ألقت الهجمات التي شهدتها فرنسا مؤخرا، وذبح خلالها مدرس الشهر الماضى، ثم قتل 3 أشخاص في نيس يوم الخميس، الضوء على دعم النظام القطرى للإرهاب والتحذيرات من تمويله لشبكات متطرفة فى أوروبا لتنفيذ مخططه، وبحسب وسائل إعلام إماراتية فإن المخطط القطرى سبق أن فضحت مصدره تقارير إعلامية واستخباراتية، علاوة على كتاب "أوراق قطر" الشهير، والذي كشف بالحجج والبراهين دور الدوحة في تسميم عقول الجالية المسلمة في أوروبا وفرنسا بشكل خاص.
كتاب "أوراق قطر" الصادر قبل أكثر من عام، للصحفيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان شيسنو، كشف أن الدوحة أغدقت أموالا طائلة على جمعيات الإخوان في أوروبا.
واستند الكتاب إلى 140 وثيقة جرى نشرها لأول مرة، توضح كيف موّلت الدوحة عشرات المساجد والجمعيات، من أجل زيادة نفوذ الإخوان في بلدان أوروبية مثل سويسرا وفرنسا.
ووفق الكتاب، مولت قطر في السنوات الماضية 140 مؤسسة ومركزا إسلاميا في أوروبا، بحوالي 72 مليون يورو.ففي ألمانيا التي تعد وجهة أساسية لأموال قطر، مولت الدوحة 10 مؤسسات ومشاريع تابعة للإخوان.
وبحسب كتاب "أوراق قطر"، ضخت الدوحة أكثر من 5 ملايين يورو نهاية 2016 في مؤسسات الإخوان، بواقع 96 ألف يورو لمنتدى الإسلام في مدينة ميونخ، جنوبي ألمانيا، و400 ألف يورو في مركز ومسجد دار السلام في برلين، و300 ألف يورو لمؤسسة في بلدة دينسلاكن بولاية شمال الراين ويستفاليا (غرب).
الأكثر من ذلك، أن قطر منحت تمويلا ضخما بلغ 4.4 مليون يورو لصالح مؤسسة مركزية للإخوان في برلين، وفق صحيفة "شتوتجارت تسايتونج" التي لم تذكر اسم المنظمة.
وعلى الرغم من أن الهجمات وقعت على خلفية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، إلا أن رد الفعل المتطرف لمرتكبي تلك الهجمات، التي أدانتها الرموز الدينية في العالم الإسلامي، مؤكدين أنها تسيء لصورة الإسلام، أعاد تسليط الضوء على إرهاب قطر.
وعاد الحديث مجددا عن كتاب" أوراق قطر"، وما تبعه من تحذيرات طوال الفترة الماضية من تمويل قطر لمؤسسات داخل فرنسا وأوروبا تنشر أفكار التطرف والإرهاب من بينها "الإخوان".
كما فضح فيلم "قطر حرب النفوذ على الإسلام في أوروبا" دور الدوحة فى دعم الإرهاب، حيث يدور أحداثه حول قيام أحد المبلغين عن المخالفات بتسليم الآلاف من المستندات السرية من منظمة قطر الخيرية الداعمة للإرهاب تحت غطاء خيري.
وكشف الفيلم رحلة غير مسبوقة تتضمن تفاصيل برنامج دعم وتمويل للإسلام السياسي في جميع أنحاء أوروبا، وتشمل 140 مشروعا للمساجد والمراكز الثقافية والمدارس، وكلها مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين.
وحقق فريق الفيلم في هذه القوة الدينية الناعمة التي تمارس في القارة الأوروبية، وبفضل الأدلة التي لا يمكن دحضها وتحليلات الخبراء الدوليين، يكشف الفيلم عن اللغة المزدوجة لهذه الإيديولوجية، ورحلة وراء كواليس المنظمة غير الحكومية الثرية والمبهمة المرتبطة بأعلى سلطة في الدولة القطرية والعائلة الحاكمة آل ثاني.
وتبنت قطر خطابا مزدوجا يفضح نفاقها، ففي الوقت الذي بثّ فيه النظام القطري عبر أبواقه الإعلامية خطابا يدعو لمقاطعة المنتجات الفرنسية تحت مزاعم "نصرة الدين"، قدم في الوقت ذاته طلبا لباريس بالتكفل بضحايا الإرهاب وذويهم.
وقبيل أسابيع حذر مراقبون من مخطط قطري لاختراق الغرب، ولا سيما شمال أوروبا، ثقافيا عبر تمويلات مشبوهة للفعاليات الثقافية والمراكز الإسلامية والتعليمية، لنشر أفكار الجماعات الإرهابية التي تدعمها، وعلى رأسها تنظيم الإخوان.
وكشفت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية ، مؤخرا، أن باريس فتحت تحقيقا في أموال مشبوهة لمؤسسة تعليمية تديرها أحد تنظيمات الإخوان في فرنسا، والتي تتلقى تمويلا من قطر والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH) في سان دوني، في الضواحي الشمالية لباريس.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تتهم فيها قطر بتمويل قضايا مشبوهة لتنظيم الإخوان في أوروبا وفرنسا على وجه الخصوص.
واتهمت نخب فرنسية في فبراير الماضي قطر بتمويل مراكز ومؤسسات مشبوهة، تخدم الإسلام السياسي في البلاد، فيما طالب مشرعون فرنسيون الحكومة بحظر تنظيم الإخوان والتدقيق أكثر في مسار الأموال الأجنبية.
وأشارت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي جوليه إلى أن مركز دراسات وأبحاث يعرف بتمويله من الدوحة، نظم مؤخرا عددا من الاجتماعات، التي أثارت جدلا.
وطرحت جوليه سؤالا أمام مجلس الشيوخ، بشأن الأموال القطرية السخية المشبوهة، التي باتت حسب قولها "تشكل صداعا في رأس الفرنسيين".
وحذرت نخب فرنسية مرارا وتكرارا من عواقب غض الطرف عن أموال قطر، التي تتدفق إلى الشارع السياسي الفرنسي، لاختراق دوائر صنع القرار.وقطر بذلك، وفق المتوجسين، توفر الملاذ الآمن في أوروبا، لتيار تطلق عليه فرنسا "الانفصالية الإسلاموية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة