وسط ظروف استثنائية صعبة بسبب جائحة كورونا، ومع اتخاذ إجراءات احترازية مشددة انطلقت فى العاشرة من صباح اليوم- الأربعاء- فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الـ39، الذى تنظّمه هيئة الشارقة للكتاب، تحت شعار "العالم يقرأ من الشارقة"، ويستمر المعرض حتى 14 نوفمبر.
وينطلق المعرض هذا العام بدورة استثنائية لأول مرّة فى تاريخه، متخذاً مختلف الإجراءات الاحترازية التى تنسجم مع قرارات دولة الإمارات العربية المتحدة للوقاية من انتشار فيروس كورونا، حيث أعلنت الهيئة عن تنظيم كافة فعاليات المعرض المصاحبة (عن بعد) عبر منصتها (الشارقة تقرأ)، فيما تقدم دور النشر إصدارتها فى مركز إكسبو الشارقة.
وبسبب الظروف الاستثنائية للدورة الحالية لم تجرى أية مراسم رسمية أو حفل الافتتاح الرئيسى وقص شريط الافتتاح كما جرت العادة منذ انطلاق المعرض عام 1981 والذى اعتاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمى على افتتاحه طوال 38 عاما.
وشددت الهيئة على ضرورة التزام جميع الزوّار بمسافات التباعد الجسدى، وارتداء الأقنعة، والعمل على التعقيم المستمر، كما سيتم تعقيم قاعات وردهات وأروقة المعرض لمدة 5 ساعات يومياً، إلى جانب ذلك، تم تخصيص نظامٍ إلكترونى ذكى لإدارة وتنظيم الزيارات للمعرض ودور النشر على أربع فترات خلال اليوم، حيث سيتم منح الزوّار (سوار) بألوان مختلفة تحدد فترة تواجدهم فى المعرض بناءً على تسجيلهم عبر الموقع الإلكترونى، مع إمكانية تمديد فترة بقائهم فى المعرض من خلال الموقع.
ويعد معرض الشارقة واحد من أهم ثلاثة معارض على مستوى العالم وهو المعرض العربى الوحيد بعد انتشار جائحة كورونا الذى قرر تنظيم فعالياته، حيث ألغت العديد من الدول العربية دورات معارض الكتاب للعام الجارى مع نهاية مارس الماضى عقب انتشار جائحة كورونا، ويشار الى أن هناك 13 معرضا عربيا للكتاب يتم تنظيمها سنويا أهمها معرض القاهرة الدولى للكتاب.
وأعلنت هيئة الشارقة للكتاب فى وقت سابق عن بيع وحجز كامل المساحة المخصصة للناشرين فى المعرض والبالغة 14 ألفاً و625 متراً مربعاً، لتفتح بذلك الباب على الدورة الجديدة التى تجمع صناع الكتاب والمعرفة من مختلف اللغات والبلدان العربية والأجنبية، وتواصل مسيرة المعرض الذى يعد واحد من أكبر ثلاثة معارض فى العالم.
وكانت إدارة المعرض قد فتحت باب التسجيل وحجز المساحات فى إكسبو الشارقة منذ شهر فبراير الماضى، حيث تخصص الهيئة مساحات للناشرين وأخرى لتنظيم فعاليات المعرض، وعروضه الفنية والإبداعية، إلى جانب المساحات المخصصة للكوادر الإدارية والتنسيقية التى تتولى مهام التواصل وإدارة شؤون الناشرين.
لكن لماذا كان الإصرار على تنظيم الدورة الحالية رغم وباء كورونا وتأجيل باقى معارض الكتب العربية خوفا من انتشار الفيروس والإجراءات العالمية واغلاق المطارات؟
يقول أحمد بن ركاض العامرى، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إن المعرض ينظم بتوجيهات ورؤى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إذ نجح فى تأكيد قوة تأثيره فى سوق النشر المحلى والعربى والعالمى، فهو واحد من المعارض التى ينتظرها الناشرون حول العالم ويحرصون على حجز أماكنهم فيه، ليظلوا مواكبين وحاضرين ليس فى حراك صناعة الكتاب العربى أو الإقليمى وحسب، وإنما ليكونوا جزءًا من حراك النشر العالمى، حيث يجمع المعرض سنوياً ناشرين وكتاب ومفكرين من أكثر من 80 دولة حول العالم. ونؤكد أنّ الكتاب قادر على تجاوز كل التحديات التى تَمُرُ على العالم، وحاجةُ الأمم إلى الكتاب هى حاجةٌ للنهوض وصناعة مستقبلٍ أكثر أمناً، وتحضراً.
ويضيف رئيس هيئة الشارقة للكتاب:" على الرغم من الظروف التى يمر بها العالم جراء انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، إلا أننا كان لدينا إصرار لتنظيم دورة استثنائية من المعرض على كافة المستويات، والوقوف فيها على متغيرات صناعة المعرفة، ونقود فيها خطوات سوق النشر والحراك الثقافى نحو التعافى والنهوض، لاستكمال المشاريع والتطلعات التى شكل انتشار الفيروس تحدياً أمامها، وملتزمين أيضاً بأعلى معايير الإجراءات الاحترازية والوقائية لضمان سلامة وصحة كافة المشاركين والزوار خلال المعرض.
ويؤكد بن ركاض العامرى، ان انتصار المعرفة على التحديات التى تواجه العالم، يثبته التاريخ، وليس الراهن وحسب، فما مرت به البشرية خلال المائة عام الماضية يفوق فى تأثيره ما يجرى اليوم جراء انتشار فيروس كورونا، وأمام كل تحدى كانت المعرفة هى السبيل والحل لتجاوزها، لهذا نجدد من خلال تنظيم المعرض التزامنا برسالة الشارقة الحضارية الداعية إلى تمكين المجتمعات والنهوض بها عبر المعرفة والكتاب".
وفى السياق .. تستضيف الإمارة هذا العام فى معرض الكتاب كوكبة من ألمع الأسماء الأدبية والثقافية والفكرية عربياً وأجنبياً، حيث سيشهد المعرض مشاركة أكثر من 60 كاتباً وأديباً عربياً وأجنبياً، جاؤوا من 19 دولة ليقدموا 64 ندوة ثقافية وحوارية.
ومن أبرز الضيوف المشاركين هذا العام برنس إيا، وروبرت كيوساكي، ولانغ ليف، وإيان مارتل، وإليزابيتا دامي، وواسينى الأعرج، وأحمد مراد، وليلى المطوع، ولينا خوري، وأحمد الرفاعي، ومشعل حمد، ونجوى الذبيان، ونيل باسريشا، وياسر عقل، ورافيندر سينغ، وسلطان العميمي، إيمان اليوسف، وغيرهم.
وسيحظى جمهور الأدب والثقافة بفرصة الاطلاع على ما يزيد عن 80 ألف عنوان جديد من إصدارات 1024 ناشراً من 73 دولة، من خلال التسجيل عبر الموقع الالكترونى sharjahreads.com.
ويشهد المعرض تنظيم ثمان جلسات حوارية بعدة لغات أجنبية تجمع نخبة من الكتاب والمثقفين الإماراتيين مع كتّاب وأدباء أوروبيين من إسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا، وغيرها، جاءت ثمرة لزيارات ولقاءات نظمتها الهيئة مع عدد من المؤسسات الثقافية الكبيرة حول العالم.
وينظم المعرض عدداً من ورش العمل الافتراضية المتخصصة بمهارات وفنون تقديم محتوى إعلامى وإبداعى ضمن فعاليات (محطة التواصل الاجتماعي) التى تعرض برنامجها كاملاً على منصة "الشارقة تقرأ" للجمهور من كافة الفئات العمرية، عبر التسجيل على الرابط التالي: Sharjahreads.com
وحرصاً منها على الارتقاء بواقع حواضن الكتب ودورها فى بناء المجتمع، تعقد الهيئة وبالشراكة مع "جمعية المكتبات الأمريكية" الدورة السابعة من مؤتمر المكتبات خلال الفترة من 10 وحتى 12 نوفمبر، لمناقشة محور رئيسى يعنى بـ"مواجهة المكتبات وأمنائها لتحديات الوضع الجديد".
وفى الإطار ذاته اختتم مؤتمر الناشرين أعماله أمس وناقش آثر كورونا على صناعة الكتاب واستعرض تجارب ناشرين من مختلف بلدان العالم
أوكد أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أن الظروف التى يشهدها العالم جرّاء انتشار فايروس كورونا المستجد أثبتت حاجة قطاع النشر إلى توسيع فرص التعاون والعمل المشترك بين الناشرين العرب والأجانب، لافتاً إلى ضرورة الاستجابة للمتغيرات التقنيّة المتسارعة، ودراسة حالة السوق وتوجهات القراء ليس على المستوى المحلى أو الإقليمى وحسب، وإنما على المستوى العالمي.وشارك فى المؤتمر 317 ناشراً و33 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، ناقشوا جملة من المواضيع التى تسلط الضوء على التحديات التى تواجه قطاع النشر فى الوطن العربى والعالم فى ظلّ انتشار فايروس كورونا، وآلية تكيّف الناشرين معها، وأثر وسائل التواصل الاجتماعى والفعاليات الافتراضية فى تعزيز التواصل بين الناشرين والقرّاء على حدّ سواء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة