أزمة إنسانية ممتدة، وحروب شوارع تشهدها إثيوبيا بين القوات الحكومية والجبهة الشعبية لتحرير إقليم تيجراي، والتي تسببت في موجة نزوح كبري على الحدود الإثيوبية ـ السودانية، وسط تحذيرات دولية متتالية من دخول البلاد في حرب أهلية طويلة الأمد.
وقالت الحكومة الإثيوبية، الجمعة، إنها رصدت عشرة ملايين بير (260 ألف دولار أمريكى) مكافأة لمن يدلى بمعلومات عن مكان زعماء القوات المتمردة الفارين فى إقليم تيجراى فى شمال البلاد.
وأعلنت محطة "إي.بي.سي" التى تديرها الدولة نبأ المكافأة التى تهدف للمساعدة فى القبض على زعماء الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى، ثم نشرته لجنة الطوارئ الحكومية المكلفة بالتعامل مع الوضع فى الإقليم فى تغريدة.
أطفال إثيوبيا اللاجئين
وبحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، يعتقد أن الآلاف قتلوا فيما فر قرابة مليون شخص من ديارهم بعد أن تحول نزاع استمر عامين بين حكومة رئيس الوزراء أبى أحمد ، والجبهة الشعبية لتحرير تيجراى إلى حرب فى أوائل نوفمبر ، وعادت بعض خدمات الكهرباء والهواتف إلى المدينة هذا الأسبوع بعد انقطاع تام للاتصالات منذ بدء هجوم القوات الاتحادية فى الرابع من نوفمبر.
وحذرت منظمات إغاثة من حدوث أزمة إنسانية فى تيجراى التى كان 600 ألف فيها يحصلون على مساعدات غذائية حتى قبل الحرب.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن برنامج الأغذية العالمى أرسل حمولة 11 شاحنة من الأغذية إلى مخيمين للاجئين الإريتريين فى الجزء الجنوبى من تيجراى وصلت يوم الأربعاء.
امرأة لاجئة تحمل رضيع
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية سافيانو أبريو "الناس إلى الآن يعيشون منذ أكثر من ستة أسابيع دون مياه جارية ودون خدمات صحية ودون مال وبكميات قليلة من الطعام".
وأعلنت الأمم المتحدة أن القتال في منطقة تيجراي في شمال إثيوبيا - (المتاخمة للحدود السودانية) - أسفر عن مقتل المئات وتشريد الآلاف، فيملا تُرك الملايين بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية، ووصل أكثر من 50 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، إلى السودان منذ نوفمبر الماضي.
كما أعلنت، في بيان نُشر على موقعها على الانترنت، تخصيص 35.6 مليون دولار للماء والصرف الصحي والإمدادات الطبية وحماية المدنيين المحاصرين في إقليم تيجراي بإثيوبيا، لافتة إلى أن هذا التمويل الطارئ سيساعد في حصول المرافق الصحية على الأدوية والقفازات وغيرها من الإمدادات لرعاية المرضى والجرحى، وتمويل التغذية ومياه الشرب والمأوى ، مضيفة أنه سيتم إيلاء الأولوية للنساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة عند صرف التمويل.
لاجئيون إثيوبييون
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك: "بعد ستة أسابيع من النزاع، تتزايد حصيلة الضحايا المدنيين، وتصل النساء والأطفال إلى السودان ولديهم قصص مقلقة عن العنف والحرمان وسوء المعاملة، والكثير منهم لم يتمكن من الفرار" ، مضيفا أن نزاعات مثل تلك، من الصعب وقفها إذا ما خرجت عن السيطرة، ولا يمكن إعادة الأرواح التي أزهقت للحياة، وتظل المظالم التي تخلق طويلة الأمد، مشيرا إلى حرمان الأطفال من المساعدة بسبب الظروف الراهنة.
وقبل يومين، أعلن الاتحاد الأوروبي تأجيل تقديم 90 مليون يورو كمساعدات إلى إثيوبيا بسبب أزمة تيجراي، حيث أظهرت وثيقة داخلية أطلعت عليها رويترز ، أن الاتحاد الأوروبي أرجأ تقديم مدفوعات لدعم ميزانية إثيوبيا، للضغط علي السلطات للسماح بدخول المساعدات إلى تيجراي.
وتقول الوثيقة إن "تأجيل الأقساط الثلاثة لدعم الميزانية يهدف إلى خلق مجال سياسي لتقييم الوضع الحالي وطلب رد فيما يتعلق بمخاوف الاتحاد الأوروبي المرتبطة بوضوح" بوصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال القتالية والسماح لوسائل الإعلام بدخول الإقليم.
واندلعت الحرب بين القوات الاتحادية الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في الرابع من نوفمبر ، ويُعتقد أن الصراع أودى بحياة الآلاف وشرد أكثر من 950 ألف شخص، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فر 50 ألفا منهم إلى السودان.
رجل مسن يهرب من الحرب في تيجراى
ويشكل الصراع معضلة سياسية بالنسبة لحكومات الغرب في ظل تقارير تتحدث عن استهداف الطرفين للمدنيين وشكوى الكثير من منظمات الإغاثة من عدم تمكنها من دخول الإقليم رغم مرور أكثر من أسبوعين على إعلان الحكومة انتهاء العمليات العسكرية هناك.
ويدعو الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة إلى وقف الأعمال القتالية والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان خلال الصراع والسماح للصحفيين بزيارة تيجراي، بحسب الوثيقة التي أكد دبلوماسي كبير في أديس ابابا صحتها .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة