت العصا هى الأداة المستخدمة، خاصة المصنوعة من "الخيزران"، وتنتشر اللعبة في مولد سيدي عبد الرحيم القنائى، حيث تقوم القبائل بتنظيم حفل للتحطي، وهذه اللعبة بمثابة فن راقٍ، ولها الكثير من القوانين التي تحكمها منذ نزول أرض اللعبة والإمساك بـ"العصا" والمبارزة حتى مصافحة الطرف الآخر، ونحرص على تعليم الأطفال القوانين الخاص بها، وهدفها المبارزة السلمية.
وأضاف:"يقوم اللاعبون عند النزول لأرض الميدان بإلقاء التحية والدوران حول بعضهما ثم التصارع بالعصا، ومن أهم التعليمات باللعبة ألا يرفع المبارز أو اللاعب العصا على الخصم إذا كان أكبر منه سناً، وذلك قوانين مبادئ الاحترام، ويتدخل طرف ثالث فى حالة اشتعال المنافسة بين الطرفين للتخفيف من حدة المبارزة بينهما".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة