فى مشهد تاريخى وصلت أمس أول شحنة لقاحات كوفيد 19 إلى القاهرة، من إنتاج شركة سينوفارم بالصين، الأمر الذى يؤكد حرص الدولة المصرية وقياداتها السياسية على حماية المواطنين، ومن جهة أخرى أصبح هذا المشهد، بمثابة صفعة قوية على وجه المشككين من أهل الضلال اللذين شككوا في قدرة مصر وقياداتها في حماية صحة المصريين.
وجمال المشهد، يتمثل في إعلان وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، أن مصر هى الدولة الأفريقية الأولى التى استلمت لقاحات، وأن قيمة الشحنة الأولى بلغت 50 ألف جرعة، وأن هناك شحنة أخرى ستصل الأسبوع المقبل، وأن الأولوية لكل من الأطقم الطبية في المستشفيات وخاصة في مستشفيات العزل، وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، إضافة إلى توزيع هذه اللقاحات مجانا من خلال تدشين موقع إلكترونى لتسجيل البيانات والصرف، مما يؤكد أن المواطن في قلب وعقل القيادة السياسية، وأن الأمور تدار وفق منظومة علمية واضحة، وهذا ما يؤكد من جديد أن ما تفعله مصر في مجابهة كورونا محل تقدير، وأن كل أحاديث أهل الفتن ما هى إلا أكاذيب وافتراءات.
ورغم كل هذه الإنجازات والنجاحات، تخرج علينا قوى الشر تشكك فى هذه اللقاحات، لأن ببساطة منهج عملها قائم على أنها تحيك المكائد بمصر من أجل إسقاطها وتخريبها، والتشكيك في إنجاز بغرض الفوضى وعدم الاستقرار، لكن هيهات من تحقيق هذا، لأن وعى الشعب المصرى يقف لهذه المكائد بالمرصاد، من خلال عدم الانسياق إلى شائعات جماعات الشر والظلام والإرهاب والتي تستهدف تخريب الوطن وزعزعة استقراره، والنظر جيدًا إلى ما يجري من جهود حقيقية ملموسة على الأرض.
وبصرف النظر عن مكائد أهل الضلال، فإن هذه اللحظة التاريخية تجسد فيها عدة مشاهد ورسائل مهمة، أبرزها مواصلة الدولة المصرية رفع شعار صحة المصريين خط أحمر، وهى غير عابئة بأى معوقات اقتصادية، فلم تتدعى مثلا بأن الظروف الاقتصادية صعبة، ولم تترقب المشهد مثلما تفعل بعض الدول، بل أنها تواصل تعهداتها بأنها على نفس الطريق والإصرار لحماية المصريين، منذ بدء جائحة كورونا، والتي بدأتها بالقرار الذى عجز عن اتخاذه كثير من الدول وقتها، وهو عودة المصريين العالقين في الخارج، في وقت تركت بعض الدول أبناءها ورفضت استقبالهم، إلا أن مصر فتحت أبوابها أمام أبنائها متخذة كل الإجراءات الاحترازية، في بادرة أشاد بها القاضى والدانى.
ولا شك أن قطاع الصحة فى مصر يواصل الإنجازات على كافة الأصعدة والمستويات، فمن منا ينسى مبادرة 100 مليون صحة، والتي ضربت مصر أروع الأمثلة من خلال عمل مسح لأكثر من 50 مليون مصري من فيروس سى، تلك الوباء الذى هدد حياة المصريين لسنوات طوال، ليقف العالم أجمع في تحية تقدير للقيادة السياسية، مشيدا بجهودها المضنية في مكافحة هذا الفيروس الفتاك، ومن منا ينسى المبادرات الرئاسية التي بعثت أمل الحياة لملايين المصريين من جديد، مثل مبادرة "قوائم الانتظار" ومبادرة "صحة المرأة" ومبادرة "نور حياة" ومبادرة "الأمراض المزمنة"، إضافة إلى السير في مسار تطبيق منظومة التأمين الشامل.
وهنا يجب علينا، أن نفخر بما تفعله الدولة المصرية، وأن تكون هناك مسؤولية اجتماعية وفردية، تجاه ما تفعله الدولة لنا، وما يجب علينا فعله لحماية أنفسنا أولا ثم مساعدة الحكومة فيما تصبوا، وأن رغم وصول اللقاح، فلا يوجد حلٌ أفضل من اتخاذ الحيطة والحذر تجاه هذا الفيروس القاتل، فالمسؤولية هنا على الجميع، وليست على الحكومات فقط.. فاللهم احفظ مصرنا الغالية..