عقد ملتقى الهناجر الثقافى، التابع لقطاع الإنتاج الثقافى، لقاءه الشهرى تحت عنوان "ثورة يوليو.. نظرة على التاريخ والمستقبل"، مساء أمس السبت بمركز الهناجر للفنون، بحضور الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، والدكتور طارق منصور، وكيل كلية الآداب جامعة عين شمس، والعميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، والإعلامية أمل مسعود، نائب رئيس الإذاعة المصرية، ولفيف من الإعلاميين والسياسيين والشخصيات العامة.
بدأت الندوة بالسلام الوطنى لجمهورية مصر العربية، ورحبت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى بالحضور قائلة، "نحتفل اليوم بذكرى واحدة من أهم الثورات فى تاريخ مصر الحديث، وهى ثورة 23 يوليو 1952 التى ساهمت فى تغيير وجه وشكل وواقع الحياة على أرض هذا الوطن، بل غيرت صورة مصر فى الوطن العربى والأفريقى والعالم كله".
وأضافت ناهد عبدالحميد، "ثورة ارتبطت باسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والذى ارتبط اسمه أيضا بإنجازات رائعة وأعمال عظيمة؛ وثورة جيش حماها الشعب 68 عاما على ميلاد ثورة وعامان بعد المائة على ميلاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر".
وذكرت عبد الحميد أبيات من الشعر لأمير شعراء فلسطين الشاعر الراحل محمود درويش، وشاعر العامية المصرية "الفاجومي" الراحل الكبير أحمد فؤاد نجم، والشاعر العراقى الجواهري.
من جهته أشار الدكتور طارق منصور، وكيل كلية الآداب بجامعة عين شمس، إلى الأبعاد الاجتماعية لثورة 23 يوليو 1952، ودورها فى تحقيق العدالة الاجتماعية فى ذلك الوقت، تحقيقا لمبادئ الثورة؛ حيث بين حال المجتمع المصرى فى العهد الملكى وحالة الفقر والمرض والحرمان التى كان يعشيها الفلاح المصرى فى ظل النظام الإقطاعى وكيف حرم المصريون من التعليم الذى كان قاصرا على القادرين ماديا، مما أدى إلى زيادة نسبة الأمية بين المصريين، فاجتمع كل ذلك عليهم قبيل الثورة، وهو ما انعكس فى تقارير سفيرى بريطانيا وأمريكا إلى حكوماتهما قبيل اندلاع ثورة 23 يوليو.
وأكد منصور أن من قام بالثورة هم أبناء الطبقة المتوسطة من المصريين، موضحا أن ثورة يوليو هى الثورة المصرية الحقة التى لم تطلب دعما من الدول أو القوى الأجنبية آنذاك، بل ثورة مصرية خالصة قام بها الضباط الأحرار، أبناء مصر، لتخليص مصر من نير الإنجليز والسرايا والأحزاب المتصارعة. وألقى الضوء على النظام الطبقى فى المجتمع المصري، وفوضى الألقاب التى كانت يمنحها الملك آنذاك من بك إلى باشا إلى صاحب المعالى إلى صاحبة العصمة وغيرها سواء للمستحق أم غير المستحق مما خلق نوعا من الفساد بين أصحاب الرتب من البكوات، والبشوات، وجعل المجتمع المصرى قبيل الثورة مجتمعا طبقيا خالصا.
وأشاد "منصور" بإنجازات ثورة يوليو التى مازلنا ننعم بها حتى الآن، لاسيما مجانية التعليم التى أفرزت سفراء، وأطباء، ومهندسين وغيرهم بدعم كامل من الدولة؛ مؤكدا على ضرورة الاصطفاف حول القيادة السياسية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتشابه الظرف التاريخى بين ما تشهده مصر الآن من إنجازات غير مسبوقة فى كافة مجالات التنمية والعمران والتطور والتحديث لمؤسساتها، بما يتفق مع روح ثورة 23 يوليو التى أعقب قيامها عام 1952م حالة من التنمية والنهضة فى كافة ربوع مصر وإدخال المياه الحلوة والكهرباء إلى قرى مصر، التى زودت بالوحدات الصحية البشرية والبيطرية وغيرها من الإنجازات.
وأوضحت الإعلامية أمل مسعود، نائب رئيس الإذاعة المصرية، أن القوى الناعمة لعبت دورا رئيسيا فى دعم ثورة يوليو 1952، وكيف كان لأم كلثوم على سبيل المثال دورا كبيرا فى دعم الثورة باستخدام الفن، وكذلك عبدالحليم حافظ، مشيرة إلى النهضة الصناعية التى أعقبت ثورة يوليو، لتجعل من مصر دولة صناعية أيضا إلى جانب كونها دولة زراعية فى ذلك الوقت، حيث أفتتح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، المشاريع الصناعية المتنوعة فى المحلة الكبرى، وفى مجال الحديد والصلب، والأسمنت، والسيارات وغيرها فى كافة ربوع مصر، لتعرف الدولة طريقها نحو الصناعات المتعددة.
وأشادت مسعود بدور الإذاعة المصرية فى دعم ثورة يوليو، والنهضة الإذاعية التى شهدتها مصر والعالم العربى وأفريقيا من خلال شبكة الإذاعات الموجهة، التى كانت تبث برامجها بكافة اللغات الإفريقية، مشيرة إلى تدشين إذاعة صوت العرب أيضا فى أعقاب قيام ثورة يوليو، لتصبح صوتا عربيا لثورة يوليو يبث روح الثورة فى كافة الأقطار العربية على الاستعمار الغربي، وكيف لعبت دورا كبيرا فى حث الأشقاء العرب فى الجزائر وليبيا وتونس وسوريا ولبنان وغيرها، بما رسخ مكانة مصر عربيا وإفريقيا أيضا، مشيدة بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى بناء مصر الحديثة ونهضتها، وحثت الجماهير على عدم الانسياق خلف الشائعات، والاهتمام بمصدر المعلومة المتداولة، وضرورة توفير الدعم الشعبى لكافة المشروعات التنموية التى يعمل عليها الرئيس ليلا ونهارا.
بينما أكد العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، أن ثورة يوليو هى أعظم ثورة فى تاريخ العرب، أحدثت تغييرا كبيرا فى نسق الحياه لمصر والمصريين، والتى بدأت بتغيير سياسي، واستطاعت توفير بنية تحتية للتغيير، أتبعه تغيير فى النسق الثقافي، والاجتماعي، وقد نجحت الثورة فى القضاء على "الاقطاع، الاستعمار، سيطرة رأس المال على الحكم"، كما نجحت لحد كبير فى بناء عدالة اجتماعية، لكنها لم تنجح فى اقامة ديمقراطية سليمة، لكن تبقى ثورة حقيقية أسست لنظام سياسى جمهورى وهى أساس شرعية النظام الجمهوري.
وأضاف راغب، أن الزعيم جمال عبدالناصر، لا يزال مثل أعلى لزعماء فى العالم، موضحا أن ٣٠ يونيو امتداد لثورة يوليو، مشيرا إلى تحقيق أهداف ثورة يوليو فى بند بناء جيش وطنى قوي، تحقق فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بوصول تصنيف الجيش المصرى ضمن أقوى عشر جيوش فى العالم، والذى جاء فى الترتيب التاسع، كذلك تصدر الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، بحرية، جوية، دفاع جوي، ضمن تصنيف العشرة الكبار، والذى لم يسبق تحقيقه قبل او بعد ثورة يوليو، كذلك العمل على تحقيق عدالة اجتماعية من خلال برامج الدعم الاجتماعى مثل "تكافل و كرامة"، وتطوير الأماكن العشوائية، وغيرها.
وأكد راغب، أن مصر قادرة على مواجهة تحديات الأمن القومى المصرى من الغرب، والجنوب، ولا داعى للقلق، لأن القيادة السياسية المصرية استعدت بالتسليح، والتدريب، ورفع الكفاءة القتالية، والروح المعنوية للقوات المسلحة المصرية، لمواجهة كافة التحديات والتهديدات، من كافة الاتجاهات، ربما كان يتعجب البعض لماذا تقتنى مصر غواصات حديثة، وحاملات للطائرات، وطائرات حربية متطورة، موضحا أن الجميع الآن يعلم أن القيادة السياسية المصرية كانت ترى ما لم يتمكن المواطن العادى من رؤيته.
واختتم "راغب" حديثه أنه ينتمى لعناصر القوة الناعمة، وأن قوة حديثة تعتمد على قوة حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن مشاركاته فى الفضائيات العالمية بغرض الدفاع عن السياسة الخارجية المصرية عبر منصات إعلامية تصل لمناطق ومتلقى لا يصل له إعلامنا المحلي.
كما تخلل الملتقى باقة متنوعة من الأغانى الوطنية للمطرب أشرف على وفرقته الموسيقية منها: "ع الدوار"، "وقف الخلق"، "عظيمة يا مصر"، "بالأحضان"، "دقت ساعة العمل الثوري"، واختمم الملتقى بأغنية "صورة"، وأعقبها السلام الوطني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة