فى نهاية يناير المقبل، لن يتجدد النداء من أرض مركز مصر للمعارض الدولية لجمهور القراء والمثقفين وعموم المصريين للاحتفال بالكرنفال الثقافى الأكبر فى مصر والوطن العربى، لكن الدعوة ستتجدد فى موعد آخر هذه المرة، فخلال اليوم الذى يحتفل فيه المصريون بالذكرى الثامنة على خروج رأس الجماعة الإرهابية من الحكم، بعد ثورة المصريين ضد حكم المرشد، يكون جمهور الثقافة على موعد مع الدورة الثانية والخمسين من معرض القاهرة الدولى للكتاب.
"تأجيل معرض القاهرة الدولى للكتاب"، أمرا جاء ضرورى، بعدما أعلنت اللجنة العليا المنظمة للمعرض تأجيله بسبب الظروف التى يمر بها العالم جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، ولعل معرض القاهرة الدولى للكتاب، هو أول وأكبر المعارض العربية، لكن على الرغم من ذلك فأن المعرض لم يكن أولى المعارض التى شهدتها مصر، فقبل المعرض بعقود كانت المحروسة تشهد عددًا من المعارض المحلية التى أقيمت بغرض ترويج الكتاب من جانب التجار والمطابع.
وبحسب المصادر فأن أقدم إشارة لمعرض وطني للكتاب في مصر، كان فى عام 1893، حين نظم عدد من تجار الكتب فى الإسكندرية معرضا وطنيا، افتتح رسميا فى 22 أبريل، ودفع حينها بلدية الإسكندرية 400 جنيها، وكان معرضًا للمطبوعات عمومًا وليس للكتب فقط، شاركت فيه مطبعة ديلوسترولوجو ببورسعيد، ومطبعة لاجوداكيس بالإسكندرية، ومطبعة خروزان أخوان بالمنصورة، ومطبعة محمد مسعود، ومطبعة البورصة، ومطبعة لاروكا، ووزعت فيه الجوائز على المطابع لجودة الطباعة والتجليد، ولم نعثر – مع كثرة البحث – على تفاصيل أكثر عن هذا المعرض.
ولم يرد في المصادر ذكر لمعارض وطنية أخرى للكتب إلا عام 1946م، وهذه الفجوة الكبيرة جدا بين التاريخين (1894 : 1946) لا بد أن يكون أقيمت فيها معارض وطنية للكتب، لأن فكرة المعارض لم تكن غائبة عن مصر طوال هذه المدة، لاسيما معارض الفن (الرسم والتصوير) – وقد كان للقاهرة معرض فني سنوي – والمعارض الحرفية والصناعية.
أما معرض سنة 1946 فقد أقامته وزارة المعارف وجعلت اسمه «معرض الكتاب العربي»، أقيم المعرض فى 30 يونيو سنة 1946 بدار الجمعية الزراعية الملكية بالجزيرة لمدة أسبوع، وكان الغرض من إقامته التعريف بعدة موضوعات، منها: تطور حركة التأليف من بداية النهضة الحديثة حتى وقت المعرض، وتطور الطباعة منذ إنشاء مطبعة بولاق، وتطور الصحف منذ قيام الصحافة في مصر، وتطور الكتاب المدرسي من حيث موضوعه وطبعه.
وفي 20 فبراير عام 1948 أقامت وزارة المعارف معرضًا للكتب المطبوعة سنة 1947م، وهو معرض ملحق بمهرجان الشباب الأدبي وكان مقره بدار خدمة الشباب – شارع سليمان باشا (طلعت حرب حاليًا) – واستمر المعرض عشرة أيام، وفي هذه الدار نفسها أقيم معرض الكتاب للطفل والناشئ في 12 مايو 1948 وهو أول معرض من نوعه فى مصر، قسم إلى أربعة أقسام: (روضة أطفال – ابتدائى – ثانوى – مراجع)، وضع فى كل قسم ما يلائم مستواه من الكتب العربية والإنجليزية والفرنسية والأمريكية.
وفي 19 نوفمبر 1949 أقامت دار الكتب معرضًا للكتاب بمناسبة مهرجان محمد علي الكبير، عرضت فيه كتبًا عن حياة محمد علي بالعربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وعرضت فيه أوائل مطبوعات مطبعة بولاق فى مختلف العلوم، أقيم المعرض فى الطبقة العليا من مبنى دار الكتب بباب الخلق.
وكما كانت تقام أيضًا معارض إقليمية لتقريب الكتاب لغير مرتادي القاهرة، ففي العام نفسه أقامت دار المعارف معرضًا لكتبها تحت إشراف مؤسسة الثقافة الشعبية، الأول في مركز طنطا الثقافي بدأ في 1 ديسمبر واستمر عشرة أيام، والثاني في المنصورة بدأ في 15 يناير 1950 واستمر أسبوعًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة