على بعد عدد قليل من الدرج، تصل إلى داخل قاعة جدرانها قاتمة، هناك ستجد نفسك محاطا بمومياوات أعظم ملوك وملكات الفراعنة، حيث تبدأ رحلة عبر الزمن تأخذك للعالم الأخر كما تخيله أجدادنا الفراعنة ورسموا نقوشه على جدران المعابد والمقابر، تلك هى قاعة المومياوات الملكية التى يجرى العمل على الانتهاء منها داخل المتحف القومى للحضارة بالفسطاط، ووصفها وزير السياحة والاثار الدكتور خالد العنانى، بأنها ستكون مفاجأة للعالم بعد استقبالها ملوك وملكات مصر فى موكب ملكى مهيب.
القاعة ستكون المحطة الاخيرة لمومياوات 22 ملك وملكة من أشهر ملوك الفراعنة، والتى ظلت محفوظة فى المتحف المصرى منذ اكتشافهم منذ أكثر من 140عاما، وهم "رمسيس الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والتاسع، تحتمس الأول والثاني والثالث، والملك سيتي الأول والثانى، سقنن رع الشهيد الأول في تاريخ الفراعنة، ومرنبتاح والملك احمس، امنحوتب الأول والثاني والثالث، والملك سبتاح، والملكات حتشبسوت، ونفرتاري، والملكة تي والملكة أحمس مريت آمون".
وتبلغ مساحة قاعة المومياوات الملكية حوالى 400 متر، ستقدم عرضا بانوراميا لشكل الحياة فى العالم الأخر، كما كان يتخيلها المصرى القديم، حيث سيتم تخصيص مساحة لكل أسرة كما سيتم عمل ممرات بينهم لتسهيل الحركة، و بجوار المومياوات سيتم عرض قطع مصاحبة للاكتشافات الأثرية على غرار مجموعة الملك توت عنخ أمون، وهذه القطع عبارة عن -مفاتيح حياة- وتماثيل العالم الآخر وتماثيل للفهد، و أمنحتب الثانى، ومعه الأساس الجنائزى، و تحتمس الرابع وقطع جنائزية خاصة بها .
واستحدثت وزارة السياحة والاثار عروض المالتيمديا، والتى تعتبر جزءا مكملا لسيناريو العرض المتحفى، فهو من أهم المؤثرات البصرية، فى العرض حيث يعتمد على الإبهار فى عرض المحتوى، الذى يمهد للزائرين الدخول إلى القاعة الأهم فى المتحف، وهى قاعة المومياوات الملكية، حيث ستعرض الشاشات صورا تحكى تاريخ هؤلاء الملوك والملكات وفترة حكمهم لمصر وانجازات كل منهم، وصولا للوفاة، وكيفية تحنيط المومياوات والتقنية التى كانت تتم بها، وعروضا عن الأسرار التى تم اكتشافها بعد وضع تلك المومياوات تحت اشعةx-ray.
وأوضح إيهاب عبد الحميد مدير نظم تكنولوجيا المعلومات بهيئة المتحف، أن عرض المالتيميديا يتكون من شاشتين عرض تفاعلية ضخمة، شاشة الدائرة، على شكل دائرة قطرها 11 متر، تعلوها شاشة ثانية على شكل حلقة، ارتفاعها 2 متر وقطرها 11متر بطول 18 مترا وهى مكملة لشاشة الدائرة، حيث يوجد تزامن الشاشتين فى عرض المحتوى.
وأشارت الدكتورة منال غنام مدير قسم الترميم بهيئة المتحف، أنه جارى حاليا تعقيم التوابيت الملكية التى تم نقلها من المتحف المصرى بالتحرير، إلى المتحف القومى للحضارة المصرية، وذلك داخل وحدة تعقيم ( انوكسيا) مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية مثل تلك الموجودة بمتحف اللوفر بباريس.
ومن اهم الاسرار التى سيتم الاعلان عنها من خلال عروض المالتيمديا نتائج الأشعة والتي تم تعريض بعض المومياوات لها، والتى اظهرت الأسباب الحقيقة لوفاة بعض الملوك والملكات، بعدما ظلت غامضة لعقود، ومنها أسباب وفاة رمسيس الثالث، والذى قتل بمؤامرة من ابن أحد زوجاته واشعة x-ray أظهرت أنه ضرب بخنجر من الخلف وضرب أيضا فى القدم.
ويوجد بالمتحف مركز لترميم الاثار، مجهز بأحدث الأجهزة العلمية للفحوص والتحاليل الخاصة بالأثار، وهو المتحف الوحيد في جمهوريه مصر العربية الذي يحتوى على جهاز الكربون المشع (C14) ومعملا لـ DNA ووحده أنوكسيا.
وفور وصول المومياوات الملكية إلى المتحف القومي للحضارة ستخضع لعدة إجراءات، قبل العرض على الزائرين، أبرزها فك للتغليف الخاص للمومياوات ثم وضع كل مومياء فى وحدة خاصة، يتم ضخ النيتروجين بها للحفاظ عليها من أى مكروبات أو فطريات، حتى اخر مرحلة وهى تأهيلها للعرض داخل القاعة وسيستغرق هذا الامر ما يقرب من 15 يوما من العمل.