يضرب الركود دول العالم بسبب استمرار جائحة كورونا، ووسط هذا الركود التجارى والاقتصادى الذى يحاول الكثيرين التعافى منه، يبادر أصحاب المصالح والمهن الفنية والسياحية التى تضررت من الإغلاق وتخوفات من عدوى كورونا إلى اعتماد سياسة التعايش مع الوباء العالمى، ومحاولة العودة إلى أعمالهم والترويج إلى نشاطاتهم التجارية والسياحية التى نزفت خسائر بالمليارات بسبب جائحة كورونا والاغلاق.
وفى إطار سياسة التعايش مع كورونا، توصل فنانون فى ألمانيا إلى طريقة ذكية تمكنهم من تقديم عروضهم مع احترام تدابير الوقاية من تفشى فيروس كورونا المستجد، وسط تدابير الإغلاق التى تفرضها معظم الحكومات حول العالم والتى أثرت بشكل كبير على قطاع الثقافة، ونقلت تجربتهم شبكة "يورو نيوز".
العروض من خلف الزجاج
وقدم الموسيقيون الألمان عروضا موسيقية حية فى واجهات المحلات والمتاجر ما يمنحهم حرية العزف أو الغناء دون انتهاك القيود المفروضة جراء تفشى الفيروس، حيث يوجد حاجز زجاجى بينهم وبين جمهورهم، والفكرة توصل إليها جيرد نورمان، الذى قدم مشروعه "عروض فى النوافذ" كمحاولة لإنقاذ مستقبل المغنين والموسيقيين والراقصين الذين تقلص دخلهم بشكل كبير بسبب الوباء.
المارة يتابعون العرض عن بعد
ومباردة "عروض من النافذة" فى برلين، هى مبادرة مفتوحة لجميع فنانى الأداء فى مختلف الأنواع الموسيقية من الراب إلى الأوبرا وصولا إلى عروض الملاهى إلى الكوميديا، المبدأ بسيط، حيث يقف المارة خلف واجهة المتجر ويستمتعون بالعرض على الهواء مباشرة، مع الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعى.
عروض من خلف الزجاج
المشروع تضمن كذلك عروضا فى الطريق بين السيارات أو بالقرب من أماكن العبادة، ومن الممكن أن تستمر فكرة "عروض من النوافذ" حتى بعد انتهاء الوباء، بحسب جيرد نورمان لأن تعليقات الجمهور كانت جيدة جدًا لدرجة أنه قد يستخدم مفهوم واجهة المتجر مباشرة على المسرح، بمجرد إعادة فتح قاعات العرض وعودة الحفلات الموسيقية.
وبالانتقال إلى امريكا، أقدمت مجموعة من الفنانين الشباب فى ولاية نيويورك الأمريكية على تنفيذ مبادرة للترويج لأصحاب الأعمال الفنية ومحاولة عودة الحياة إلى أحياء أغلقت متاجرها بسبب وباء كورونا، وغزت صور قطع فنية واجهات المتاجر الفارغة التى اضطرت للإغلاق بسبب الوباء فى نيويورك، وذلك فى مبادرة من شأنها الترويج لأصحاب هذه الأعمال وإنعاش أحياء تجارية أصبحت تعانى من عدم وجود المتسوقين بسبب كورونا.
وقالت بربارا أندرسون، معلمة مشاركة بالمشروع، فى تقرير لوكالة فرانس برس: "كنت أشعر بالإحباط وكنت كلما أمشى هنا يوما بعد يوم، أرى متجرا آخر مغلقا أو يغطى بالأوراق أو الألواح أحيانا، وقلت فى نفسى إنه لا بد من تحسين الوضع وفعل شيء افضل فى هذه المساحة".
متاجر خالية تروج لاعمالها بلوحات فنية
كما أضاف لانس جونسون، فنان مشارك فى المعرض، أن الفن فى الأماكن العامة حيوى للغاية، خصوصا أنه عندما تسمع أشخاصا يقولون إن نيويورك ماتت، والأمر ليس صحيحا ونحن هنا نناضل ومن المهم نشر هذه الرسالة"، ومن شأن المبادرة الترويج لأصحاب هذه الأعمال الفنية، فضلا عن إنعاش أحياء تجارية أصبحت خالية من المارة بسبب إغلاق كورونا.
وبالتوجه إلى آسيا، أصر سكان مدينة لوب بورى فى تايلاند على الاستمرار فى إحياء تقليدها السنوى الذى يتمثل فى إقامة مهرجان يدعى "بوفيه القردة"، وهو تقليد سنوى يقومون فيه بإعداد عربات مليئة بالطعام للقرود من نوع المكاك والقردة الأخرى، ورغم تهديدات زيادة أعداد مصابى كورونا بسبب تفشى الموجة الثانية من الجائحة، إلا أن البلدة قامت بإعداد مهرجان أكل القردة، وفق شبكة روسيا اليوم.
مهرجان القرود لترويج للسياحة فى تايلاند
مهرجان القرود
وأظهرت لقطات فيديو مئات القرود تجتمع فى مهرجان "بوفيه القردة" السنوى فى مدينة لوب بورى، بينما يقوم السياح بالتجمع حول المائدة لالتقاط الصورة التذكارية مع القرود، إضافة إلى تصوير القردة وهى تتجمع على المائدة والعربات لتناول الطعام الذى يعانون من ندرته منذ تفشى جائحة كورونا، وأقيم المهرجان على أمل إحياء السياحة في المدينة القديمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة