أقام قطاع شئون الإنتاج الثقافى، برئاسة المخرج خالد جلال، أمسية جديدة فى إطار سلسلة أمسيات ملتقى الهناجر الثقافى الشهرى تحت عنوان "التعليم.. وبناء الشخصية المصرية"، أدارت النقاش الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة الملتقى ومؤسسته، مساء أمس، بمركز الهناجر للفنون بساحة دار الأوبرا المصرية.
خلال ملتقى الهناجر
وجاء الملتقى بمشاركة الكاتبة الصحفية نيفين شحاتة، رئيسة صفحة الشباب والتعليم ونائبة رئيس تحرير جريدة الأهرام، والدكتورة نيفين مكرم، أستاذة نظم المعلومات والذكاء الاصطناعى بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، والدكتورة نوال شلبى، مستشارة وزير التربية والتعليم لتطوير المناهج الدراسية، ومديرة مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية، والدكتورة عزة فتحى، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، وتخللت المناقشة فقرات غنائية قادها المايسترو الدكتور محمد عوض، وقدمتها فرقة: (صبايا القاهرة)، التى تتألف من خمس أصوات نسائية شابة، أخذن على عاتقهن تقديم التراث الشعبى بشكل عصرى، كما تضمنت الفقرة الفنية بالملتقى مشاركة الدكتور شادى نصيف الأستاذ بكلية تربية موسيقية، وهو أحد المبدعين من ذوى الهمم، حيث قدم عزفًا منفردًا وأداءً طربيًا لأغنية: (قمر له ليالى)، وشهدت الفاعلية تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة.
وافتتحت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة ملتقى الهناجر الثقافى ومؤسسته، كلمتها مرحبة بالمشاركين والحضور كافة، وأعربت عن عمق سعادتها بهذا الحضور الجماهيرى الكبير، واصفةً إياهم بالداعمين الأساسيين للملتقى، كما عبرت عن فخرها وامتنانها كون مشاركات الجلسة كافة مثلت بواسطة كوكبة متميزة من السيدات الناجحات، وتعد كل منهن قامة فريدة فى مجالها.
الدكتور الناقدة ناهد عبد الحميد
وأوضحت الدكتورة ناهد عبد الحميد أن النجاحات الباهرة التى حققتها المرأة المصرية مؤخرًا فى مختلف المجالات والنواحى محليًا وعالميًا، يعود الفضل فيها للدعم المتواصل المقدم من الدولة المصرية، حيث تعيش المرأة المصرية عصرها الذهبى فى عهد الرئيس السيسى، مشددة على أهمية موضوع هذه الحلقة النقاشية من ملتقى الهناجر الثقافى، والذى يعكس بدوره الأهمية الكبيرة لقضية التعليم وبناء الشخصية المصرية لبنى وطننا الحبيب مصر.
وأشارت الدكتور ناهد عبد الحميد إلى أن التعليم يعد ركيزة نجاح الأمم وقاطرة تقدمها، وأشادت مؤسسة ملتقى الهناجر الثقافى الدكتورة ناهد عبد الحميد، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى المتواصلة للحكومة بالاهتمام بقضية بناء الإنسان المصرى ومنحها أولوية كبيرة، وكذلك ثمنت على اهتمام فخامة الرئيس بملف تطوير التعليم من خلال وضعه كأحد أهم المحاور التنموية، على رأس استراتيجيات الحكومة المصرية، التى يأتى ضمن أولوياتها .
وتابعت الدكتورة ناهد عبد الحميد حديثها، مستشهدة بأبرز التجارب الناجحة فيما يخص مسألة بناء الإنسان، التى خاضتها عدة دول مثل: ماليزيا سنغافورا كوريا الجنوبية اليابان، وأكدت على يقين الرئيس عبد الفتاح السيسى بأهمية الإنسان المصري باعتبارة الكنز الحقيقي لهذا الوطن والذي يجب بناءه على أساس شامل ومتكامل بدنيا وعقليا وثقافيا ومعرفيا وهذا يتطلب استعادة تعريف الهوية الوطنية المصرية بعد محاولات العبث فيها.
جانب من الحضور
وأشارت الدكتورة ناهد عبد الحميد إلى أن حديث ضيفاتها المشاركات سيلقى الضوء على ما اتخذته الحكومة من خطوات حقيقية نحو تطوير العملية التعليمية بشطريها -التعليم الجامعى وما قبل الجامعى- خلال الثلاثة أعوام المنقضية، وأوضحت إلى أن تعدد فروع ملف تطوير التعليم وبناء الإنسان المصرى، لذا بطبيعة الحال سيصعب طرحه بشكل كامل خلال جلسة واحدة، إلا أن ضيفاتها سيعملن على إلقاء الضوء على الخطوط العريضة لتلك القضية الوطنية الكبرى، التى تمثل لنا خارطة للطريق تجاه الارتقاء بالتعليم وبناء الشخصية المصرية بأفضل الطرق فعالية وجودة، وبما يتناسب مع ما يمتلكه أبناء شعبنا من مكنون حضارى عريق، ساهم بقدر كبير فى تشكيل هُويته الفريدة، واختتمت كلمتها مشددة على ضرورة تضافر الجميع مكونات الدولة المصرية، والتى تتمثل فى: مؤسسات المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة وصولًا إلى الأسر وأفراد الشعب، لاصلاح ما حدث للشخصية المصرية من تجريف.
ملتقى الهناجر الثقافى
ومن جانبها أوضحت الدكتورة نوال شلبى أن وزارة التربية والتعليم تعمل بالفعل على تطوير وإصلاح المناهج التعليمية لعامها الثالث على التوالى، بداية من تطوير مناهج رياض الأطفال والسنوات الأولى من مرحلة التعليم الأساسى، كما أن مناهج الصفوف الابتدائية عبارة عن سلسلة متتابعة من المواد التعليمية، حتى يستطيع الطالب دراسة منهج متعدد التخصصات، لذا فهو يمثل أهم عناصر التطوير، نظرًا لكونه يرتكز بالأساس على مهارات الطلاب.
ملنقى الهناجر
وأشارت الدكتورة نوال شلبى إلى أن عملية تطوير المناهج تتم وفق أسلوب علمى، وتستهدف الوصول إلى مواصفات محددة فى من سيتم تخرجهم عقب 12 عام، وتتلخص تلك المواصفات فى خلق جيل مبدعًا، مبتكرًا، قادرًا على المنافسة، مؤمنًا بقيم وطن، كما أن الاعتماد على الحفظ والتلقين، جعل التعليم مجرد أداة للحصول على درجات لدخول الكليات.
وأشارت الدكتورة نوال شلبى، إلى ثلاثة أعمدة رئيسية تميز المناهج المطورة، أولها أن يعمل المنهج على قياس المهارات، ثانيًا دعم منظومة القيم الحياتية التى تتضمن: الولاء والانتماء والقدرة على المنافسة، وثالث عنصر هو بلورة عدة قضايا مهمة مثل: العولمة، البيئة، عدم التمييز، وما إلى ذلك.
أما عن الشكاوى من تجربة التابلت فصرحت بأن تلك هى طبيعة التغيير، فيما يخص ملف التابلت، هناك خطأ شائع، فكان القرار بجعل عملية الاختبارات بواسطته تجريبية، وكانت تجربة ناجحة لنسبة بلغت 98% لمجمل الطلاب الذين خاضوا التجربة، وأكدت فى ذات السياق عدم نفيها لحدوث بعض المشكلات فى الشبكة وصفتها بمشكلات تقنية، واجهتها الوزارة بدعم كبير، وتخطيط كامل من الدولة المصرية تخطت تلك المشكلات، لذا فهو يمثل تغيير جيد لا بأس به.
ملتقى الهناجر الثقافى
وأضافت الدكتورة نيفين مكرم لبيب، حول مفهوم الذكاء الاصطناعى مشيرة إلى تعبير (تعلم الآلة)، أما اصطلاح التعلم عن بعد، فقد بدأ فى حقيقة الأمر منذ أمدٍ بعيد ولا يعد أمرًا حديثًا، وهو عكس مفهوم التعلم التقليدى، فيما يعد التعلم الهجين مزيجًا بين التعلم التقليدى والتعلم عن بعد.
وأشارت الدكتورة نيفين مكرم لبيب، إلى أن وزارة التعليم العالى تعمل على تنفيذ التعلم الهجين فى المرحلة الحالية، خاصة بسبب حدوث جائحة كورونا، وحول إستراتيجية الوزارة للعام الجارى فيما يخص أساليب وتطبيقات الذكاء الاصطناعى التى ستعمل بها، وأبرزها تتمثل فى نظم توجيه النصائح، التى تهدف إلى توجيه أفضل الخيارات على هيئة عدة نصائح للطلبة، حتى يتثنى لكل منهم اختيار أفضل مجال سينجح به حسب قدرات كل منهم.
وأكدت الدكتورة نيفين مكرم لبيب، تلك النظم ستساعد ذوى الهمم بدرجة كبيرة، وتمكنهم من استغلال قدراتهم بشكل رائع، وأوضحت أنها لا تتمنى أن يحل الذكاء الاصطناعى مكان المعلم، حتى لا تتعرض الأجيال الصاعدة لفقدان الهوية، فللأسف نظم التعلم لا تعزز القيم الإنسانية، ولا حتى أى شعور انسانى، وهنا جاءت ميزة رؤية وزارة التعليم العالى فى تطبيق التعليم الهجين أو المدمج، حتى وإن كان التواصل بالصوت والصورة سيبقى التواصل الإنسانى حلقة مفقودة، لذا فإن التعليم الالكترونى حل مشكلة التكدس الطلابي، لكننا لن نستطيع استبدال المعلم أو الاستاذ الجامعى بالتعليم الإلكترونى.
وقالت الكاتبة الصحفية نيفين شحاتة، إننا نشهد فترة ذهبية فيما يخص قضية التعليم، حيث أن الحكومة المصرية تركز اهتمامها على المشروع القومى لتطوير التعليم، وتهدف وزارة التربية والتعليم إلى النهوض بالتعليم بمراحله المختلفة على التوازى مع بناء البنية التحتية التكنولوجية للمدارس، ومؤكدة اهتمام الدولة المصرية بالمنظومة التعليمية بأكملها، بداية من مراحل التعليم ما قبل الجامعى وكذلك التعليم الجامعى، ويأتى هذا بهدف بناء شخصية الإنسان المصرى، عبر الارتقاء بمستوى الطلاب المصريين لكى ينافسوا بكل جدارة فى سوق العمل المحلية وكذلك العالمية.
وأوضحت نيفين شحاتة، أن أهمية تغيير المناهج تكمن فى تعزيز التفكير والإبداع بدلًا من الحفظ والتلقين، وفيما يخص التعليم قبل الجامعى أشادت بدور الأكاديمية الوطنية للتدريب والبرامج المستحدثة لتنمية شخصية الطالب مما يحقق أفضل استفادة من مواردنا البشرية العظيمة، بما يعود بالنفع الكبير على الوطن.
وأشارت الدكتورة عزة فتحى، إلى أن أبرز عيوب التعلم عن بعد، تكمن فى ارتفاع احتمالية حدوث تشتت للطلب مقارنةً بالتعليم التقليدي، الذى يتميز بتعزيز التواصل البشرى بين الطالب وأستاذه، فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعى بامتياز، كما أن هذا لا يعنى أنها تقف ضد التطور فهو سمة الحياة، والحل يكمن فى التعلم عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعى لكل من هم فى المرحلة الابتدائية.
وأوضحت الدكتورة عزة فتحى، أن الرغبة فى السفر إلى الولايات المتحدة يعتبر حلم الكثيرين من الشباب المصرى، والسبب فى ذلك هو الانجذاب للسمات الإيجابية التى تشكل الهوية الغربية، التى تتميز بها تلك المجتمعات مثل: التسامح والصدق وحرية التعبير، ونجد كذلك من ينجذب للنموذج الفرنسى مثلًا منجذبًا لهُويتها الثقافية، وأشارت إلى أن هُويتنا تبدأ من علم واحد ونشيد وطنى واحد يجمع ذات المجتمع، مع إعلاء قيم الوطنية الراسخة منذ آلاف السنين فى المصريين أصحاب حضارة وادى النيل العريقة التى يميزها عنصر الثبات، وهو ما يختلف عن البداوة.
اعضاء الفرقة الموسيقية
وفى مختتم كلمتها حذرت من تفكيك الأسرة المصرية بواسطة ما تهدف له نظرية الفوضى الخلاقة، وأكدت على ضرورة إعادة الشخصية المصرية إلى أخلاقها، عبر بث الأخلاق الحسنة التى بتنا نفتقدها مثل: عدم التمييز، التسامح، أخلاقيات الشارع، وتعليم النشء أن التدين ليس ضد الوطنية كما يدعى المغرضين، وأكدت الأهمية الكبيرة للدور الواقع على الأسرة، التى تمثل اللبنة الأولى لبناء المجتمع، فى بناء الشخصية المصرية بهُويتها الأصيلة.
قدمت فرقة: (صبايا القاهرة) بقيادة المايسترو محمد عوض عدة أغنيات حيث افتتح الفقرة الغنائية مقدمًا ثلاث أغنيات وطنية بمصاحبة فرقة: (صبايا القاهرة) الفنية، وكانت أولى الأغنيات للفنانة لطيفة بعنوان: (تعرف تتكلم بلدى)، ثم اختتمت الفقرة الفنية الأولى بمقطعين من أغنيتى كوكب الشرق أم كلثوم: (حق بلادك، مصر تتحدث عن نفسها).
ثم قدمت الفرقة مجموعة أخرى من الإغانى المتنوعة للفنانة ليلى مراد وهى: (يا أعز من عينى، الدنيا غنوة، أبجد هوز، اتمخطرى يا خيل، اضحك كركر، قلبى دليلى)، ثم أغنية (مانتاش خيالى يا وله - للثلاثى المرح) وأغنيات: (يا حبى اللى غاب - للفنانة كارول صقر، فى يوم وليلة - للفنانة وردة، يا حبيبتى يا مصر - للفنانة شادية)، وأغنيات: (أحلف بسماها، بالأحضان، صورة - للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ)؛ فتضافر غناء فرقة (صبايا القاهرة) بقيادة المايسترو محمد عوض، مع الجمهور الذى شاركهم الغناء مع تصفيقه واستحسانه إعجابًا بأصواتهن العذبة.