يستمر فيروس كورونا فى الانتشار فى أوروبا بمعدلات مثيرة للقلق خاصة مع اقتراب أعياد الميلاد الذى ينتظرها الأوروبيين من أجل الاحتفال والتجمعات، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تتصدر القائمة فى تسجيل أعلى معدل إصابات ووفيات فى العالم إلا أن العديد من الخبراء يرون أنها ستتخلص من الوباء فى وقت مبكر عن أوروبا للعديد من الأسباب.
وأشارت صحيفة " ثينكو دياز" الإسبانية إلى أن اعتماد أوروبا الأكبر على لقاح كورونا لشركة استرازينك AstraZeneca، أكثر من الولايات المتحدة يؤدى إلى أن الاتحاد الأوروبى سيصل إلى مناعة القطيع بعد الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها أنه وفقا للأبحاث فإن تحصين القطيع فى الولايات المتحدة سيأتى فى الربع الثانى من العام المقبل، وفى أوروبا من الممكن أن يتأخر إلى الربع الثالث إذا تم تأكيد فعالية أقل لمنتج الشركة البريطانية، فوجود عدد اقل من السكان وزيادة وزن وأهمية وجودة منتجات فايزر وموديرنا سيؤدى إلى انهاء واشنطن كابوس الوباء عاجلا، وفقا لأراء خبراء أوروبيين.
لإجراء هذه الحسابات، أخذ البنك الألمانى فى الاعتبار عقود واشنطن وبروكسل مع صناعة الأدوية بشأن توريد اللقاحات للحد من وباء كورونا، بالإضافة إلى ذلك، تقوم بجمع البيانات الخاصة بالمنتجات الثلاثة الأكثر تقدمًا، نظرًا لأن Pfizer / BionTech وModerna وAstraZeneca فقط هى التى قدمت نتائج الفعالية وهى الوحيدة التى يُتوقع طرحها فى السوق فى الأشهر الأولى من العام.
وأوضح التقرير أن المشكلة بالنسبة للدول الأوروبية، هى أنه فى الوقت الحالى فى البيانات الأولية فإن اللقاح من استرازينك AstraZeneca وجامعة أكسفورد أقل كفاءة من لقاح فايزر وموديرنا على وجه التحديد، حيث يمنع المنتج 62% من العدوى بجرعتين، وفقا لما خططت له الإدارة فى البداية، ومع ذبك بجرعة ونصف، تظهر فعالية بنسبة 90٪. المتوسط ، وفقًا لهاتين التجربتين السريريتين، سيكون 70٪.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوروبا على AstraZeneca أكثر من الولايات المتحدة. تعاقد الاتحاد الأوروبى على توريد 300 مليون جرعة (بالإضافة إلى 100 اختيارية) للمختبر البريطاني. من شركة Pfizer طلبت 200 مليون أخرى (بالإضافة إلى 100 اختياري) ومن موديرنا 80 مليون (بالإضافة إلى 80 أخرى إضافية). تخدم هذه الطرق الأولية 280 مليون ساكن من أصل 446 مليونًا.
وتسلط دراسات الضوء على أنه "من شبه المؤكد أنه بالنسبة لمناعة القطيع فى الاتحاد الأوروبى سيتم تحقيقها فى الصيف، حتى لو كانت AstraZeneca فعالة بنسبة 70 ٪ فقط وتطلبت حقنتين"
وتقدر المؤسسة المالية الألمانية أن أوروبا يمكنها اللحاق بمعدل التحصين فى الولايات المتحدة إذا قدمت يانسن، شركة الأدوية التابعة لمجموعة جونسون آند جونسون، أخبارًا جيدة. مرشحها هو أحد البدائل الأكثر تقدمًا، ولكن فى الوقت الحالى لم تنشر بيانات الفعالية ومن المتوقع توزيعها فى وقت لاحق. فى حالة الموافقة فى الربع الأول، من أبريل إلى يونيو، يمكن بالفعل تحصين 80٪ من الأوروبيين. لكن ذلك يعتمد على الفعالية النهائية لـ AstraZeneca وما إذا كان Janssen نجح. ويقدرون من المؤسسة المالية أنه "إذا لم يتم استيفاء أى من هذه الشروط، فمن المحتمل أن تتأخر مناعة القطيع فى أوروبا لبضعة أشهر، حتى الربع الثالث".
وأكد التقرير أنه يجب أن تكون الولايات المتحدة قادرة على تحصين الأمريكيين الأكثر ضعفا بفضل موديرنا وفايزر فقط، ولا تعتمد حتى على استرا زينك لتحقيق ذلك، ولكن مع لقاح جيد من AstraZeneca، بالإضافة إلى فايزر ومودرن عالى الفعالية، فمن المحتمل جدًا أن يكون لدى الولايات المتحدة جرعات كافية من اللقاح لتحصين 90٪ من السكان بحلول منتصف عام 2021، بشكل مريح بما يتجاوز ما هو مطلوب لـ مناعة القطيع ".
ومن خلال عمليات الشراء من شركتى فايزر وموديرنا، أصبح لديهم بالفعل طريقة مهمة للمضى قدمًا لتحصين 329 مليون أمريكي، ومع هذين اللقاحين فقط، يمكن للرئيس المنتخب جو بايدن أن يرى تحقيق مناعة جماعية فى الربع الثاني. ويقدر البنك الألمانى هذا المستوى من التحصين على 60٪ من السكان، عندما تكون هذه النسبة المئوية من السكان قد تم تطعيمهم بالفعل وتوقف انتقال الفيروس فى المجتمع.
وأعلنت شركة Pfizer مؤخرًا أنها أكملت المرحلة الأولى من تجربة اللقاح المضاد لكورونا، والتى تبلغ فاعليتها 95 ٪، وأنها تطلب بالفعل ترخيصًا للاستخدام فى حالات الطوارئ من وكالة الأدوية الأمريكية (FDA.
وقالت صحيفة "سوى" أن فيروس كورونا لن ينتهى قبل عام 2022، وقال رئيس جمعية المناعسة الاسبانية ماركوس لوبيز أويوس، إنه " لن تكون هناك مناعة جماعية فى عام 2012 مع أو بدون لقاح، لهذا من الضرورى أن يكون 60-70 % من السكان محصنين.
وقال أندرس تيجنيل، كبير خبراء الأوبئة فى السويد، أن الأدلة على أن مناعة القطيع تساعد البلاد فى مكافحة فيروس كورونا قليلة،
وقال فى مؤتمر صحفى موجز فى ستوكهولم بداية الاسبوع الجارى، إن: "قضية مناعة القطيع صعبة، لا نرى أى علامات على وجود مناعة بين السكان تعمل على إبطاء العدوى فى الوقت الحالي".
ويتعرض السويديون للفيروس أكثر من جيرانهم فى أى مكان آخر فى شمال أوروبا، وأظهر الفحص أن أجسام ثلث سكان ستوكهولم تحتوى على أجسام مضادة، وفقا للبيانات الصادرة الأسبوع الجاري. وذلك بعد أن اختارت الدولة عدم الإغلاق، معتمدة بدلا من ذلك على الإجراءات الطوعية.
وأوضح تيجنيل من قبل أن مناعة القطيع يصعب قياسها، بل وشكك فى البيانات الرسمية. وأوضحت السلطات السويدية أن المناعة ليست هدفا سياسيا، ولكن تعرض الأمة للفيروس يجعلها حالة اختبار واضحة لملاحظة النظرى.