مات الضمير الإنسانى بقلوب لا يعنيها إلا إرضاء رغباتهم المريضة بغض النظر عما تشكله للآخرين ولو كانوا أقرب الأقربين من الأهل أو الجيران أو أبناء المنطقة والقرية الواحدة، دون مراعاة لمرض بل إنه ليس مرضا عاديا، فالضحية تعرضت للاغتصاب لدى عودتها من جلسة علاج كيماوى، السيدة المقيمة بقرية طنان التابعة لمركز ومدينة قليوب بالقليوبية، مريضة "بالسرطان"، وكانت عائدة من جلسة الكيماوى بأحد مستشفيات مدينة قليوب وفى طريقها إلى القرية، ثم ستقلت مركبة "توك توك" للعودة لمنزلها برفقة طفلتها التى لم يتعدى عمرها الـ 6 سنوات، وأثناء عودتها بالطريق اتصل سائق "التوك توك" بأحد أصدقائه، وقابلة بطريق العودة، ثم حاد عن طريق القرية ودخل إلى منطقة الزراعات، وهدد السيدة بقتل إبنتها إن لم تستجب لرغباتهم الدنيئة، وبالفعل تعدى وصديقه عليها جنسيا، وتركاها وفرا هاربان.
وقالت "إنتصار، م"، طليقة الجانى الأول "على م ا ع" سائق توك توك، والمقيم بقرية طنان دائرة مركز قليوب، إنها تعرفت على زوجها الذى كان مقيما برفقة أسرته بقرية سنهرة التابعة لمركز ومدينة طوخ، ثم إنتقل بعد الزواج ليقطن بقرية طنان، مشيرة إلى أن زوجها كان يعمل سمكرى سيارات وبعد الزواج جلس بالمنزل وقرر عدم الذهاب للعمل مرة أخرى،وأنها كأى زوجة عاتبته على ضرورة العمل خاصة بعد أن رزقا بابنتهما الأولى، ولكن دون جدوى.
وأوضحت إنتصار لـ "اليوم السابع"، أنها كانت تقوم بعمل الجمعيات لتوفير نفقات المنزل من عملها بالقرية، ثم ذهبت لـ "مشروعى"، و"دفعت كل تحويشة العمر وإشترت توك توك له، وقولت له نراعى بقى أولادنا وعيشتنا، إشتغل شوية وبعد كده بدأ يجلس من غير شغل وميشغلش التوك توك، وكان حصل واقعة قبل واقعة الإغتصاب تحرش بسيدة من القرية والأهالى لقنوه علقة موت وخرج من القسم بعد كتابة إقرار على نفسى".
وتابعت طليقة المتهم، "ربنا رزقنا بـ 4 أطفال 3 بنات الكبيرة في الصف السادس، والثانية في الصف الثالث الابتدائى، والثالثة في الصف الأول الابتدائى، والطفل عمره عامين، لكن كان بيشرب كل أنواع المخدرات اللى تطولها إيده، وياخد منى فلوس البيت علشان يشترى سجاير وكيفه، لحد يوم الواقعة اللى حصلت، فوجئت يومها قوة من مركز قليوب طالبين زوجى بالإسم، وسألت ليه قالولنا إنه اغتصب واحدة".
وأشارت إنتصار إلى أنها تعرفت على تفاصيل الجريمة من قوة مركز شرطة قليوب، قائلة: "صاحبة اللى كان معاه ده "أحمد م ع م"، متعاطى مخدرات زيه بالضبط، وفى مرة كان عندنا بالبيت وشربوا مخدرات قدام بناتى فخفت ودخلت أنا والبنات أوضتى، وفوجئت بصاحبه ده داخل بإبنى الرضيع عليا الأوضة وجوزى كان مسطول من كتر المخدرات، وصرخت وقلبت الدنيا عليهم وهربوا الإثنين يومها من البيت ومرجعش إلا الصبح".
وإستطردت إنتصار، أنه عقب الواقعة استمر تعاطيه المخدرات أمام أطفاله، ولجأت للمحكمة للخلع منه، وبالفعل حكمت لها المحكمة بالخلع للضرر منه، قائلة "منه لله داينى ومخلينى أشتغل علشان أسدد وراه، وكل اللى كان همه الكيف ودماغه، وشرد أسرة كاملة بسبب المخدرات اللى كان بيتعاطها، وللأسف على ما رحت أعتذر للست كانت أخدت بنتها وتركت البيت اللى كانت مستأجراه بالقرية وإنتقلت لسكن أخر بالقاهرة.
وكانت تسلمت النيابة العامة تحريات المباحث في واقعة اغتصاب مريضة سرطان بالإكراه تحت وطأة التهديد بالأسلحة البيضاء، وأكدت التحريات أن منفذى الجريمة واقعا السيدة جنسيًا بالإكراه داخل الزراعات، بعد تقييد ابنتها الطفلة فى محيط الجريمة بمحافظة القليوبية.
واستعجلت جهات التحقيق بنيابة قليوب تقرير الطب الشرعي الخاص بواقعة اغتصاب مريضة السرطان، تحت تهديد الأسلحة البيضاء، وأحالت النيابة المجنى عليها لتوقيع الكشف الطبى عليها، وكلّفت الطب الشرعي بموافاتها بتقرير الفحص الطبى إذ إنّه الدليل الفنى المعتمد لديها لتوثيق الاتهام.
وأفادت التحريات بأن سائقي التوك توك اعتديا على السيدة بعد خروجها من المستشفى بقرابة 30 دقيقة عقب تلقيها جرعة علاج الكيماوي لمعاناتها من مرض السرطان، وأنها كانت بصحبة ابنتها في توك توك استقلته بقصد توصيلها إلى منزلها، لكن السائق اتصل بصديقه الذي قابله في الطريق واستقل التوك توك إلى جانبه، وانحرف إلى طريق يؤدي إلى منطقة زراعية واغتصبا السيدة، وهدداها بذبح ابنتها إن لم تستجب لهما، فرضخت أمام تلك التهديدات.
وأوضحت التحريات أن المتهمين فرا هاربين من مسرح الجريمة وبعدها تمكنت السيدة من فك قيود ابنتها وترجلا أمتار عدة، حتى وجدا أحد المارة بسيارته ونقلهما إلى قسم شرطة شبرا الخيمة وتقدما ببلاغ لمباحث القليوبية.
وبعد ساعات حددت الأجهزة الأمنية هوية المتهمين بعد تلقيها بلاغا بالواقعة، وألقت القبض عليهما، وأحالتهما إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، وأمرت بحبسهما على ذمة التحقيق بتهمة الاغتصاب.
وإعترف المتهمان بتفاصيل الجريمة خلال جلسة التحقيق بتهمتي الاغتصاب تحت تهديد سلاح أبيض، وحيازة سلاح أبيض، واستمعت النيابة لأقوال المجني عليها وابنتها على مدار 4 ساعات، شرحا فيها مأساة اختطافهما ثم اغتصاب السيدة بالإكراه، وواجهت النيابة المتهمين بنتائج التحريات، وجددت حبسهما على ذمة التحقيقات.
ومثل المتهمان، أمام محكمة جنايات شبرا الخيمة، للنظر في أمر حبسهما، وأمرت المحكمة برئاسة المستشار سامح عبد الحكم، وعضوية المستشارين عبدالرحمن صفوت الحسيني وحسن قنديل، وأمانة سر أشرف حسن، بتجديد حبسهما لمدة 45 يوما، على ذمة التحقيقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة