نوستراداموس، أحد الشخصيات المهمة فى تاريخ العالم صاحب النبوءات الشهيرة، التى أزعجت الجميع فى القرن الـ16 الميلادى، وتمر اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 14 ديسمبر من عام 1503، وكان طبيبًا، وفى عام 1555 أكمل نوستراداموس الجزء الأول من كتابه الخاص بالتنبؤات، الذى أعطاه شهرة واسعة فى فرنسا.
وكتاب التنبؤات تضمن القرون الثلاث الأولى وجزء من القرن الرابع فى ذلك الزمن التى كانت الكتب فيها ترفاً لم يكن يملكها ولا يقرأها سوى الأغنياء، لأن معظم الناس كانوا أميين، فقد أصبحت التنبؤات هى البدعة السائرة التى يقبل عليها الجميع فى البلاط.
وكان نوستراداموس يستعمل الماء فى قراءة المستقبل، فينظر فى إناء مملوء بالماء الصافى ويتأمل ما سيحدث ليكتبه شعرًا موزونًا فيما بعد، وكانت نبوءاته قد انتشرت كثيرًا فى حياته، وفى كتابه "القرون" قال إن قائدًا عظيمًا سيهزم فى واترلو، فى الزمان المحدد، فكانت هزيمة نابليون بونابرت الشهيرة الذى تنبأ له نوستراداموس باحتراق أسطوله الفرنسى فى مياه الإسكندرية فى مصر، فقال: "يغرق الأسطول بالقرب من البحر الأدرياتيكى، ومصر تهتز كلها، والدخان يتصاعد ويحتشد المسلمون".
من الأزمات التى تعرض لها أشهر منجم كانت فى عام 1538، إذ اتهم بالهرطقة لأنه حدث أن أبدى ملحوظة دون قصد قبل ذلك بسنين وقد نقلت هذه الملحوظة للسلطات، فقد علق نوستراداموس على عامل يقوم بصب تمثال برونزى للعذراء بأنه إنما كان يصنع الشياطين، ومع أنه كان يقصد ما يفتقر إليه التمثال من عنصر جمالى، وهكذا أرسلت محكمة التفتيش فى طلبه من أجل أن يذهب إلى تولوز.
بدأ النقرس الذى كان يعانى منه يتحول إلى داء الاستسقاء، فأدرك بوصفه طبيباً أن نهايته أصبحت وشيكة، فكتب وصيته فى السابع عشر من يونيو عام 1566، وعندما توفى دفن واقفاً فى جدار فى أحد جدران كنيسة كورديلييه فى بلدة صالون، بفرنسا، لكن جثته تعرضت للنبش من قبل الجنود بعد أن اخرجوا نعشه ابان الثورة الفرنسية، فأعيد دفن جثته فى الكنيسة الأخرى فى صالون، وهى كنيسة سان لوران.