حالة من القلق بدأت تتسلل لدوائر الأمن داخل الولايات المتحدة من احتمالات تأخر إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية التي يتنافس فيها الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، بسبب البطء في عمليات نقل صناديق الانتخاب الخاصة بأصوات البريد، الأمر الذي رد عليه مسئولين في هيئة البريد الأمريكية بوجود نقص في العمالة، بسبب القيود التي فرضها وباء كورونا.
وأمام المخاوف التى بدأت تتزايد من احتمالات وقوع أعمال شغب فى بعض الولايات حال عدم الإعلان عن نتائج الانتخابات الليلة، تم تنشيط أكثر من 3600 من أفراد الحرس الوطنى فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، وسط حالة استنفار واستعداد للتعامل مع أى سيناريو.
وفقا لتقرير لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، فإن هناك 16 ولاية على الأقل لديها قوات حراسة جاهزة لمجموعة من المهام، من دعم الأمن السيبراني إلى المساعدة في مواقع الاقتراع بدون الزى العسكرى. كما أنهم على أهبة الاستعداد فى حالة حدوث احتجاجات ليلة الانتخابات أو في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وبحسب الصحيفة، يشارك الحرس الوطنى فى الأنشطة المتعلقة بالانتخابات لأن القانون الفيدرالى يحظر على العسكريين في الخدمة الفعلية فرض النظام محليًا.
وتم استخدام أفراد خدمة الحراسة بشكل متكرر على مدار العام للمساعدة في مكافحة جائحة فيروس كورونا وحرائق الغابات والأعاصير وللمساعدة فى قمع الاحتجاجات الصيفية التى أشعلتها الشرطة بقتل جورج فلويد في مينيابوليس، والآن مع مخاوف من أعمال عنف محتملة بعد إغلاق صناديق الاقتراع، أصبحت القوات في وضع الاستعداد منذ أوائل هذا الشهر، وقام حكام الولايات بتنشيط المزيد من القوات في الأسبوع الماضي.
وقال متحدث باسم مكتب الحرس الوطني، إنه تم وضع 600 وحدة من الشرطة العسكرية في أوائل أكتوبر على أهبة الاستعداد، 300 وحدة في كل من ألاباما وأريزونا، "جاهزة للنشر في خلال 24 ساعة إذا طلب ذلك حاكم ولاية أخرى"، بالإضافة إلى ذلك، اشترى الحرس أكثر من 200 ألف دولار من معدات الحماية الجديدة وزيادة تدريب القوات على الإجراءات المناسبة للتعامل مع الاحتجاجات.
وقال رئيس هيئة الجيوش التابعة لمكتب الحرس الوطني الجنرال دانيال هوكانسون في بيان في هذا الوقت "هدفنا هو حماية الأشخاص والممتلكات في المجتمعات التي نعيش فيها ونخدمها"، مشيرا إلى إن فريق العمل هذا سيسمح بالقيام بذلك بسرعة وكفاءة أكبر.
وسيساعد ما يصل إلى 10 من أفراد خدمة الحرس الوطني في كولورادو "في جهود الدفاع عن الأمن السيبراني أثناء الانتخابات الرئاسية لعام 2020"، وفقًا لأمر تنفيذي من حاكم ولاية كولورادو جاريد بوليس، حيث سيعمل الأعضاء ، الذين سيأتون من عنصر العمليات الإلكترونية الدفاعية للحرس الوطني في كولورادو، على حماية نظام تسجيل الناخبين عبر الإنترنت في الولاية من المتسللين من 19 أكتوبر حتى 4 نوفمبر.
وفي ولاية ديلاوير، وقع الحاكم جون كارني في 15 أكتوبر على أمر تنفيذي لتفعيل سرب عمليات الفضاء الإلكتروني رقم 166 للحرس الوطني في الولاية للمساعدة في الأمن الإلكتروني للانتخابات، كما سيتم ربط ما يقرب من 20 جنديًا من الحرس الوطني الجوي مع وزارة التكنولوجيا والمعلومات بالولاية للمساعدة في هذا الجهد.
من جانبه، أمر حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس يوم الإثنين بتفعيل عدد غير محدد من أعضاء الحرس الوطني في فلوريدا في عدة مواقع، وقالت المتحدثة باسم الحرس الوطني في فلوريدا وقالت الكولونيل كيتلين براون في بيان "بدافع الحذر الشديد، يقوم الحرس الوطني في فلوريدا بتنشيط عدد من الجنود الذين سيتم نشرهم مسبقًا في عدة مواقع في جميع أنحاء الولاية، والوقوف على أهبة الاستعداد لمساعدة سلطات إنفاذ القانون المحلية ومجتمعاتهم حسب الحاجة" ، ولم تذكر تفاصيل إضافية مشيرة إلى "مخاوف أمنية تشغيلية".
وقال حاكم ولاية إلينوي جيه بي بريتزكر يوم الإثنين، إن عددًا غير معلوم من أعضاء الحرس الوطني في إلينوي وضعوا في شيكاغو في "حالة استعداد"، حيث قام مكتب إدارة الطوارئ والاتصالات في شيكاغو (OEMC) في وقت لاحق بالتغريد بأنه لم يتم اتخاذ قرار بشأن نشر القوات في المدينة، وفقًا لـ OEMC "على غرار خطط الاستعداد للطوارئ السابقة، قامت الولاية بتعيين موظفين في مكان ماكورميك ليكونوا مستعدين للاستجابة إذا لزم الأمر، ومع ذلك، لا توجد حاليًا خطط لنشرهم".
وسيساعد حوالي 280 من رجال الحرس الوطني في ولاية كنتاكي المسؤولين المحليين في مراكز الاقتراع في 38 مقاطعة، وفقًا لبيان صادر عن الحرس الوطني في كنتاكي سيساعد أعضاء الخدمة، الذين سيكونون خارج الزي العسكري، في "إنشاء وتنظيف مواقع الاقتراع والمساعدة في حركة المرور ومواقف السيارات والسيطرة على الحشود".
وفي ماساتشوستس، أمر الحاكم تشارلي بيكر يوم الإثنين ما يصل إلى 1000 من رجال الحرس بأن يكونوا على أهبة الاستعداد في حالة حدوث اضطرابات، ووفقًا للأمر التنفيذي الذي أصدره ستقدم القوات المساعدة لسلطات الولاية والسلطات المحلية "للحفاظ على الحياة والممتلكات ، والحفاظ على النظام ، وتوفير الحماية للأشخاص"، وأكد مسؤولو الولاية أن القوات على أهبة الاستعداد لدعم المجتمعات المحلية، على الرغم من عدم وجود أي مؤشر على وجود أي خطر على السلامة العامة.
ووفقا للتقرير سيرتدي ما يقرب من 240 من رجال الحرس في نيوجيرسي ملابس مدنية للمساعدة في مواقع الاقتراع في 18 مقاطعة بسبب نقص عمال الاقتراع الناجم عن جائحة كورونا، وقال المتحدث باسم الفريق"أعضاء الحرس..سيساعدون بشكل أساسي في معالجة بطاقات الاقتراع عن طريق البريد، والتي ستدعم الدولة في ضمان عملية انتخابية فعالة وعادلة وآمنة".
وأعلنت الحاكمة كيت براون في ولاية اوريجون الاثنين حالة الطوارئ لمنطقة بورتلاند ووضعت عددًا غير معلوم من رجال الحرس على أهبة الاستعداد لمدة 48 ساعة ، مشيرة إلى القلق من أعمال العنف المحتملة المرتبطة بالانتخابات، قالت براون ، التي أنشأت "قيادة موحدة" لتطبيق القانون المحلي بدعم من الحرس الوطني في ولاية أوريغون ، إن أفراد الخدمة المدربين على السيطرة على الحشود سيكونون على أهبة الاستعداد.
وانتشر المئات من أفراد الحرس الوطني في ولاية بنسلفانيا في فيلادلفيا خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن طلب مكتب العمدة جيم كيني المساعدة في "الوضع الحالي والتحضير للانتخابات"، بالإضافة إلى ذلك، سيتم استخدام حوالي 15 عضوًا من فريق الدفاع الإلكتروني بالحرس الوطني في ولاية بنسلفانيا للمساعدة في الأمن الإلكتروني للانتخابات.
وسيساعد حوالي 30 متخصصًا في الأمن السيبراني في الحرس الوطني بولاية تينيسي في أمن الشبكات، بالإضافة إلى ذلك، عرض الحرس الثوري 13 من مراكز الاستعداد التابعة له كمواقع اقتراع، مع 26 عضوًا خارج الزي العسكري لمساعدة مسؤولي الانتخابات.
وفي تكساس قال الحرس الوطني مطلع الأسبوع الماضي إنه سيرسل ما يصل إلى 1000 جندي إلى خمس مدن في الولاية لدعم السلطات المحلية في حالة "الاضطرابات المدنية"، ويخطط المسؤولون لاستخدام القوات لحراسة المباني، وقالوا إنه لم تكن هناك طلبات أو خطط لتقديم أي دعم في أي من مراكز الاقتراع.
وبالنسبة لواشنطن ذكرت صحيفة سياتل تايمز، أنه تم تدريب ما لا يقل عن 300 جندي من الحرس الوطني بالعاصمة للتعامل مع الاضطرابات المحتملة بعد يوم الانتخابات، وتم إغلاق أبواب البيت الأبيض ليله يوم الانتخابات بإقامة سياج حوله، حيث صعدت حواجز تمتد على ما يقرب من 8800 قدم بعد ظهر يوم الإثنين، مما أدى إلى سد منطقة خضراء كبيرة جنوب البيت الأبيض.
ووضعت القوات في حالة تأهب مع مئات من رجال الحرس الذين قدموا بالفعل مساعدة للشرطة في سياتل وسبوكان وتاكوما خلال احتجاجات في يونيو، ويركز تسعة من رجال الحرس الوطني في واشنطن على العمليات الانتخابية في الولاية، مما يساعد على الحماية من أي هجمات للأمن السيبراني.
سيقدم ما يصل إلى 400 مواطن من الجنود والطيارين المساعدة في ويسكونسن مع صناديق الاقتراع حيث يوجد نقص في العمال بسبب الوباء.
نقلت دائرة البريد الأمريكية عددًا أقل من بطاقات الاقتراع فى الوقت المحدد فى الولايات المتأرجحة مقارنةً باليوم السابق، ووفقا لشبكة CNN هناك خمس ولايات ذات درجات منخفضة فى المعالجة - ميتشجان، ويسكونسن، جورجيا، نيو هامبشاير وماين - لا تسمح بوصول بطاقات الاقتراع بعد يوم الانتخابات، يأتى ذلك لليوم الخامس على التوالى.
الانخفاض المستمر فى الأداء يعنى أن بطاقات الاقتراع معرضة الآن لخطر كبير بعدم الوصول إلى مكاتب الانتخابات فى الوقت المناسب لفرزها، حيث أن أكثر من نصف الولايات لن يتم احتساب بطاقات الاقتراع عبر البريد إذا وصلت بعد إغلاق الاقتراع.
وصرحت خدمة البريد أنه على المستوى الوطنى، نقلت عددًا أقل من بطاقات الاقتراع فى الوقت المحدد يومى الأحد والاثنين مقارنة بيوم الجمعة، حيث انخفضت درجة المعالجة الإجمالية للخدمة من 91% إلى 90% كانت النتائج فى انخفاض مستمر منذ يوم الأربعاء، عندما ذكرت خدمة البريد الامريكية أنها نقلت 97% من أوراق الاقتراع فى الوقت المحدد.
وذكرت خدمة البريد أنها نقلت 740864 بطاقة اقتراع على الأقل يومى الأحد والاثنين، بينما لا تزال بعض الولايات المهمة تشهد انخفاضًا فى درجات المعالجة إلى أقل من 90%.
وذكر البريد الأمريكى أن 52% فقط من الأصوات فى مقاطعة أتلانتا، و69% من الأصوات فى ولاية كارولينا الشمالية قد تحركت فى الموعد المحدد يومى الأحد والاثنين، كما تم نقل أقل من 80% من بطاقات الاقتراع فى بنسلفانيا وأوهايو فى الوقت المحدد بينما حققت كل من ميتشيجان وويسكونسن ونيوهامبشاير وماين درجات معالجة أقل بكثير من علامة 90%.
وكرر البريد الأمريكى أن التأخيرات ترجع إلى حد كبير إلى نقص الموظفين بسبب كورونا.
ويتنافس في الانتخابات الأمريكية الرئيس دونالد ترامب، عن الحزب الجمهوري، آملاً في الفوز بولاية رئاسية ثانية، فيما يمثل جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الحزب الديمقراطي في تلك الانتخابات.
ويحمل المرشحان ترامب وبايدن رؤي مختلفة في العديد من الملفات وبمقدمتها أزمة كورونا، وإدارة الاقتصاد، وملف المهاجرين وأمن الحدود وغيرها، وهو ما خلق حالة من التباين في استطلاعات الرأي التي تتوقع نتيجة الانتخابات الامريكية 2020.
ويتم اختيار رئيس الولايات المتحدة بنظام المجمع الانتخابي، والبالغ عدد أصواته 538 ، ولكي يصبح المرشح فائزا، عليه أن ينتزع 270 صوتاً أو أكثر من أصوات المجمع الانتخابى، أما عن آلية احتساب الأصوات فتتم بقاعدة الفائز يحصد الكل، بمعنى أنه لو فاز أى مرشح بأكبر نسبة من الأصوات فى ولاية ما، فإنه يحصل على كل أصوات المجمع الانتخابى لها، وهو ما يفسر لماذا يمكن أن يصبح مرشحا فائز بنتيجة الانتخابات رغم حصوله على عدد أصل من الأصوات الشعبية.
