حكاية أشهر صانع مراكب وقوارب صيد أسماك بشمال سيناء.. "سالم" إيده تتلف فى حرير وخدماته يقدمها للصيادين ببحيرة البردويل فى ورشة صغيرة ببئر العبد.. يصنع القارب فى أسبوع ويضيف له فنوان إخراج الشكل بمواصفات عصرية

صناعة قوارب ومراكب الصيد ببحيرة البردويل بشمال سيناء، مهنة تعلق بها  "سالم سليم سويلم"، أحد أبناء مركز بئر العبد بشمال سيناء حتى أتقنها، وأصبحت حرفته اليومية فى ورشة صغيرة تتوسط قطعة أرض فضاء بحى الحتانة على  مشارف شمال مدينة بئر العبد.

حول مقر ورشته المسقوفة بالقش، تتواجد قوارب صيد أحضرها صيادين لصيانتها وإصلاح ما لحق بها من عناء رحلات بحث كل صياد عن قوت يومه فى عرض البحيرة، وداخل الورشة مساحة واسعة خصصها لتصنيع القوارب الجديدة التى يحتفظ بمكوناتها فى غرف جانبية وحوله شباب يعلمهم سر الصنعة.

وتعد بحيرة البردويل من أهم بحيرات مصر الطبيعية التى تقع على ساحل شمال سيناء، ومصدر رئيسى لإنتاج الأسماك، ويعمل فى البحيرة أعداد كبيرة من الصيادين، تنتشر تجمعاتهم وقراهم على سواحل البحيرة، ويسمح لهم بالصيد فيها خلال فترات محددة حفاظا على تجدد الثروة السمكية.

وقال صانع مراكب وقوارب الصيد ببحيرة البردويل "سالم سليم سويلم"  لـ"اليوم السابع"، إنه ورث المهنة من عمه الذى عمل معه فى نفس المجال، ويقوم بتصنيع أى مركب وقارب صيد من الألف حتى الياء معتمدا على حرفة يجيدها، وصنعة يتقنها فى هذا المجال الذى يحتاج لدقة وتركيز للحفاظ على توازن المركب أو القارب أثناء سيره فى عرض البحيرة.

وتابع سليم قائلا، إنه يبدأ يومه مبكرا من ورشته، لإنجاز ما يطلب منه من عمل  ينقسم لصناعة قوارب ومراكب جديدة أو صيانة قديمة، وإضافة أجزاء وتحديثات لها وإعادة دهانها، موضحا أن كل قطعة إنتاج جديدة تبدأ بتحديد المقاسات المطلوبة للتصنيع، حيث تختلف إحتياجات كل صياد عن آخر من مراكب وقوارب و لنشات الصيد، ويتم تجهيز احتياجاتها من الخشب وتقفيله، وإضافة الفايبر جلاس، والمادة العازلة، ثم الطلاء بأحد الألوان وغالبا يكون الأخضر أو اللبنى.

وأشار سالم، إلى أن المقاسات الشائع إستخدامها فى تصنيع قوارب الصيد من قبل صيادين بحيرة البردويل، تبدأ من 6 حتى 8 أمتار طولا، وكل قارب حسب حرفة الصيد المستخدم فيها، لافتا إلى أن أكثر عمله فى تصنيع مراكب تستخدم فى حرفة "الدبة" التى تعتمد حمل أوزان كثيرة من الشباك تحتاج لمركب قوية طولها لايقل عن 8 أمتار.

وأوضح صانع المراكب، أن فترة تصنيع كل قارب ومركب صيد سمك يستغرق عمل متواصل من 5 إلى 7 أيام، ويعتمد فى التصنيع فى الوقت الحالى على نوعية الخشب الفنلندي رقم 1، مضافا له الفيبر، وأدواته بسيطة وهى ألات قطع الخشب الكهربائية وتحديد المقاسات، وسر صنعته يعتمد على حرفة تركيب القطع الخشبية لتكون فى النهاية جسم المركب والقارب بالمواصفات القياسية المطلوبة، ليواجه المياه وأى تقلبات جوية محتملة، وتحميل أدوات الصيد، ما يلتقط من كميات الصيد.

وأضاف صانع المراكب، أنه يساير كل جديد فى المهنة، وتباعا يحدث أدوات عمله، فكانت بدايته بأدوات يدوية وأصبحت أليه وكهربائية، وكان العمل يعتمد على سد مسافات الفراغ بين القطع الخشبية على المعجون التقليدى، وأصبح على الفيبر، ومن خشب بسمك 2 سم أصبح 1سم بقوة وخفيف وزن .

وقال سالم، إنه حصل على دبلوم صناعى، ولكن لم يستفيد من شهادته بشيئا، حيث غلبت حرفته التى تعلمها وأصبحت هى المهنة وبدوره يعلمها لأولاده الثلاثة مع حرصه على إنهاء تعليمهم، والحصول على شهادات حتى وإن كانوا سيمتهنون مهنته وتصبح هى مصدر رزقهم، لافتا إلى أنه بالفعل بدء يورث خبرته لأكبر الأبناء، بينما فى ورشته يعتمد على 5 من الشباب المساعدين له حيث صناعة كل مركب وقارب يحتاج لأكثر من شخص، وكلا له دوره مابين نجارين وأخرين مهمتهم الطلاء والتجميع والتحميل وفرد الشاش.

وأكد سليم، أن مهنته كل يوم فى تطور كأى مهنة، لأنها حرفة تعتمد على الإبداع وإخراج مكون بأشكال مختلفة، وأنهم طوروا القوارب من شكلها المربع التقليدى لأشكال جديدة بأسطح غير مستوية وتظهر شكل منخفض ومرتفع يعطى رونق جمالى ويفيد فى الجوانب الفنية .

وبدوره، استكمل الحديث نجله "سليم سالم"، بقوله أنه طالب فى الدبلوم الثانوى التجارى، ووصل لمرحلة إتقان الصنعة من والده الذى عمل معه منذ الصغر مساعدا له، وأنه يخطط لإستكمال مراحل تعليمه، مع الحرص أن تكون صناعة القوارب هى مهنة المستقبل له، بعد أن عرف وأجاد كل فنونها ويجد متعة فى العمل طوال اليوم فى الورشة بعد إنتهاء يومه الدراسى.

وقال المهندس سامى الهوارى، رئيس إحدى الجمعيات الأهلية المختصة بتقديم الخدمات للصيادين وأاسرهم بنطاق بحيرة البردويل، إن البحيرة مصدر رزق لأكثر من 4000 صياد يعملون على مايقارب من 1228 مركبا، وأن مساحة بحيرة البردويل 136318 فدانا، ويقدر كم إنتاجها التنقريبى 3100 طن من الأسماك سنويا، وأهم ما تنتجه من الأسماك البورى والدنيس السوبر والموسى والقاروص وأنواع من القشريات.

وأشار الهوارى، إلى أنه فى عرض البحيرة يتم الصيد بحرف متعددة وهى "الدبة" القائمة على الصيد بشباك من 3 طبقات بإرتفاع من 1: 2 متر وطول الشباك 750 مترا،و"الدبديبة"، وهى شباك من 3 طبقات بطول 400 متر للمركب الواحد، و"البوص"، تعتمد على طب شباك واحدة بعرض 5 أمتار، وبطول 800 متر، و"الكابوريا"، وهى شبكة من طبقة واحدة بإرتفاع مترا و"السنار"، تعتمد على خيوط من النايلون لا يزيد طولها عن 300 متر معلق به خيوط بكل خيط سنارة على أبعاد متساوية، و"الدهبانة"، وهى شبكة على جزئين لا يزيد طول كل منها عن 400 متر.