في الواقع تعتبر سرقة حقائب النساء والجوالات أثناء السير فى الطرقات، والأماكن العامة، من الجرائم التي يرتكبها المراهقون واللصوص على اختلاف أساليبهم، أبرزها وأكثرها شيوعا الخطف من على الدراجات النارية ثم الاختفاء سريعا، أو مراقبة السيارات بعدم وجود أحد داخلها، وهناك الكثير من القصص التي تعرض لها الكثير من الضحايا بينما كانوا يسيرون في الأسواق والشوارع أو ممن ترك سيارته وفيها عائلته أثناء توقفه عند إحدى محطات البنزين.
فيما انتشرت فى الآونة الأخيرة، حوادث السرقة لمواطنين عن طريق الخطف متعلقاتهم الشخصية أثناء سيرهم بالشارع، وتستهدف تلك التشكيلات خطف متعلقات السيدات والأطفال لضعف مقاومتهم أثناء تعرضهم لعمليات السرقة، وعادة ما تستخدم تلك التشكيلات السيارات ومركبات التوك توك والدراجات البخارية مطموسة اللوحات المعدنية أو المسروقة لتنفيذ عملياتهم الإجرامية.
فتاة المعادى وزوجة ابن الفنان الراحل جمال شبل "خير دليل"
بالأمس، اعترف متهمان بخطف حقيبة من مهندسة، وهى زوجة مصمم الديكور حازم جمال شبل، ابن الفنان الراحل جمال شبل، بمنطقة حدائق الأهرام بالجيزة، أنهما يكونان تشكيلا عصابيا لخطف متعلقات المواطنين، من هواتف محمولة، وحقائب خاصة من السيدات، وأنهما يستخدمان سيارة ملاكى فى تتبع الضحايا، بعد البحث فى الشوارع خاصة الهادئة، لاستهداف الضحية المناسبة، وسرعة الهروب.
وجرائم خطف الحقيبة، قد تعرض المجنى عليه أحيانا لوفاته مثلما حدث فى واقعة "مريم"، المعروفة باسم "فتاة المعادي" التى فجرت فى أكتوبر الماضى بركان الغضب لدى المصريين، بعد أن دفعت حياتها ثمنًا لخسة ونذالة مسجلين اثنين خطر يستقلان سيارة "ميكروباص"، حاولا سرقة حقيبتها أثناء سيرها فى أحد شوارع المعادى بالقاهرة عائدة من عملها بأحد البنوك، لتسقط رأسها أسفل السيارة، وتفارق الحياة.
أماكن انتشار وقائع خطف حقائب السيدات
وخلال الفترة الأخيرة بعض ضعاف النفوس أصبحوا يشكلوا مصدرا مقلقا، وبالأخص للنساء حيث امتهنوا مهنة خطف حقائب السيدات لسرقة ما فيها من مال أو مصاغ ذهبى أو غير ذلك من ممتلكات، وأصبحت هذه تشغل بال الكثيرين على الرغم من تصدى الأجهزة الأمنية لها بشكل دائم ومستمر، فلا يوجد يوم إلا ويتم القبض على إحدى عصابات السرقة – خطف الحقائب -
وتنتشر هذه الجريمة، فى الأماكن التى تكون مقصدًا للتسوق حيث يختار الجناة المناطق التى يكون الهدف فيها "السيدات" حائزًا أما على مبالغ مالية أو مصاغ ذهبى أو بطاقات صراف إلى أو أية مقتنيات ذات قيمة، وبينما يرجع بعض المهتمين والمتابعين لمثل هذه الأخبار عن سرقات حقائب السيدات أسباب انتشار هذا النوع من السرقات على أساس ما خف وزنه وغلا ثمنه، ويتكرر وقوع مثل تلك القضايا فى مناطق المدن الكبرى وبالأخص القاهرة والجيزة بحيث أصبحت مصدر قلق وإزعاج، ولا تختلف الأساليب بين الجناة لارتكاب هذه القضايا، فغالبًا ما يعمد الفاعل إلى تنفيذ جريمته بمراقبة المجنى عليه سواء سيرا على الأقدام أو باستخدام مركبة وعندما يجد الفرصة مواتيه يقوم بانتزاع حقيبة الضحية والفرار بها وأحيانًا بشكل عنيف، مما يؤدى إلى إصابات بالغة جراء سقوطهن على الارض أثناء قيام الجانى بسحب حقائبهن منهن بشكل عنيف.
أسباب انتشار وأساليب خطف حقائب السيدات
اختيار السيدات كهدف سهل وضعيف بدنيا "لا يقوى على المقاومة أو الدفاع عن النفس قياسا" بالجانى، وسهولة انتزاع الحقيبة من السيدة دون مقاومة أحيانا تذكر، وعدم لجوء الضحية إلى مراكز الشرطة فى كثير من الأحيان لتقديم شكوى خصوصا إذا لم تستطع الضحية أخذ رقم السيارة أو أوصاف الجناة، وسهولة حركة الفاعل وتغيير مكان ووقت نشاطه والابتعاد عن مسرح الجريمة سريعا، وسهولة اخفاء معالم الجريمة حيث إنها فى الغالب لا تترك اثرا، واستخدام المركبات كوسيلة بارتكاب العديد من القضايا ساهم فى انتشارها مستخدمين فى كثير من القضايا على سيارات مسروقة أو استخدام لوحات مزوره، وعدم وجود عقوبة مشددة ورادعة على جرائم السرقات بهذا الاسلوب، واعتماد الجانى على عامل الوقت فى التمويه وتغير ملابسه أو تغير المركبة المستخدمة.
الغريب أن أساليب سرقة حقائب السيدات شهدت أشكالا مختلفة، حيث كانت قد بدأت عن طريق المراوغة، كما كشفت كثير من البلاغات المسجلة فى تلك الفترة بأن تترك السيدة حقيبتها بجوارها وهى واقفة داخل محل لتتفحص البضاعة أو هى جالسة فى مطعم أو مقهى ليقف أحدهم فى الجانب الآخر ليسألها عن عنوان أو عن أى شيء بينما يكون آخر يكون قد سحب الحقيبة وخرج بسرعة وفى هدوء، ومن الخداع إلى طريقة الدراجات التى يقودها شباب من صغار السن يفاجئون الضحية، ويقومون بخطف حقيبتها والهرب بها، ولكن اتضح حسب اعترافاتهم بأنه من السهولة اللحاق بهم أو تعطيلهم من الأمام فى كثير من الأحيان وهم بالدراجة، ولذلك أصبحت الدراجات البخارية – الموتوسيكلات - هى الأنسب والأسرع والأقوى وهى الوسيلة الأكثر استعمالًا فى سرقات حقائب السيدات.
عقوبة جريمة خطف الحقائب
وعن العقوبة المقررة قانوناَ – يقول الخبير القانونى والمحامى حسام الجعفرى – جرائم سرقة وخطف الحقائب من المواطنين انتشرت بواسطة بعض المجرمين أثناء قيادتهم سيارة أو دراجة نارية، فهؤلاء الجناة يعانون من اضطرابات شخصية مضادة للمجتمع ونظمه وتقاليده وأعرافه وأساليب التنشئة داخل البيت لها دور أساسى في تغلغل تلك السمات، ونمو تلك الاضطرابات سواء في الذكور أو الإناث والملامح أو السمات التى تميز الشخصية المضادة للمجتمع نجدها شخصية منزوعة الضمير، ولا تبالى بالقيم والأعراف ولا الدين لديها قدرة على اختراق القوانين والنظم وتتلذذ بالإيقاع بالضحايا وتعذيبهم وإيقاع الألم بهم لا تخشى العقوبة.
ما هو الوصف القانوني لتلك الجريمة؟
ووفقا لـ"الجعفرى" فى تصريح لـ"اليوم السابع" - تصنف تلك الجريمة على أنها جنحة سرقة بسيطة حيث نصت المادة 318 عقوبات التي قررت: "يعاقب بالحبس مع الشغل مدة لا تتجاوز سنتين على السرقات التي لم يقترن بظرف من الظروف المشددة"، فالسرقة قد تقترن بظرف مشدد أو أكثر وعقوبات الظروف المشددة فى جريمة السرقة والتي من شأنها تغيير وصف الجريمة من جنحة إلى جناية وهي كالآتي:
1- ظروف مشددة يكفي توافر إحداها لاعتبار الواقعة جناية كالإكراه.
2- ظروف مشددة لا تؤدي إلى اعتبار الواقعة جناية إلا في حالة اجتماع ثلاثة منها وهى:
أ- تعدد الجناة وحمل السلاح والطرق العام.
ب- حمل السلاح والليل والطريق العام.
ت- الإكراه أو التهديد باستعمال السلاح والطريق العام.
ث- تعدد الجناة وحمل السلاح والليل.
3- ظروف مشددة يجب توافرها معا لاعتبار الواقعة جناية عقوبتها الأشغال الشاقة المؤبدة وهي:
أ- الليل.
4- تعدد السلاح.
ب- حمل السلاح.
ت- المكان المسكون أو المعد السكني.
ث- التسور أو الكسر أو استعمال مفاتيح مصطنعة.
ج- الإكراه أو التهديد باستعمال السلاح.
هل هناك ظروف المخففة لعقوبة السرقة؟
نصت المادة 319 عقوبات على أنه: "يجوز إبدال عقوبة الحبس المنصوص عليها فى المادتين 317، 318 بغرامة لا تتجاوز جنيهين مصريين إذا كان المسروق غلالا أو محصولات أخرى لم تكن منفصلة عن الأرض، وكانت قيمتها لا تزيد على خمسة وعشرين قرشا مصريا.
-وقد قضى بأنه: "يلزم لتطبيق المادة 319 من قانون العقوبات كما هو صريح النص أن يكون الفعل فى الأصل جنحة أي من السرقات العادية التي ينطبق عليه نص المادة 317 أو نص المادة 318 من هذا القانون، أم إذا كان الفعل يكون جناية فلا يمكن أن يسري عليه الظرف المخفف.
ماذا لو ارتبطت تلك الجريمة بجرائم اخري؟
تقضى القواعد العامة في تعدد الجرائم والعقوبات بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد في حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطًا لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمدى في حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلًا هذا الاقتران ظرفًا مشددًا لعقوبة القتل العمدى، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة في شخصية المجرم، الذى يرتكب جريمة القتل وهى بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه في نفس الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى في فترة زمنية قصيرة، لان دافع السرقة بالإكراه هو الذى دفعهم للقتل، وفى تلك الحالة لو لم تمت المجنى عليها تصنف التهمة فقط بأنها سرقة بالإكراه
ماهي الاحتياطات الواجب اتخاذها أثناء السير بالشارع لتفادي مثل تلك الجريمة؟
1- عدم حمل اي مستندات مهمة أو أى إثبات شخصية بالحقيبة.
2- أن تكون الحقيبة في ناحية الرصيف وليس الشارع لأنه عندما تكون الحقيبة اتجاه الرصيف يصعب سرقتها.
3- عدم تثبيت الحقيبة في منطقة الرقبة لأنها مع الخطف سوف ترتطم رأسك بالأرض وتكون ضحية، ولا تكون الحقيبة خانقة أو محكمة، وعدم الثشبث بها في حالة خطفها لأن حياتك أهم من الحقيبة.
خبير أمنى يضع روشتة للتصدى للجريمة
ومن جانبه يقول الخبير الأمنى اللواء أمجد الشافعى، مساعد وزير الداخلية السابق، أن الخطف هو نوع من أنواع السرقة تقوم بها التشكيلات العصابية باستخدام التوك توك أو الدراجات النارية المسروقة وتستهدف السيدات والأطفال لضعف مقاومتهم أثناء تعرضهم للسرقة، ويقل ارتكابها تلك الجرائم فى حق الرجال لقدرتهم على المقاومة، حيث أن التشكيلات العصابية ترتكب جرائمها فى أماكن غير مزدحمة لسهولة هروبهم بعد ارتكاب جرائمهم، وقد تتعرض حياة المجني عليهم فى تلك الوقائع للخطر، فقد يسقط المجني عليه أثناء تعرضه للخطف فى عرض الشارع ويتعرض لحادث تصادم فى حال مرور مركبات بالطريق.
وبحسب "الشافعى" في تصريح لـ"اليوم السابع" - أن الجناة في تلك الجرائم يستهدفون الحقائب والمشغولات الذهبية التي تضعها السيدات كالسلاسل، والهواتف المحمولة، إلا أن أكثر من 80% من تلك الجرائم يتم ضبطها، وفيما قدم الخبير الأمني مجموعة من النصائح للسيدات منها عدم ارتداء السيدات لمشغولات ذهبية في الأماكن الغير مناسبة، عدم الحديث في الموبايلات بعرض الشارع، والحرص أثناء حمل حقائب الكتف لمنع تعرضها للخطف.
وضمن تلك النصائح هي السير عكس اتجاه السيارات، بمعني أن تسير مواجهة للسيارات، وكذلك السير أعلى الرصيف مع ضرورة اختيار أبعد نقطة عن نهر الطريق، وكذا أن تمسك الهاتف المحمول في يدها لأن معظم المتهمين بسرقة حقائب السيدات يستهدفون "الهواتف المحمولة" خاصة أن ثمنها ربما يصل لبضعة آلاف من الجنيهات، وهو مبلغ غالبًا يكون في معظم الحالات أعلى بكثير من المبلغ المالي التي تحتفظ به داخل الحقيبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة