نواصل قراءة معركة بدر الكبرى، ونتوقف اليوم عند رد فعل النجاشى فى الحبشة، كيف استقبل خبر انتصار المسلمين على الكفار فى المعركة، وما الذى قاله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "ذكر فرح النجاشى بوقعة بدر رضى الله عنه":
قال الحافظ البيهقى: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفى ببغداد، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا عبد الله بن أبى الدنيا، حدثنى حمزة بن العباس، ثنا عبدان بن عثمان، ثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد، بن جابر، عن عبد الرحمن - رجل من أهل صنعاء.
قال: أرسل النجاشى ذات يوم إلى جعفر بن أبى طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو فى بيت عليه خلقان ثياب جالس على التراب.
قال جعفر: فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلما أن رأى ما فى وجوهنا قال: إنى أبشركم بما يسركم إنه جاءنى من نحو أرضكم عين لى، فأخبرنى أن الله عز وجل قد نصر نبيه ﷺ وأهلك عدوه وأسر فلان وفلان وفلان وقتل فلان وفلان وفلان.
التقوا بواد يقال له: بدر كثير الأراك كأنى أنظر إليه كنت أرعى لسيدى رجل من بنى ضمرة إبله، فقال له جعفر: ما بالك جالس على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الأخلاط؟
قال: إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى: إن حقا على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة، فلما أحدث الله لى نصر نبيه ﷺ أحدثت له هذا التواضع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة