نشاهد، اليوم، مثال رأس الحصان، تصميم الفنان البريطانى المولد "نيك فيديان جرين" وهو تمثال لرأس حصان يبلغ ارتفاعه حوالى 35 قدمًا، يقع فى ويست ساسكس، بإنجلترا.
أعتقد أن الحصان فى كل الحضارات له رمزية متعلقة بالشموخ، ورغم تراجع القيمة الحضارية والرمزية لكثير من الحيوانات فى العالم، لكن الخيول كما يقول الشاعر العربى الكبير "أمل دنقل" لا تزال حضارية.
وحسب ما كتبته "عبير يونس" فى البيان، فقد عرف الإنسان الحصان منذ العصر الحجرى، واعتمد المؤرخون على ظهوره وفترة تحديدها من الرسوم الصخرية، التى سجلت صورا للأحصنة.
وتــم توافــــد الخيول من آسيا من قبل البدو، حيث يعتقد بأنهم أول مـــن أستأنسها ثم نقلوها إلى الصين فآسيا الصغرى وأوروبا وسوريا والبلاد العربية ومصر. وفى الفترات الأولى استخدم الحصان للحرب والمباهاة والتفاخر. ومن قبلها ظهر الحصان فى افريقيا مع غزو الهكسوس لمصر فى حوالى القرن الـ 15 قبل الميــــلاد وذلك لجـــر العجـــلات الخفيفــــة.
فى الأزمنة القديمة، اعتبر اقتناء الخيل والاهتمام بها مظهرا من مظاهر القوة والجاه والسلطان، وكان للخيل الدور الهام فى حياة العرب. ومن قبل ذلك لم يكن ترويضها لدى الإنسان القديم ممكنا، إلى أن حل ذلك الوقت الذى استطاع فيه ابتكار بعض الأدوات، ومنها أدوات الصيد. ولم يستخدم الحصان فى أعمال المزارع والجر إلا فى القرن الـ 19.
وكان فى البداية يركب عارى الظهر ولم يستخدم السرج ولا اللجام إلا مع الحصان العربى الأصيل. أما دور الحصان فلم يختلف كثيرا عبر التاريخ، وإن انحصر الآن فى السابقات المحلية والدولية، التى تبرز قوة الحصان، ومهارة مدربه، وبقى امتلاكه كما كان من قبل دلالة على الجاه والقوة.