نددت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بتصرف بعض الزعامات السياسية خلال جائحة كوفيد-19 ، مضيفة أنه من المذهل أن بعض القادة السياسيين يواصلون التقليل من شأن الجائحة ويرفضون تدابير الوقاية البسيطة مثل ارتداء الأقنعة وتجنب التجمعات الكبيرة.
وأكدت باشيليت في تقرير للأمم المتحدة "بعض الشخصيات السياسية ما زالت تتحدث عن "مناعة القطيع"، كما لو أن خسارة مئات الآلاف من الأرواح هي تكلفة يمكن تحملها بسهولة من أجل الصالح العام"، قائلة إن "تسييس الجائحة بهذه الطريقة أمر غير مسؤول – بل هو أمر مستهجن تماما" مضيفة الأسوأ من ذلك، أن بعض القادة قد تجاهلوا وأغفلوا الأدلة والأبحاث العلمية، مما ساعد على أن تستشري نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة.
واستشهدت باشيليت، الرئيسة السابقة لشيلي، بأمريكا اللاتينية كمنطقة عانى فيها الناس بسبب إنكار قادتها وجود كوفيد-19 والأدلة العلمية حول المرض وتعليقا على موقف الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، قالت باتشيليت إن قادة البرازيل يمكن أن يكونوا أكثر انفتاحا على ما يظهره العلم وأن الجائحة كان لها تأثير غير متناسب على الفئات الضعيفة في البرازيل على وجه الخصوص.
كما انتقدت الدول التي استخدمت الجائحة كذريعة لتقييد حقوق الإنسان وتأجيل الانتخابات، مستشهدة بأوغندا وميانمار باعتبارهما "مثالين مهمين حيث يبدو أن الأحزاب الحاكمة قد استغلت قيود كوفيد-19 لتقييد الحق في المشاركة السياسية".
وذكرت باشيليت أن الاستجابة للجائحة كانت مسيسة إلى حد كبير في الولايات المتحدة، ورحبت بإعلان الرئيس المنتخب جو بايدن "سلسلة من التعهدات الواعدة" بشأن إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان والتعددية، بما في ذلك الزيادة المخطط لها في أعداد إعادة توطين اللاجئين، ووضع حد للفصل بين عائلات المهاجرين وبناء الجدار الحدودي على الحدود المكسيكية، وإصلاح نظام اللجوء، وعودة الولايات المتحدة إلى اتـفاق باريس للمناخ لعام 2015 قائلة " آمل أن تجعلنا هذه الإدارة الجديدة أفضل بكثير - أعني، بالنسبة لحقوق الإنسان، أعتقد أنها ستكون أفضل بكثير. أنا آمل حقا في ذلك".
وأضافت: "إذا تم تنفيذ هذه التعهدات، أعتقد أنه سيكون لها تأثير إيجابي على حقوق الإنسان في الولايات المتحدة والعالم. كما ستؤدي إلى تراجع السياسات التي نُفِّذت خلال إدارة ترمب، والتي أدت إلى انتكاسات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة والمهاجرين أو الصحفيين".
وقالت باشيليت إن القيادة الأمريكية في مجال حقوق الإنسان اعتمدت جزئياً على كيفية تعامل البلاد مع التحديات المحلية، مضيفة أن اعتراف الرئيس المنتخب بايدن بالحاجة إلى معالجة العنصرية المنهجية كأولوية كان خطوة إيجابية.
وتطرقت المفوضة السامية لحقوق الإنسان إلى البلدان التي تشهد صراعات، مشيرة بالتحديد إلى اليمن، وقالت إن فيروس كوفيد-19 ولد سلسلة إضافية من الكوارث متعدّدة الأوجه في مجال حقوق الإنسان.
وأوضحت أن أزمات مستمرّة تعصف باليمن منذ خمس سنوات. وتغذّي هذه الأزماتُ الصراعاتِ والانتهاكات والمرض والحصار ونقص التمويل للمساعدة الإنسانية، في ظلّ تفشّي الفقر وسوء الإدارة والنقص في التنمية، وهي تدفع البلاد بلا رحمة نحو مجاعة معمّمة.
وقالت:" لم نتوانَ عن إطلاق التحذيرات حول ما سيحدث في اليمن في الأشهر المقبلة، لكنّ العالم المشتت لا يبذل أيّ جهد يُذكَر لمنع هذه الكارثة التي يمكن تجنبها".
وقالت باشيليت إنها منزعجة أيضا من التقارير المستمرة عن مجموعة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في شينجيانغ وهي منطقة تتمتع بحكم ذاتي في الصين. كما أبدت قلقا بشأن الانكماش السريع للمساحة الديمقراطية في هونج كونج. وأعربت عن أملها في أن يتمكن مكتبها من إرسال فريق تقني إلى الصين في النصف الأول من عام 2021، وهي خطوة تحضيرية قبل زيارة المفوضة السامية نفسها.
قالت باشيليت إن العالم يمكن أن يحصن نفسه ضد الجوع والفقر وعدم المساواة، وربما حتى تغير المناخ، إذا أخذ حقوق الإنسان على محمل الجد مشيرة الى أنه "ما من أحد بمنأى عن العدوى إلى أن يصبح الجميع من دون أيّ استثناء بمنأى عنها".